بيان المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية حول ما حدث اخيراً في الشارع اللبناني و السوري

بيان المجمع العالمي للتقريب بعنوان : نحو خطاب حضاري في مواقع الفتنة

بيان المجمع العالمي للتقريب بعنوان : نحو خطاب حضاري في مواقع الفتنة

ممايلي نص البيان  : 
                                
         نحو خطاب حضاري في مواقع الفتنة
 
بلدان العالم الإسلامي تعيش بدرجة وأخرى حالة تخلّف حضاري، ومن هنا كان الهدف النهائي الذي  رسمته الجمهورية الإسلامية الإيرانية لحركتها التكاملية هو إقامة الحضارة الإسلامية الحديثة، ولا نريد هنا أن نقف عند أهمية هذا الهدف بل نريد أن نشير إلى أن أبرز إفرازات التخلف الحضاري هو التفرقة الطائفية. والطائفية هي حالة تعصّب عشائري لا ارتباط له باختلاف الآراء الدينية في الأصول أو الفروع، بل هو وليد الجهل وانعدام البصيرة وضيق الأفق، وفقدان الأهداف المستقبلية وضياع المثل الأعلى الكبير.

هذه الحالة تشكل خطراً  كبيراً على مسيرة الأمة نحو تحقيق أهدافها الكبرى، إذ تقف في الطريق لتشكل عائقاً أمام أية حركة تقدمية إنمائية، والأخطر من ذلك أنها تفتح ثغرة ينفذ منها الأعداء ليفرضوا سيطرتهم السياسية والثقافية والاجتماعية، وليبعدوا المسيرة عن التوجه نحو الهدف المنشود.

إن العاملين على دفع المسيرة نحو أهدافها الحضارية يقفون دون شك منددين بكل تفرقة طائفية وساعين إلى وأد الفتنة وإلى التوعية والتبصير. لكن بعض المواقف المنددة لا تخلو أحياناً – مع الأسف – من نَفَس طائفي. فبدل أن يبينوا طبيعة هذه الطائفية ومن يقف وراءها من عوامل التخلف والأيدي الأجنبية، يعمقون الجانب (المذهبي) من هذه التفرقة، والمذاهب الإسلامية منها براء.

على سبيل المثال ماحدث في الشارع اللبناني من رفع بعض الشعارات الشاذة عن شعارات الحراك هناك وما انطوت عليه تلك الشعارات الشاذة من نَفَس طائفي، فإنها لم تكن دون شك ناتجة عن اختلاف مذهبي بين هذا المذهب أو ذاك، لأنها كانت مرفوضة من قبل جميع المذاهب ومدانة على لسان كبار الشخصيات الدينية السنية والشيعية، بل من كل الفصائل الوطنية. لكن بعض مواقف الإدانة كانت تحمل نَفَساً طائفياً هو إما لعدم فهم حقيقة الأمر، أو لدوافع دفينة وجدت الفرصة سانحة لإبرازها.

ومثال آخر لذلك، ما وقع من اعتداء في سوريا على قبر الخليفة عمربن عبدالعزيز الذي قال فيه الشريف الرضي:

يا ابن عبدالعزيز لو بكت العين فتى من أمية لبكيتك
فلو أني ملكت دفعاً لما نابك من طارق الردى لفديتك

فهذا الخليفة ملك قلوب المسلمين جميعهم لمواقفه الإنسانية العادلة وخاصة تجاه آل بيت رسول الله(ص).

فالاعتداء على قبره لا يمكن أن يكون بدافع مذهبي، ولكن بعض الإدانات التي صدرت تجاه هذا الحادث الإجرامي حملت نَفَساً طائفياً وكأن الحادث كان عدواناً على أهل السنّة!!!

من هنا فإن المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية يدعو الأمة جميعاً وخاصة علماءها الأكارم إلى أن يضعوا نصب عينهم الهدف الحضاري الكبير الذي يجب أن تتجه إليه الأمة، وإذا رأوا أي انحراف عن السير نحو هذا الهدف، فيجب أن لا يدينوا هذا المذهب أو ذاك، بل عليهم أن يدينوا الجهل والتخلف وأن يدينوا «الإسلام الأمريكاني» كما سمّاه سيد قطب، ويدينوا التشيع البريطاني الذي ندد به الإمام الخامنئي مراراً، وبذلك سيكون خطابنا وحدوياً حضارياً يتجه في الصميم لوأد الفتنة وإيقاظ الأمة وزيادة وعيها وبصيرتها وشحذهمها نحو بناء الأمة الشاهدة الوسط على ساحة التاريخ. والله ولي التوفيق.


 
      المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية