ندوة تطور العلوم الفقهية في عمان تناقش التجديد والاجتهاد في ظل المتغيرات والضرورات

ندوة تطور العلوم الفقهية في عمان تناقش التجديد والاجتهاد في ظل المتغيرات والضرورات

افتتحت امس بقاعة المحاضرات بجامع السلطان قابوس الأكبر ببوشر أعمال ندوة تطور العلوم الفقهية في عمان السابعة (التقنين والتجديد في الفقه الاسلامي المعاصر)، بحضور عدد من اصحاب السمو واصحاب المعالي الوزراء وأصحاب السعادة والفضيلة والمشاركين من العلماء الأجلاء والباحثين والمهتمين بهذا الجانب.
رعى حفل الافتتاح معالي الشيخ محمد بن عبدالله بن زاهر الهنائي وزير العدل الذي أكد أن الله اكرمنا بقيادة حكيمة بعيدة النظر عميقة الفهم للواقع، أولت عناية فائقة واهتماما كبيرا لكل ما يرسخ جوهر الهوية للانسان العماني اعتقادا ويؤصله فكرا وبما يجعل ذلكم الانسان أشد ما يكون قدرة على الاعتزاز بأصالته، اعتزازا قائما على صحيح الادراك وكمال الاستيعاب وذلك في اطار محكم من المعرفة وتطبيقا بعيدا عن الانفعال العاطفي والشعوري اللهم إلا بالقدر الذي يجعل من العاطفة والشعور ردءا يشد من أزر العلم وينصاع لناموسه وليس ذلك لمجرد التمكين من التفاعل ايجابا مع العصر ومستجداته ومع السير الحضاري للانسانية ومعطياته.
​واوضح معاليه خلال كلمته في الحفل ان دين الله سبحانه متجسدة معالمه في عقيدة التوحيد للمولى عز وجل وفي العبادة له وحده تعالى وفيما ينتظم شريعة غراء تضبط حركة العقلاء في الحياة في تواؤم مع سليم الفطرة وانسجام مع سنن الكون دونما عنت او انفلات تمكينا للفضيلة وتحقيقا لكرامة الانسان.
وعلى هذا النهج تقوم وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بعقد ندوات متتابعة حرصا منها على بلورة الاهتمام الكبير لحضرة صاحب الجلالة -أيده الله- في هذا المجال الهام، وابرازا لجهود ابناء هذا البلد الطيب في خدمة دين الله سبحانه نشرا لهدايته وتبليغا لرسالته وإعلاء لمفاهيمه وقيمه ولا سيما ما قدموه ويقدمونه بعون الله تعالى من العناية بالعلم الشرعي الشريف تأليفا وتحقيقا وبحثا ودراسة وتعليما.
وبين معاليه ان هذه الندوة تأتي ادراكا لأهمية موضوع (التقنين والتجديد في الفقه المعاصر) وما له من أبعاد حيوية وآثار إيجابية سواء من حيث شحذ الهمم وشد العزائم للتعمق في الدراسة الفاحصة والتدقيق العميق للتراث الفقهي الضخم تأصيلا وتفريعا أم من حيث الأخذ الجاد والمدروس لمعطيات الحاضر تمكينا لأهل العلم والقضاء من ان ينزلوا الحكم الشرعي الصحيح على كل واقعة بحسبها ولا سيما فيما يستجد من أقضية ومسائل تستوجب إعمال الاجتهاد.
كما شدد على ان الشريعة السمحاء العظيمة قادرة على النمو والتجدد وعلى طرح الحلول لمشاكل العصر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ولذلك فإنه لا بد من الاهتمام بمقاصدها وقواعدها الكلية.
وأشار معاليه إلى ان النظام الاساسي للدولة نص على ان الشريعة الاسلامية هي اساس التشريع وبناء على ذلك خطت حكومة صاحب الجلالة خطوات جادة على طريق تقنين الشريعة فأعدت عددا من القوانين منها الأحوال الشخصية وقانون المعاملات المدنية وقانون الاثبات، بل صدر من القوانين ما كان امتثالا لما تضمنته الشريعة من أوامر وارشاد.
