رفسنجاني والقرضاوي يدعوان الأمة للوحدة ونبذ الاقتتال

رفسنجاني والقرضاوي يدعوان الأمة للوحدة ونبذ الاقتتال

الجزيرة

دعا كل من العلامة السني يوسف القرضاوي والمرجع الشيعي آية الله علي أكبر هاشمي رفسنجاني الأمة الإسلامية إلى أن تحرص على وحدتها وأن تنبذ الفرقة والاقتتال وأن تعي ما تدبرها لها قوى الاستكبار والصهيونية من مؤامرات لتمزيقها وإضعافها.

وفي لقاء خاص بثته قناة الجزيرة أكد المرجع الشيعي رفسنجاني والعلامة القرضاوي على حرمة الاقتتال بين السنة والشيعة في العراق.

وأهاب رئيس اتحاد علماء المسلمين يوسف القرضاوي بأن يكون الإسلام فوق المذهب والوطن فوق الطائفة.

وحذر رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران علي أكبر هاشمي رفسنجاني الشيعة في العراق من أن يستغلوا الموقف وينزعوا إلى الانتقام بناء على أن السنة كانوا من قبل هم الحاكمين ثم صار الأمر لهم، وأكد أنه إذا توحدت الصفوف فلن يبقى للمحتل مكان.

ليست مناظرة
وأدار رئيس تحرير قناة الجزيرة أحمد الشيخ الحوار من خلال أربعة محاور رئيسية، هي الموقف من الصحابة، وإشكالية التبشير بأحد المذهبين في موطن الأغلبية للمذهب الآخر، وحقوق الأقليات من الفرقتين، مع التركيز على المحور الرابع وهو ما يحدث في العراق من اقتتال وصفه القرضاوي بأنه ذو نفس طائفي.


وأكد أحمد الشيخ أن الحلقة ليست مناظرة وإنما هي لقاء ليقول المرجعان كلمتهما للأمة بعد اتفاق أبرمه وفد من علماء السنة مع علماء الشيعة أثناء زيارة اتحاد علماء المسلمين لطهران مؤخرا.

وبدا رفسنجاني طيلة مفاصل اللقاء متحفظا حريصا على ما سماه هدف اللقاء وهو التقريب وجمع الكلمة، بينما دعا القرضاوي إلى المصارحة ومواجهة المشكلات الحقيقية بوضوح.

الاقتتال في العراق
ولكن لم يخل اللقاء من مصارحات لرفسنجاني، حيث طرح أكثر من مرة سؤالا "من الذي بدأ؟" مشيرا إلى ما يحدث في العراق من اقتتال بين السنة والشيعة، وذكر بقتل المرجع الشيعي العراقي محمد باقر الحكيم مع بدايات الاحتلال الأميركي للعراق، وقال "القرضاوي يعرف من أين يأتي إلى العراق من يفجرون المراقد الشيعية".

ورد القرضاوي بأنه لا يعرف من أين يأتون وأنه ليس لديه مخابرات، وبأنه استنكر من القاهرة مقتل المرجع الشيعي وقتها وأن من يأتون إلى العراق لا يتعدون 5% أو 10% من المتقاتلين. وأوضح أن المراجع في إيران يمتلكون النفوذ والسلطة والكلمة المسموعة وبيدهم مفاتيح الحل في العراق.

وهو موقف كرره القرضاوي كثيرا في خطبه وفي إطار مؤتمر الحوار بين المذاهب الإسلامية الذي عقد في الدوحة من 21 إلى 22 يناير/ كانون الثاني الماضي.

ورد رفسنجاني ناصحا القرضاوي بأن يقرأ الأخبار، وأكد أنه لو كان يقرأ تصريحات المراجع في إيران لما قال هذا الكلام، موضحا أن المراجع الشيعية أكدت على شرعية المقاومة في العراق مئات المرات، مكررا النصح بأن يراجع علماء السنة آراء ومواقف علماء الشيعة.

خلافات مفصلية
وعرج الشيخان على مسائل مفصلية في الخلاف بين المذهبين مثل الموقف من الصحابة، حيث دعا القرضاوي مراجع الشيعة أن يصدروا فتوى صريحة بتحريم سب الصحابة، فرد رفسنجاني بأنهم يبدؤون خطبهم دائما بالثناء على الصحابة.

وذكر رفسنجاني أن التقية (التي يأخذها السنة على الشيعة) مأخوذة من القرآن والإسلام، وأنها ليست نزوعا إلى السرية وإنما تمسك بالحكمة والحيطة في التصرف بشؤون الأمة وللحفاظ على أسرارها. ورد القرضاوي بأن التقية المذكورة في القرآن هي في مواجهة غير المسلمين وأنها استثناء وليست قاعدة.

وتطرق القرضاوي لمسألة الأقليات حيث ذكر أن 15 مليون سني في إيران ليس بينهم وزير، فرد رفسنجاني بأن لديه أرقاما وردودا صريحة لا يريد أن يذكرها حتى لا يتجه اللقاء باتجاه ما يريده الأميركان وحتى لا نقع في ما خططه لنا أعداؤنا.

ولم يسمح الوقت بسرد النقاط الثماني التي اتفق عليها في حوار وفد اتحاد علماء المسلمين مع مراجع الشيعة بطهران، ولكن القرضاوي ذكر منها أنه لا تذكر الخلافات للجماهير وإنما تتم بين العلماء بعيدا عن الإثارة والغوغائية.

وختم اللقاء بدعوة الشيخين إلى الوحدة ونبذ


الفرقة وتمزيق الصف وتحريم الاقتتال الطائفي.