الشيخ أحمد مبلغي : الشريعة للدين ام الدين للشريعة؟

الشيخ أحمد مبلغي : الشريعة للدين ام الدين للشريعة؟
الشيخ أحمد مبلغي : الشريعة للدين ام الدين للشريعة؟

ملخص لكلمة الدكتور أحمد مبلغي رئيس مركز الدراسات الإسلامية التابع لمجلس الشورى الإسلامي في ضيافة الإفطار التي عقدت من قبل رئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبحضور الرئيس روحاني.

ومما جاء في كلمته " انه قد حصلت أزمة في "الميل والتوجه الى الشريعة" في بعض البلدان الاسلامية ولدى جملة من الاجيال الجديدة من المسلمين. وهذه الازمة لم تقع الا بسبب ما قام ويقوم به المتشددون (الجاهلون بالشريعة الواقعية) من العنف واللا إنسانية باسم الشريعة وبالاعتماد عليها وبعنوان احكام الله.  
 
واضاف قائلاً " لمكافحة هذه الظاهرة الخطرة، علينا القيام بأمور، من اهمها اعادة تعريف النسبة بين الدين والشريعة، ففي الواقع هناك صفات ثلاثة للشريعة في نسبتها مع الدين "رغم اننا أهملنا النظر الى الشريعة في إطار هذه الصفات فسبب ذلك مشاكل"؛ وهي:
 
اولا: كون الشريعة جزء من الدين.
 
لذلك نجد القرآن يقول: "شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ...." فلا ينبغي ان تحتل مكان الدين كله".
 
ثانيا: كون الشريعة الواقعية واجدة لطعم الدين وممتلكة لخصاله:
 
اذا كان الدين فطريا "فطرة الله التي فطر الناس عليها ذلك الدين القيم" فالشريعة الواقعية ايضا تتلاءم معها ولذلك ورد "بَعَثَني بالحنيفية السهلة السمحة".
 
واذا كان الدين مهمته تكميل الاخلاق "بعثت لأتمم مكارم الاخلاق" فشريعة هذا الدين يكون سهمها في بث الاخلاق هو السهم الاوفر.
 
واذا كان الدين بطبيعته الجذابة يجلب عقول وقلوب الناس الى نفسه "يدخلون في دين الله أفواجا" فالشريعة من الأبواب الواسعة لذلك الدخول في الدين، لا من الاسباب لخروج الدين كما اصبحت اجتهادات الكثير كذلك.
 
ثالثا: كون الشريعة لإقامة الدين.
 
علينا طرح هذا السؤال هل الشريعة للدين ام الدين للشريعة؟ المستفاد من القرآن أن الشريعة للدين حيث يقول سبحانه: "شرع لكم من الدين ... ان اقيموا الدين".
 
فالشريعة انما تكون لكي يكون للدين حضور اقوى وانشط وأكثر عمقا في المجتمع. وهذا المنطق انقلب على عكسه فسبب ازمة للشريعة. فالكثير (وعلى راسهم السلفيون المتشددون) قد جعلوا اجتهاداتهم من الشريعة محورا مطلقا لكل شيء وفي كل شيء، وجعلوا الدين الذي هو الاصل فرعا وجعلوا الشريعة التي هي الفرع اصلا، فاستغلوا الفرص الاستثنائية التي يمتلكها الدين (من اعتقاد والتزام الناس به) للشريعة بفهمهم المتصلب منها دون ان يهمهم هل ذلك يخدم الدين ام لا؟ فسبب ذلك المنطق، ظهور ظاهرة الفرار عن الدين في بعض الاوساط الاجتماعية.