المؤتمر الافتراضي حول دور المؤسسات العلمية والثقافية في التقريب بين المذاهب الاسلامية :

التقريب يعني المشتركات في السلوك الديني والقيم الانسانية

التقريب يعني المشتركات في السلوك الديني والقيم الانسانية

اكد المشاركون في المؤتمر الافتراضي "دور المؤسسات العلمية والثقافية في التقريب بين المذاهب الاسلامية" على دور مراجع الدين الكبار القدامي كالمفتي شلتوت والمرجع بروجردي في تأسيس فكرة التقريب بين المذاهب الاسلامية وان التقريب يعني التأكيد على المشتركات في السلوك الديني والانساني .

شارك في المؤتمر عدد من علماء الدين والمفكرين الاسلاميين من ايران ومصر والعراق وسوريا ولبنان وامريكا بمناسبة الذكرى الخمسين لزيارة الوفد العلمائي المصري برئاسة شيخ الازهر انذاك لايران .

الدكتور محمد علي اذرشب ، استاذ جامعة طهران ، وفي كلمة له في هذا المؤتمر اشار الى اهمية وانعطافة هذه الزيارة التاريخية التي جائت عن معرفة ووعي لاهمية التقريب بين المذاهب الاسلامية ، مؤكدا ان الحدث لم يقتصر على التقريب بل جاء لاحياء الهوية الاسلامية للمسلمين ، لان احياء الهوية الاسلامية تخرج المسلم من دائرة الحواجز المذهبية والقومية وتدخله دائرة اكبر واوسع .  

واضف ان كثير من علماء الدين في ايران ومصر كانوا من دعاة احياء الهوية والحضارة الاسلامية ومكافحة هيمنة المستعمر الاجنبي على البلاد الاسلامية .

رئيس منظمة الوثائق والمكتبة الوطنية الايرانية ، السيد اشرف بروجردي ، قال في كلمته في هذا المؤتمر الافتراضي بان مفهوم التقريب هو التأكيد على المشتركات في السلوك الديني والقيم الانسانية بهدف القضاء عل العصبويات التي تحدد القدرة على التفكر المستقل وتعزز الجهل .

واكد بروجردي ان التقريب يركز على كرامة الانسان ، وكرامة الانسان ليس بانتماءه الى الاديان او المذاهب ، مشيرا الى التصنيف الصحيح يبنى على اساس التقوى وليس الانتماء المذهبي . واضاف ان دعوة علماء الدين الكبار كالمرجع القمي وشيخ الازهر الكبير محمود شلتوت الى الوحدة يأتي في اطار مسؤولية المسلم تجاه اخيه المسلم الاخر بغض النظر عن انتماءه المذهبي ، مؤكدا ان هذه الرؤية تؤدي في النهاية الى وحدة المسلمين .

واما السيد دحام طاها سفير السلام للامم المتحدة ، دعا الى ضرورة ان يشمل التقريب سائر الطوائف الاسلامية اضافة الى المذهبين السني والشيعي وان تكون الدعوة على اساسين ذكرها القران الكريم الاولى "تعالوا الى كلمة سواء " و"اعتصموا بحبل الله جمعيا " .

واكد طاها على ضرورة تبيين اهداف التقريب وتخرج من دائرة الانصهار في مذهب واحد الى الاعتراف بكل المذاهب الاسلامية لان هذا الاعتراف سيجعل مصلحة المسلمين اولى من المصالح المذهبية والفئوية .  

والكلمة الاخرى كانت للسيد "غلامرضا اميرخانيط الذي اكد على ضرورة نشر ثقفاة الاختلاف وتحمل اراء الاخرين ، فالحديث عن التقريب والحوار البناء بين المذاهب والاراء المختلفة اثرى المكتبة الاسلامية بالمقالات والدراسات والكتب في هذا المجال .

واضاف انه كلما حكم اجواء المجتمع الفكر الجمودي الذي يرفض الاخر والمخالفين له شهدت المكتبة الاسلامية اخلاءها من الكتب او حرق الكتب بذريعة انها كتب ضالة .

واكد ان احدى عوامل التفرقة واثارة الكراهية والحقد بين المسلمين هو رواج التصورات والاراء الخاطئة عن الاخر الذي يستغلها الاستعمار لاثارة الفتن .
 
المتحدث الاخير في هذا المؤتمر هو الدكتور "مصطفى ذوالفقار طلب" الذي اشار الى الدبلوماسية الثقافية لتعزيز التلاحم بين الامة والذي اسس هذه الدبلوماسية هو الرسول الاعظم محمد (ص) عندما قام بعقد اتفاقيات متعددة مع من كان حوله من العشائر والقويات والاديان المختلفة للحفاظ على كيان الحكم الاسلامي مثل ما جرى مع يهود قريضة والنجاشي والحوار مع كبار اساقفة المسيحيين .

ومن ثم اشار الى الزيارات المتعددة التي قام بها بعض علماء الدين والمفكرين الايرانيين امثال المرحوم واعظ زاده خراساني والمرحوم خسروشاهي والشيخ الدكتور احمد مبلغي الى مصر لتعزيز التقارب بين المذهبين والشعبين ، كل ذلك حسب رأي هذا الاستاذ الجامعي ن يدخل ضمن اطار الدبلوماسية الثقافية .

وفي ختام كلمته دعا الى ضرورة ان يكون الحديث بين المفكرين والعلماء حول الاسلام فقط وليس المذهب ، وليس بعنى تهميش المذهب بل نجعل العنوان الرئيسي للاسلام. .