كما ذكر في ختام كلمته ان هذه الندوة بمحاورها التي اعدت باتقان تعالج قضايا في غاية الأهمية وستكون من خير المناسبات التي تتيح الجو العلمي الأنسب للمناقشة والوصول إلى الحلول التي نأمل ان تكون ناجحة وقابلة للتطبيق العلمي باذن الله لا سيما وان في هذه الندوة نخبة متميزة من أهل العلم والفكر وذوي التخصصات الذين سيثرون كل تلك الموضوعات المطروحة بحثا وتمحيصا بما لديهم من غزير العلم وواسع المعرفة والرؤى النيرة.
وأكد الدكتور سالم بن هلال الخروصي نائب رئيس اللجنة المنظمة اوضح أن السلطنة ممثلة في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية تنظر بعين الإجلال والتقدير لجهود العلماء المخلصة للعلماء وسعيهم الدؤوب نحو فكر إسلامي معتدل رصين ورأي جامع في مستجدات العصر بما يحقق مصالح شعوبنا ويوحد كلمتنا ويرسم معالم الفكر لمستقبل هُويتنا مما نخرجه من جبال امتنا الراسخة قرآنا وسنة ولغة وتاريخا وقواسم اجتماعية وتقاطعات ثقافية مع أن مناخ تشكلها في قالبها الواحد تتكرر أجواؤه الهادئه المعتدلة في كل عام مرات ومرات فهذه الندوات وتلك المؤتمرات فرصة ثمينة لتحقيق ما تشرئب إليه أمتكم من الباب الذي يفتح عن الدهر تجربة وعلما والمرآة التي نتصفح بها أوجه الأنام إحاطة وفهما من فكر نير وعقلية معتدلة ورؤية بعيدة لمستقبل الأمة.«والعاقبة للتقوى».
واضاف في كلمة الوزارة: هنا يأتي دور هذه الندوة لتؤطر التقنين وتضع ضوابطه وترسم مجالاته مراعية أحوال الأمة وظروفها وحاجاتها مروراً ببيئتها ومجتمعاتها.
وقال: مثل هذه الندوات السنوية التي تُسبل في كل عام بجديد قضايا الفقه ما بين سانح وبارح مما يستدعى بحثه وامعان النظر فيه للوصول إلى كلمة سواء تأخذ بفكرنا إلى الوحدة والعلو وبحضارتنا إلى التقدم والشموخ وبأمتنا إلى الرقي بالمعرفة والعلم، وإن هذه الندوة كانت وما زالت تنظر إلى أَرَبِ الأمة مما تفرزه أحداثها وتجرى عليه أحوالها ويستقرئ من تطلعاتها.
وأشار إلى ان موضوع الندوة الدقيق «تقنين الفقه» وهو صياغة أحكام الشريعة في صورة قواعد عامة ومواد قانونية تنظم سلوك الفرد والمجتمع مبوبة ومرتبة ليسهل الرجوع إليها في النواحي العملية والعلمية هي من كبريات القضايا القديمة المعاصرة إذ يرجع المؤرخون التقنين إلى صدر النبوة معتبرين وثيقة المدينة هي أول تقنين للفقه وبالرغم من البداية المبكرة لفكرة التقنين إلا أن مرحلته التطبيقية لم تأخذ شكلها الواسع إلا في القرنين الماضيين في محاولات مختلفة بين جهود مؤسساتية ومبادرات فردية مما يدل على الحاجة إليها في ظل المتغيرات المتسارعة والضرورات المتلاحقة واتساع نطاق المعاملات وازدياد الاتصالات بالعالم الخارجي.
وبين ان التقنين يعد خلاصة ما يمكن العمل به من الأدلة والأحكام كما يعد استكمالا للبناء الفقهي الإسلامي ومادة خصبة لدراسة وتدريس الشريعة.

الخليلي: الأمة تعلق آمالها وأمانيها على العلماء
قال سماحة الشيخ احمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة في كلمته أن على الأمة ان تتضافر جهودها من اجل ايجاد الحلول لمشكلاتها التي تنجم عن تطور الانسان الذي لا يستقر على حال واحد والذي له من المكونات التي خلقها الله تعالى ما تجعله ينتقل من حال إلى حال. واشار سماحته إلى دور وزارة الأوقاف والشؤون الدينية من اجل عقد هذه الندوات وقد جمعت هذا اللفيف من علماء الأمة التي تعلق الأمة عليهم آمالها وان يتحقق على ايديهم الكثير من اماني الأمة وان يجمع على ايديهم شتاتها وان يؤلف بهم القلوب بتوفيق من الله تعالى. ووجه سماحة الشيخ شكره لجلالة السلطان المعظم لإعطائه تعليماته للمؤسسات المعنية بإقامة مثل هذه الندوات التي تنصب بلا شك في مصلحة الأمة الاسلامية جمعاء.
غلام الله: علينا العمل بمنهج علمائنا باستخلاص الاحكام والاجتهاد
اما وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري بوعبدالله غلام الله فأوضح في كلمته انه جاء لمزيد الاستفادة من هذه الندوة ونقل نتائجها إلى بلده للاستفادة مما سوف تخرج به من افكار.
كما ذكر ان فهم الفقه او فهم الشريعة أو فهم النصوص وما هو ثابت هو الذي يمكن من الاستفادة وان حمل هذا التراث الكبير وسحبه كما هو يقلل الفائدة منه.
كما اشار في كلمته إلى اننا اليوم لم نعد نعيش داخل الامة الاسلامية وانما اصبح لنا علاقات بالامم والدول الأخرى واصبحت هذه العلاقات تفرض علينا مشاكل تحتم علينا التعامل معها لإيجاد الحلول المناسبة لها.
وطالب معاليه بالعمل على المنهج الذي استعمله علماؤنا في القديم والحديث في استخلاص الاحكام والاجتهاد واستخلاص القواعد التي طبقت في استخراج واستنباط الاحكام، لكن ليس تطبيقا آليا انما تطبيق مجتهد من خلال ايجاد الحلول المستجدة وبخاصة اننا نقذف يوميا في اعمال وافكار وآراء واستنتاجات تحت عنوان العولمة التي تريد محو كل شيء، ولذلك فإنه يتحتم ان تكون هناك عقول ذكية لوجود الحلول لتجعل الأمة قادرة على التخلص بما هو ليس بمفيد.
الزحيلي: نجمع بين الأصالة والمعاصرة
ولا نميع الدين ونضيع الأصول
وفي كلمة لفضيلة الشيخ الدكتور وهبة الزحيلي رئيس رابطة علماء الشام قال: انه لتوفيق عظيم من الله تبارك وتعالى ان نلتقي في مظلة السلطنة التي هي حفيدة عمان الأزد والتي كان الاسلام فيها مبكرا في العهد الأول حيث اشرقت هذه الديار بنور الاسلام وتفتحت معالم هذه الشريعة بين ابنائها البررة الأقوياء الذين تميزوا بالبأس والقوة والحفاظ على اصول هذه الشريعة وتميزوا بغيرتهم على دين الله وشرعه ابتداء من تلك الأيام والسنوات التي خلفت عصر النبوة فكانوا ولله الحمد موفقين غاية التوفيق واستمر هذا النفس الطاهر في هذا العصر الكريم حيث كان منهم علماء كبار حافظوا على هذه الشريعة حفظا قويا لا يتميع ولا تذوب معالمه وانما ينبغي الأخذ بهذه الشريعة في اصولها الثابتة عن الوحي من الله رب العالمين.
وأضاف: بكل هذا اهنئ السلطنة على احتضانها لهذه الندوات السبع وغيرها ان شاء الله والتي يمتد نورها على مدى الزمان، فمن المعلوم ان هذه البلاد في مشرق الأرض الاسلامية، والشرق عادة يحتضن النور والانفتاح والأمل البهجة والسعادة والشعور بالطمأنينة على عكس الجانب الآخر الذي يحتضن الظلم والحقد والبوار والانحراف والضلال واصبحت هذه الأمة على الرغم من امتداد رقعتها تترنح بين واقع ينبغي المحافظة عليه وبين تفتح هو اقرب إلى التفلت والى الذوبان. ولذلك أوجه خالص الشكر والامتنان للسلطنة على عقد هذه الندوة وسابقاتها ولاحقاتها ان شاء الله وانها وفقت لما فيه الخير واقول ذلك معتزا بأصالة هذا البلد الاسلامي العريق، وجزاكم الله عن الاسلام والمسلمين وعنا خير الجزاء.
