الشيخ شهرياري : تأسيس "إتحاد الدول الاسلامية " مقدمة لبناء الحضارة الاسلامية الحديثة

الشيخ شهرياري : تأسيس "إتحاد الدول الاسلامية " مقدمة لبناء الحضارة الاسلامية الحديثة

قال الامين العام لمجمع التقريب ان بناء الحضارة الاسلامية الحديثة بحاجة الى تحقيق مشروعين : الامة الاسلامية الواحدة ومن ثم تأسيس "اتحاد الدول الاسلامية" على غرار الاتحاد الاوروبي .

وخلال كلمته امام عدد من طلبة العلوم الدينية في الحوزة العلمية لمدينة  شيراز المشاركين في دورة تأهيل دعاة دوليين ، وعند شرحه للنموذج الحديث لمفهوم وحدة الامة واتحاد الدول الاسلامية ، اكد ان الامام الخميني الراحل (ره) وقائد الثورة الاسلامية كان ولا يزال اهتمامهم المركزي هو تحقيق مشروع الوحدة الاسلامية في ايران وعلى مستوى العالم الاسلامي .

وتحدث عن تجاوز مرحلة التقريب بين المذاهب الاسلامية ، لان المذهب الشيعي وبفضل الثورة الاسلامية الايرانية قد اعترف به على مستوى العالم الاسلامي ، موضحا الخطوات اللازمة لتحقيق الامة الواحدة ومنها اجتناب التفرقة وتوعية الشعوب على حقيقة الاسلام ومفهوم الوحدة والتأكيد على التعاون والتنسيق بين الشعوب والحكومات الاسلامية .

واشار الشيخ الدكتور شهرياري الى ان هذه الخطوات كلها مقدمة لتأسيس "إتحاد الدول الاسلامية" على غرار الاتحاد الاوروبي الذي تأسس مع وجود الاختلافات والتباينات بين دولهم ، مشيرا الى التحديات التي واجهت الثورة الاسلامية خلال 42 عاما الماضية وكيف استطاعت مع وجود المصاعب والمشاكل الداخلية والضغوطات الدولية ان تبني هذا الصرخ القوي والمستقل .  

ومن ثم تحدث عن موافقة وتأييد السيد حسن نصر الله ومفتي سوريا الشيخ الدكتور بدر الدين حسون لهذا المشروع ، الى جانب تأييد كثير من النخب الاسلامية في العالم الاسلامي ، مشيرا الى 50 اجتماع تخصصي لدراسة هذا المشروع .

واقترح سماحته الى الغاء الحدود الجغرافية بين الدول الاسلامية كخطوة اساسية لتحقيق مشروع الامة الاسلامية الواحدة للوصول الى بناء الحضارة الاسلامية الحديثة .

وقال ان المقصود من "اتحاد الدول الاسلامية" هو تأسيس جهة حكومية عليا تتبعها سائر الحكومات الاسلامية اي ان يكون القرار النهائي بيد هذا الاتحاد من دون المساس بسيادة سائر الدول .

ومن ثم اشار الى الشيخ شهرياري الى العوامل التي تشدد الفرقة والنزاع بين المسلمين وفي مقدمتها التكفير والنزاع الحروب المذهبية والعمليات الارهابية ، مؤكدا الى ان المجتمع الاسلامي بحاجة الى نموذج حديث لمفهوم التعاون والتعاضد بين الطوائف المختلفة للمسلمين لاعداد الارضية المناسبة لبناء الحضارة الاسلامية الحديثة .

واشار الامين العام لمجمع التقريب الى وصية قائد الثورة الاسلامية على ضرورة التعاون والتنسيق مع اهل السنة لتحقيق مشروع بناء الحضارة الاسلامية الحديثة .  

وحول ظاهرة التكفير الموجودة بين اتباع المذهبين ، اشار الشيخ شهرياري الى مفهوم وحدود الكافر في الشريعة الاسلامية وهي الكفر بالخالق الواحد والكفر بالانبياء والرسل والكفر بالمعاد والكفر بالكتب السماوية واللذين يعبدون الاصنام ، ولهذا يستنتج انه لا يوجد سني يكفّر شيعي ولا شيعي يكفّر سني .  

واكد ان احد العوامل التي تشدد الاحتقان الطائفي وتروج للاختلاف والفرقة هي الفضائيات الفتنوية التي ترعاها الدول الاجنبية .

ومن ثم اشارالى نماذج القضاء على ظاهرة الفتن المذهبية ونبذ العصبيات وعلى رأسها فتوى قائد الثورة الاسلامية التي تحرم الاساءة الى رموز اهل السنة وجواز بث اذان اهل السنة من المآذن في كردستان ذات الاغلبية السنية .

وفي الختام اشار الى موضوع العلاقات مع امريكا محذرا من هذا الحراك لان الامريكان يتحركون وفق مصالحهم ولا يمكن استئناف علاقات ودية مع هذا البلد ، مشيرا الى الخسائر التي منيت بها الدول العربية والاسلامية بسبب ثقتها بالولايات المتحدة .