الإمام الخامنئي خلال لقائه الآلاف من أبناء الشعب الإيراني: لن تنشب الحرب ولن نفاوض أمريكا

الإمام الخامنئي خلال لقائه الآلاف من أبناء الشعب الإيراني: لن تنشب الحرب ولن نفاوض أمريكا
خلال لقائه صباح اليوم الاثنين 13/8/2018م الآلاف من أبناء الشعب الإيراني الذين حلّوا ضيوفاً على حسينية الإمام الخميني (رحمه الله) أشار الإمام السيد علي الخامنئي إلى الأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي تعيشها الجمهورية الإسلامية وإلى الأعمال الشريرة التي تمارسها أمريكا ضد دول العالم ومن ضمنها إيران حيث أكد سماحته أنّ الجمهورية الإسلامية لن تفاوض أمريكا كما أن الحرب لن تندلع.
 

وفي معرض حديثه عن السياسة الأمريكية قال سماحته: لقد أصبحت أمريكا خلال نصف العام الماضي أكثر وقاحة وأقل أدباً. فيما مضى كانوا يراعون الآداب الدبلوماسية قليلاً ولكنهم أصبحوا مؤخراً أقل أدباً في مواجهتهم جميع الدول.
كما تناول قائد الثورة الإسلامية في كلمته الأعمال الإجرامية التي تقوم بها السعودية في اليمن حيث قال سماحته: ارتکبت السعودیة الأسبوع الفائت جريمتين في اليمن: هجوم على مشفى وهجوم على باص مدرسي يستقله 40 –50 طفلاً بريئاً. هل لديكم طفل بعمر 8 - 9 سنوات؟ [هل تتصورون] كم هي عظيمة هذه المصيبة. قلب الإنسان يرتعش.
وأردف الإمام الخامنئي: أمريكا بدلاً من أن تدين هذه الجريمة قالت لدينا علاقات استراتيجية مع السعودية. أليس هذا قلة حياء؟ نفس عمل الرئيس الأمريكي الحالي حينما قام بفصل ألفين أو ثلاثة آلاف طفل عن أمهاتهم لأنهم مهاجرين وقام بوضعهم في أقفاص؛ هل لهذه الجريمة سابقة في التاريخ؟!
ووصف الإمام الخامنئي طريقة حديث الأمريكيين عن الجمهورية الإسلامية بالوقحة والتي تفتقد للحياء حيث قال سماحته: يتكلم الأمريكيون عنّا مؤخراً بشكل يفتقر للحياء. فضلاً عن الحظر يطرحون أمرين اثنين: أحدهما الحرب والثاني المفاوضات. يطرحون شبح الحرب لكي يخيفوا به الجبناء.
وأكد قائد الثورة الإسلامية: أقول كلمتين للناس حول هذا الموضوع: لن تنشب الحرب ولن نفاوض أمريكا. هذه هي الخلاصة التي ينبغي على جميع أبناء الشعب الإيراني أن يدركوها.
وأوضح سماحته: لن تنشب الحرب لأننا كما كنا دوماً لن نكون البادئ بالحرب في وقت من الأوقات ولن يقوم الأمريكيون كذلك بالبدء بالحرب لأنهم يدركون أنها ستكون في ضررهم مئة بالمئة؛ لأن الجمهورية الإسلامية والشعب الإيراني أثبتا أنّهما سوف ينزلان بكل معتدٍ ضربةً أشد وأكبر.