نافذة التجديد مطلوبة في باب الاجتهاد عملا بقواعد الشريعة ومقاصدها والحفاظ على مصالح الأمة وقضاياها وايضا مراعاة للاعراف والعادات المتطورة والتي قد تتغير بين مكان ومكان وزمان وزمان.
وفي هذا الجو ينبغي ان نذكر دائما قول الله جل جلاله مخاطبا لنبيه دون ان يعترضنا من الضياع أو التخوف (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع اهواء الذين لا يعلمون) وقول الله سبحانه (افحكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون)، فلسنا نريد احياء تاريخ فالاسلام ليس تاريخا ولا تقليدا ولا تراثا ومصطلحات الاسلام لا يمكن بحال من الأحوال ان تتشوه بالاعتبارات السائدة بقوة العالم الآخر ينبغي ان نظل اقوياء متمسكين بعقيدتنا وشرعنا وديننا وقيمنا وحضارتنا على الرغم مما نتعرض له من التحديات الشديدة.
وقال: علينا الا ننصهر اما افكار الآخرين وديمقراطياتهم وينبغي ان نقدر تقديرا بالغا لما خلفه علماؤنا، ولا نسمي هذه الثروة تراثا او تاريخا او تقليدا ويجب ان ندرك ان ما يكون من انحراف بتأثير من فكر الآخرين يعد شذوذا يجب ان يواجه بقوة.
وعلينا ان نجمع بين الأصالة والمعاصرة وان لا نميع الدين ولا نضيع الأصول التي ورثناها وهذا واجب كل العلماء وفي كل مكان وزمان، فالتحديات لن تزحزحنا قيد انملة فالشريعة في دمائنا وارواحنا.

شحاته: علماؤنا تركوا لنا ثروة
وحينما تركناها تعثرنا في الطريق
وفي كلمة لسعادة الشيخ علي عبدالباقي شحاته الأمين العام لمجمع البحوث الاسلامية قال فيها: كان هناك علماء من كافة المسلمين اجتهدوا وتركوا لنا ثروة تشريعية لم يسبقها في التاريخ تشريع تفوقت على الامبراطوريتن الرومانية والفارسية في ذلك العصر فتعاملت مع كل نواحي الحياة، وحينما تركناها تعثرنا في الطريق هذه الثروة التي أثرت الثروة الاسلامية من الصين إلى الأطلسي عم فيها الاستقرار والسعادة وما ان انفرط عقد الخلافة الاسلامية إلا ظهر العدو ليكيد لهذا التشريع وينال منه ورأى الكثير وان النهضة في غير هذا التشريع فكان لا بد لعلماء هذه الأمة الغيورين على تراثها ان يجتهدوا ويحافظوا عليها.
وذكر سعادته في كلمته إلى ان الدعوة الاسلامية تواجه اليوم بأشد شراسة وبفرض قضايا جديدة لم تكن موجودة وأخذت تنال من بعض ابنائها فانقادوا خلفها بهدف ضرب السنة، يدفعهم حرصهم على انبهارهم بالحضارة الغربية وضعف الانتماء إلى هذا الدين وهم يظنون انهم يحسنون صنعا.
وطالب سعادته العلماء ان يقننوا ويجددوا ويضيفوا الى هذا التراث الذي هو اغلى من نظر العين عند من يفقهه ويعلمه كل ما يوضح للامة الطريق المضيء حماية لأبنائنا من خلال اعمال العقل.

