/أربعون عاما مع التقريب/

الثورة الإسلامية الإيرانية وتأسيس المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية

الثورة الإسلامية الإيرانية وتأسيس المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية

يعدّ التقريب بين المذاهب الإسلامية من محاور زرع الوحدة والتوجهات المشتركة بين الدول الإسلامية ، وأصبح هذا الموضوع على رأس جدول أعمال إيران بعد انتصار الثورة الإسلامية.

في هذا الصدد، بالنظر إلى ضرورة استمرار فكر التقارب والاتحاد بين المسلمين وفقاً لطة مدروسة وواضحة وضمن اطار مؤسساتي متناسق، صدر أمر من سماحة قائد الثورة بتأسيس مركز باسم المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية.


ووفقاً لذلك كان الهدف من التقريب بين المذاهب الإسلامية هو تقارب أتباع المذاهب الإسلامي للتعرّف على بعضهم والوصول إلى الإخاء الديني وفقاً للأصول المسلم بها والمشتركات الإسلامية. ولتحقيق هذه  الغاية يعتمد التقريب على أسس ومبادئي أهمها:
 
1-القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة هما مصدران رئيسيان للشريعة الإسلامية وتشترك في هذا جميع المذاهب الإسلامية، والاستناد إلى المصادر الأخرى يأتي ضمن الاستناد إلى المصدرين الرئيسيين.

2-الإيمان بأصول وأركان منها: وحدة الخالق، النبوة، ختم النبوة، سنة الرسول باعتبارها من المصادر الرئيسية للدين، القرآن الكريم والمفاهيم والأحكام باعتبارها المصدر الأول للدين، الإيمان بالمعاد وعدم انكار ضرورات الدين والتسليم بأركان الإسلام مثل الصلاة، الزكاة، الصيام، الحج، الجهاد وغيرها هي ملاك الإسلام .

3-شرعية الاجتهاد: يُقر الإسلام برسمية الاجتهاد ضمن اطار المصادر الرئيسية للإسلام ويقبل الاختلافات الفكرية. ويجب على المسلمين اعتبار الاختلاف في الاجتهاد أمر طبيعي واحترام رأي الآخرين.

4- الوحدة الإسلامية هي من سمات الأمة الإسلامية في القرآن الكريم والمبادئ الرئيسية. وهذا المبدئ مُقدم على المبادئ الأقل أهمية عند التزاحم .
 
بالنظر إلى المبادئ المذكورة أعلاه، يعد المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب مؤسسة عالمية لا تعنى ببلد واحد أو قومية خاصة. ويتجنب المجمع أي عمل يؤدي إلى التفرقة بين المسلمين ورسالته هي الارتقاء بالسطح المعرفي وتعزيز التفاهم بين أتباع المذاهب الإسلامية وتعزيز أواصر الأخوة الإسلامية بين المسلمين من دون أي تمييز.


وعند النظر إلى رسالة المجمع فأنها تعكس التقارب والوحدة بين البلدان الإسلامية. في المادة 13 من الرسالة والتي تتعلق بأهداف المجمع جاء ما يلي:
1. السعي لإيجاد طريقة لتعرف العلماء والمفكرين وأئمة الدين في العالم الإسلامي وتفاهمهم.
2. السعي للتنسيق وتشكيل جبهة موحدة على أساس مبادئ الدين الإسلامي مقابل الدعاية الإعلامية والهجوم الثقافي.
3. نشر فكر التقريب بين أبناء المجتمعات الإسلامية وكشف مؤامرات التفرقة.
4. السعي لتعزيز ونشر مبدئ الاجتهاد والاستنباط في المذاهب الإسلامية.
 
وتنص رسالة المجتمع على مبادئ وأسس وقيم تجسد فرصاً كبيرة منن اجل زرع التنسيق بين البلدان الإسلامية، منها:

الف) الامتناع عن تكفير الآخرين ووسمهم بالفسق

ب) عدم تكفير شخص بسبب عقيدة ترى فرقة أخرى أنها تنتهي بانكار أحد أصول الدين، لأن من الممكن ألا يكون مؤمناً بالأسس العقائدية لتلك الفرقة.

ج) التعامل المنطقي وبالاحترام في الأمور المختلف عليها: عندما يوصي الإسلام بالحلم في التعامل مع الأديان الأخرى ويطالب بعد إهانة المقدسات الفكرية والعقائدية للأخرين فمن البديهي أن هذا ينطبق على مقدسات المذاهب الإسلامية الأخرى.

د) حرية اختيار المذهب: مبدئ حرية المذهب هو أساس عام للعلاقات الفردية ولكل شخص حرية اختيار مذهبه، ويجب على المؤسسات والحكومات ألا تفرض مذهباً على الآخرين.
 
ه‍) حرية العمل بالأحكام الشخصية: يتبع أتباع المذاهب المختلفة أحكام مذاهبهم إلا إذا كان الأمر يتعلق بالنظام العام للبلاد التي تديرها حكومة مشروعة.

و) ضرورة تأكيد جميع المسلمين على الأبعاد العملية للتقريب وقيمه..