الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية

الدكتور حميد شهرياري : يبارك الأمة الإسلامية بأجمعها حلول شهر رمضان المبارك

الدكتور حميد شهرياري : يبارك الأمة الإسلامية بأجمعها حلول شهر رمضان المبارك

حجة الاسلام و المسلمين الدكتور "حميد شهرياري" : بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، يتوجه المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية بالتهنئة والتبريك للأمة الإسلامية بأجمعها، ونتضرع إلى الله سبحانه أن يرفع هذه الغمة عن هذه الأمة وأن يقي البشرية من شرور هذه الجائحة ومن شرّ ما ظهر عامله وما بطن " مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ، الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ، مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ ".

 

   "  رمضان كريم
 
 "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ..."

حمدًا لله وشكرًا على أن وفقنا لنشهد مرة أخرى حلول شهر رمضان المبارك، وأن نعيش بإذن الله أجواءه وعطاءه ونستروح عطره وأنداءه.

إنه أعظم ساحة زمنية تجمع الأمة لتصعيد الإرادة وتوثيق الارتباط بالله سبحانه، وأعظم فرصة للإنسان المسلم وللمجتمع المسلم من أجل جمع القلوب والأفكار والمشاعر وإزالة الأنانيات والذاتيات والحساسيات وما يفرق بين أبناء الأمة.

شهر من الحركة المستمرة نحو تحقيق رضا الله سبحانه من شأنه أن يرفع المسلمين إلى آفاق واسعة رحبة متعالية على الصغائر وعلى كل عوامل النزاع والشقاق بين أبناء الأمة الواحدة.

كل فرد في الدائرة الحضارية الإسلامية أينما كان يستطيع أن ينهل من عطاء هذا الشهر ما يرفعه في آفاق إنسانيته وكرامته وإرادته، بقدر ما عنده من بصيرة وتدبّر وإخلاص.

إنه شهر «دعيتم فيه إلى ضيافة الله وكنتم فيه من أهل كرامة الله»!! أي تكريم أعظم من هذا التكريم، أن يكون هذا الشهر مائدة ضيافة للأمة، والمضيّف هو الله سبحانه.

أي تكريم للإنسان أكبر من أن يجلس على مائدة أعدّهما الله سبحانه ليرتفع بها إلى أن يكون «من أهل كرامة الله».
فالشكر له سبحانه وله المنّة ونسأله بفضله ومنّه أن نكون ممن يرتفع في هذا الشهر بإنسانيته لكي لا نكون
"فِي خُسْرٍ" وأن نكون من "الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر"، ونعوذ به سبحانه من خسران العمر وخسران العمل.

بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، يتوجه المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية بالتهنئة والتبريك للأمة الإسلامية بأجمعها، ونتضرع إلى الله سبحانه أن يرفع هذه الغمة عن هذه الأمة وأن يقي البشرية من شرور هذه الجائحة ومن شرّ ما ظهر عامله وما بطن " مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ، الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ، مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ ".

شهر رمضان هذا العام يحلّ والبشرية بحاجة إلى تنفتح على ما يحيط بها من أخطار تستهدف هوية الإنسان وكرامة الإنسان بل وجود الإنسان على ظهر الأرض. الصهيونية و ومن لفّ لفّها من العوامل الظاهرة والخفيّة تعمل ليل نهار على المسخ والتشويه ومصادرة الهوية وسحق الكرامة وإبعاد المجتمعات عن فطرتها السليمة ودفعها إلى هاوية سحيقة من الانحرافات الخلقية، وإلى نزاعات دامية عبثية.

لابدّ من صحوة عالمية تتجاوز الأطر الاقليمية والطائفية والمذهبية لمواجهة هذا الخطر المحدق. الأمة الإسلامية باعتبارها الأمة «الشاهدة» و«الوسط» قادرة على أن يكون لها الدور الأكبر في انقاذ البشرية من السقوط في شراك تلك العوامل الشريرة الظاهرة منها والخفية.

إنها تحمل هذه المسؤولية بنص القرآن الكريم، ولذلك لابدّ أن تتأهل لحملها. وشهر رمضان المبارك فرصة لهذا التأهيل، إنه دورة تعليمية وتربوية قادرة على أن تخرّج الأمة القوّامة بالقسط، والداعية إلى الخير والآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر.
ندعو أنفسنا وندعوكم إلى استثمار فرصة هذا الشهر في استيعاب أهداف رسالة رسول الرحمة عليه أفضل الصلاة والسلام. من خلال ارتباطنا الواعي بالقرآن الكريم تلاوة وتدبرًا وتمثلا عمليًا. وما توفيقنا إلا بالله، فهو سبحانه ولي كل نعمة.
 
 
 
   الدكتورحميد شهرياري
الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية  "