نجف: لابد ان تصقل مسائل الفقه
العقول وينالها التطور
محمد مهدي نجف مستشار الأمين العام لمجمع البحوث الاسلامية قال في كلمته: لما كان علم الفقه يعالج الوقائع والحوادث التي ترتبط بواقع حياة الفرد بالاحكام الالهية وهي متغيرة بحسب الزمان والمكان فكان ولا بد من ان تصقل مسائله العقول وتنقح مطالبه الأفكار وينال التطور الذي ينال كل علم من العلوم التي يكون لها هذا الشأن وقد ظل الصحابة من بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وكذا التابعون من بعدهم يستقون مسائل الشريعة من السنة النبوية الشريفة إلا ان السنة بقيت ردحا من الزمن بين حفظ في صدور حفاظها وبين تدوين ضاع الكثير والكثير منها ودس فيها ما ليس منها وتكثرت الفروع بسبب اختلاط المسلمين بغيرهم ولم يكن لتكل الفروع نص جلي فيها فمال بعض العلماء إلى الرأي والاستحسان والقياس وغيرها حتى يمكن القول بأن اهم الموضوعات الحية التي تتصل بالفقه الاسلامي اتصالا عمليا اليوم موضوع التشريع والاجتهاد والافتاء في تلك الفروع واهمية الموضوع تكمن في صلاحيته لكفالة الحياة السعيدة للامة كافة.
وأضاف: ولو كانت احكام الشريعة قد اعطيت كلها من خلال الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة ضمن صيغ وعبارات واضحة لا يشوبها أي شك او غموض لكانت عملية استخراج الحكم الشرعي منها ميسور لكثير من الناس.
الواقع المؤلم للمسلمين الآن يدعو العلماء للمسارعة والنهوض من الركود إلى الاجتهاد وتخفيف العبء عنهم فيما يستجد من مسائل وما انتهيت اليه من نظريات حتى تثبت للعالم ان الاسلام صالح لكل زمان ومكان وانه النجاة إلى قيام الساعة.

السالمي والخليلي يستقبلان وزير الشؤون الدينية الجزائري
العمانية: استقبل معالي الشيخ عبدالله بن محمد السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية بمكتبه أمس معالي الدكتور بوعبدالله غلام الله وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري الذي يزور السلطنة حاليا.
كما استقبل سماحة الشيخ احمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة بمكتبه أمس معالي وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري.
وتم خلال المقابلتين بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في مختلف الشؤون الدينية بوجه الخصوص.

اوراق الندوةالنهضة والاختلاف والاجتهاد
بدأت الجلسة الأولى ببحث قدمه الشيخ عبدالله ابن راشدالسيابي تناول فيه النهضة الفقهية في عمان والتجديد عند المحقق سعيد بن خلفان الخليلي ونور الدين السالمي.
خصص الباحث موضوع بحثه للحديث عن القطبين العمانيين المجددين وهما العلامة المحقق الخليلي والعلامة نور الدين السالمي،فجاء موضوعه في مبحثين،تكلم في الأول عن الاجتهاد والتجديد عند المحقق الخليلي،فبدأ بالتعريف بهذا المحقق العماني الكبير مبينا اسمه ونسبه ومولده مع نبذة عن حياته العلمية وشيوخه الأجلاء الذين أخذ عنهم العلم،ثم ذكر جملة من طلبته الذين حملوا عنه العلم،وأشار أيضا إلى جملة من مؤلفاته العلمية الكثيرة،وفي المطلب الثاني تكلم الباحث عن الاجتهاد والتجديد عند الخليلي من خلال مكانته العلمية أشار فيه إلى ما حظي به هذا العالم من حفاوة وتكريم من لدن علماء عصره ومن بعدهم معترفين له بالمكانة العلمية والمنزلة الاجتهادية التي وصل إليها،وفي المطلب الثالث عرّج الباحث على فقه المحقق الخليلي ليبين من خلاله مظاهر الاجتهاد والتجديد عند هذا العالم فهو يوازن كما يقول الباحث بين عنايته بالآثار وبين استقلاله بالنظر والاعتبار.
وجاء المبحث الثاني ليتناول فيه الباحث العلامة نور الدين السالمي،فذكر في المطلب الأول التعريف بهذا المحقق من خلال ذكر اسمه ونسبه ومولده ونشأته،ثم ذكر شيوخه وتلامذته ونبذة عن أهم إنتاجاته العلمية ومؤلفاته الفقهية والعقدية،وفي المطلب الثاني من هذا المبحث أشار إلى المكانة العلمية التي احتلها نور الدين السالمي في الاجتهاد والتجديد من خلال إشادة العلماء به وبعطائه العلمي.