وفي جزء آخر من كلمته خلال هذا اللقاء تناول قائد الثورة الإسلامية موضوع المفاوضات مع أمريكا بشيء من التفصيل حيث قال سماحته: فيما يتعلق بالمفاوضات يلعبون على وتر لعبة قديمة. أحدهم يقول مفاوضات مع شروط مسبقة وآخر يقول مفاوضات من دون شروط. أمريكا اليوم اقترحت علينا أن نتفاوض؛ هذه ليست قضية جديدة، كان هذا الوضع منذ بداية الثورة.
وأوضح سماحته سبب رفض الجمهورية الإسلامية التفاوض مع أمريكا بشرحه قواعد المفاوضات الأمريكية حيث رأى سماحته أنّ الأمريكيين وبسبب اعتمادهم على القوة والمال، فالمفاوضات بالنسبة لهم هي عملية بيع وشراء.
وأضاف سماحته: أمريكا عندما تريد التفاوض مع أحدٍ ما، فإنها تضع لنفسها أهدافاً أساسية ولا تتراجع خطوة واحدة عن هذه الأهداف. إنهم يطالبون الطرف المقابل في المفاوضات بإعطاء امتيازات بشكل نقدي، وإذا امتنع الطرف المقابل عن إعطاء هذه الامتيازات يقيمون الدنيا ولا يقعدونها.
وأردف قائد الثورة الإسلامية: أمريكا نفسها لا تعطي أي شيء نقدي بإزاء ما تأخذه نقداً؛ مجرد وعود براقة وقوية وبهذه الوعود يُسعدون الطرف المقابل ويخدعونه. وفي المرحلة الأخيرة وبعد أن يكون كل شيء قد فات وأخذت [أمريكا] ما أخذت بشكل نقدي، نقضت وأخلفت نفس تلك الوعود.
وتسائل سماحته: هل يتوجب علينا حالياً التفاوض مع هذه الحكومة الأمريكية المتقلبة؟
ورأى الإمام الخامنئي في الاتفاق النووي نموذجاً بارزاً على حقيقة التفاوض مع أمريكا، حيث وعلى الرغم من الشروط الصعبة التي وضعها سماحته إلا أن الأمريكيين قاموا بما قاموا به حيث أكد سماحته أنّه لم تتم مراعاة الخطوط الحمراء التي وضعها.
وعن موعد التفاوض مع أمريكا قال قائد الثورة الإسلامية: متى ما وصلت الجمهورية الإسلامية من الناحية الاقتصادية والناحية الثقافية إلى تلك المكانة التي نتطلع إليها بحيث لا تؤثر عليها ضغوط وعربدة وخداع أمريكا، حينها يمكنها التفاوض مع أمريكا. لكن لا إمكانية لهذا الأمر [التفاوض مع أمريكا] اليوم. ولهذا السبب منع الإمام الخميني التفاوض مع أمريكا وأنا كذلك أمنع ذلك.
وشدّد الإمام الخامنئي: التفاوض مع النظام الأمريكي الجشع والمتغطرس ليس سبيلاً للحد من العداء أو إنهائه بل هو منح أداة لأمريكا تُمكّنها من ممارسة المزيد من العداء بشكل أفضل وتحقيق غاياتها.
وفي إشارة منه إلى سعي وسائل الإعلام الغربية لتصوير المشكلات الاقتصادية في إيران ناشبةً عن دورها في سوريا قال الإمام الخامنئي: أحد الحمقى يقول للشعب الإيراني أنّ حكومتكم تصرف أموالكم في سوريا، بينما رئيسه أقرَّ أنّ أمريكا أنفقت 7 بلايين دولار في المنطقة ولكنها لم تجنِ أي شيء في مقابل ذلك.
وتابع قائد الثورة الإسلامية: لقد مددنا يد العون إلى بلدين صديقين هما سوريا والعراق عند مواجهتهما التهديدات الأمريكية والسعودية وهذه المساعدات هي نوع من التبادل بين الحكومات.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية أنّ خلق الشك والترديد لدى الرأي العام الإيراني تجاه مواقف نظام الجمهورية الإسلامية يمثّل إحدى أهداف أعداء الشعب الإيراني العلنية وتابع سماحته قائلاً: هم يريدون من الحرب الاقتصادية خلق جوّ من عدم الرضا لعلّ هذه الأجواء تؤدي إلى أعمال شغب وانعدام الأمن.
وتحدث الإمام الخامنئي حول أنباء تفيد بتورط الأمريكيين والصهاينة في أحداث الشغب التي شهدتها إيران منذ أشهر قائلاً: لقد نشطوا على مدى أعوام في سبيل إحداث أعمال الشغب التي شهدتها البلاد في كانون الثاني لكن الشعب وبوعيه المُبهر نزل إلى الساحات وأحبط مخططات استمرت لأعوام.
وأردف سماحته قائلاً: ثمّ صرّح المسؤولون الأمريكيون بأن الأشهر الستة القادمة ستحمل أخباراً من إيران، كانوا يقصدون بذلك أحداث شهر تموز الفائت والتي نتج عنها خروج الأعداء خالي الوفاض رغم الخسائر المالية والسياسة. 
وشدّد قائد الثورة الإسلامية: الشعب بصير وذكي لكن المشاكل المعيشية جعلت نسبة كبيرة منه يذوق المرارة لكن هذا الشعب لن يرضخ لإرادة أمريكا والنظام البائس الفلاني السياسية.