الاجتهاد والتجديد في منتصف القرن الرابع عشر الهجري
تحدث الاستاذ الدكتور وهبة الزحيلي متناولا المجتهدين في منتصف القرن الرابع عشر الهجري القرن العشرين بينا لتجديد والتقنين تتبع الباحث في هذه الدراسة حركة الاجتهاد والتجديد في منتصف القرن الرابع عشر الهجري -القرن العشرين من خلال عدة محاور- تكلم في المحور الأول عن عصر التنوير والصحوة الإسلامية أو مدرسة الشيخ الأفغاني في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين وتلميذه محمد عبده الذي حمل لواء المدرسة الإصلاحية من بعده،وتناول المحور الثاني عصر التجديد الفعلي للاجتهاد في النصف الأول من القرن العشرين والذي تمثل في رسائل الدراسات العليا،وذكر الباحث جملة من الأمور التي ساعدت على تنمية الاجتهاد في هذا العصر منها صدور الموسوعات الفقهية وفهارس كتب الفقهاء المشهورة ومشروعات تقنين الفقه وتقنين المجلات الشرعية وتدوين أحكام القضاة.
وبين الباحث في المحور الثالث أن الحاجة المتجددة والمصلحة المتغيرة تملي كلها ضرورة الاجتهاد في مختلف المسائل العامة والخاصة،وفي المبحث الرابع نبه على أهمية الاجتهاد الجماعي وذكر بعضا من مؤسساته القائمة كالمجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي ومجمع الفقه الإسلامي التابع لمؤتمر القمة الإسلامي،وكان المبحث الخامس من هذه الدراسة مخصصا لعرض نماذج متميزة من أعلام التجديد والاجتهاد في القرن العشرين،وختم الباحث موضوعه بالمبحث السادس الذي خصصه لعرض حركة التقنين في العالم الإسلامي نشأة وتطورا منذ بدئها إلى وقتنا الحاضر.

الاختلاف الفقهي ووظائفه في الاجتهادات الحديثة
قدم الاستاذ الدكتور محمد سعيد البوطي بحثا تطرق فيه الى الاختلاف الفقهي ووظائفه في الاجتهادات الحديثة
موضحا فيه مشروعية الخلافات الفقهية التي قال فيها انها ثمرة نهج مضبوط بالقرآن والسنة لا رأي شخصي مجرد والنهج الذي شاءه الله تعالى خطاب الشارع عباده بصياغة محتملة لكثير من النصوص ولا يعود بالنقض تعارض الاحتمالات المتعارضة وهناك أمثلة كثيرة في هذا المعنى كما في أية الرضاع حتى المصادر الأخرى للتشريع إنما تنبثق من النص وصياغته مثل العرف وما يوحيه من اختلاف بحسب الزمان والمكان.
ثم تطرق الى وظائف هذه الاختلافات : موقف العلماء لا يعدو إلا سعيا إلى تخريج مناط الحكم أو تنقيحه أو تحقيقه وهذا مما ينبغي أن ينهض به العلماء ذوو الاجتهادات الحديثة لتحقيق حاجة العصر فيسقطه عليه ويتلخص المنهج المتبع في مراعاة العرف ورعاية المقاصد الشرعية ومن أمثلته التزام الآمر بالشراء في بيع المرابحة من عدمه في بعض أنواع الشركات المساهمة مثلا التي تمتاز بالشمول وتداول أسهمها في أسواق المال وبالتالي يتبدل الشركاء وهي جائزة بشرط خلوها من المعاملات المحرمة .
بعد ذلك تحدث فضيلة الاستاذ الدكتور عماد الطالبي متناولا النهوض الفقهي لدى فقهاء الاباضية في شمال افريقية وجهود اطفيش وبيوض.
ثم قدم محدمد الحداد دعوة الاجتهاد لدء محمد عبده ومدرسته نحو التقنين الفقهي والاسلامية.
----
جريدة عمان