وفي الشأن الاقتصادي المحلي والمشاكل المعيشية التي يعاني منها الناس قال قائد الثورة الإسلامية:  كلّ فرد من الناس يشعر بالمشاكل المعيشية اليوم. بعض الناس يعايشون  ضغوطاً حقيقية إثر غلاء المواد الغذائية والعقارات و.... كلّ هذه تفرض ضغوطاً على الناس. تدني قيمة العملة الوطنية من مشاكل اقتصاد البلاد الحالية.
ولفت الإمام الخامنئي إلى رأي خبراء الاقتصاد والمسؤولين حول المستجدات الاقتصادية قائلاً: الخبراء الاقتصاديون والكثير من المسؤولين قد اتفقت كلمتهم على أن هذه المشاكل ناجمة من الداخل لا من الخارج. لا أن العقوبات لم تترك تأثيرها ولكن التأثير الأساس يعود إلى الأداء. فلو كان الأداء أفضل وأقوى وأكثر تدبيرا وأنسب وقتا، لما تركت العقوبات أثرا كبيرا ولأمكن الصمود والثبات.

وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى ضرورة متابعة التصدي للمفاسد الاقتصادية بشكل جدي قائلاً: الرسالة الأخيرة لرئيس السلطة القضائية شكلت خطوة هامة وإيجابية في مواجهة الفساد والمفسدين الاقتصاديين. يجب أن يعاقب المفسد. 
وتابع سماحته: عندما يتم التصدي للمفسد، تعلو الأصوات والصيحات. منذ سنوات راسلتُ مسؤولي السلطات الثلاث وقلت لهم بأن الفساد ثعبانٌ بسبع رؤوس ويجب التصدي له بحزم. فلتعلموا أنه من المقرر التصدي للمفسد بحزم ودون أي مجاملة. 
وأطلق الحضور هتافات تطالب بإعدام العابثين بالاقتصاد فعلّق قائد الثورة الإسلامية قائلاً: فلتسمحوا لي، هل أنتم المحكمة؟ لا تشحنوا الأجواء، قد يحكم على البعض بالإعدام وقد يحكم على آخرين بالسجن. لقد كتبت بأن يجب أن يكون التصدي عادلاً ودقيقاً. 
وقد كنت منذ القدم أتصدى للفساد والمفسدين وهذه هي عقيدتي اليوم أيضاً.
وأردف سماحته: لكن البعض يتحدث بأسلوب إفراطي ويقولون بأن الجميع فاسدون ويستخدمون مصطلح فساد النظام؛ الأمر ليس على هذا النحو. صحيح أن قليل الفساد كثير. لكن الافراط والتفريط خطأ أينما كان.
وأكّد الإمام الخامنئي على ضرورة أن تنشط كافة أجهزة المراقبة في الميدان وأوضح قائلاً: على أجهزة المراقبة أن تحضر في الميدان بقوة وبأعين مفتوحة؛ بدءا من مجلس الشورى والسلطة القضائية وصولاً إلى كل فرد من الشعب المؤمن، يجب على الجميع أن يشعروا بالمسؤولية ويلعبوا دورهم. يجب سد الأبواب على الفساد. لو تمت مواجهة الفساد في قضية العملة الأجنبية والسبيكات الذهبية لأغلق الباب على الفساد.