الأساليب الفكرية و العلمية لتحقيق التقريب بين المذاهب الإسلامية

الأساليب الفكرية و العلمية لتحقيق التقريب بين المذاهب الإسلامية

الأساليب الفكرية و العلمية لتحقيق
 التقريب بين المذاهب الإسلامية

 

الأستاذ يوسف حسن محمد يس
 مدير قسم التوثيق والتراث- كلية الإمام الهادي
أمدرمان السودان

 

 

في مقابل واقع التباعد بين جماعات المسلمين المتزايدة ، تتوالى المحاولات والمساعي لتوحيدهم أو على الأقل تقريب شقة الخلاف وإيجاد مواضع الإتفاق وللأمر موجباته العديدة من النصوص المحكمة من ناحية النقل كما يوجبه العقل ويؤكده الواقع وتدل على صحته التجارب.
ما الذي يدلنا علي حرص الإسلام علي الوحدة؟
الخطاب بصيغة الجمع/ أيها المسلمون ، أيها المؤمنون، أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة  ، كتب عليكم، وإذن في الناس بالحج يأتوك
الجماعة- الأسرة العشيرة- الجيران
الجمعة - أهل الديرة، البلدة
صلاتا العيدين  أهل الديرة وجيرانها
الحج فريضة اجتماع، اجتماع فرض ليس مستحبا وليس سنة بل فرض/ ركن- مهما اختلف المسلمون في الصيام أو الفطر منه ولكن لا سبيل ولم يحدث أن حاول بعضهم أن يقف علي عرفة في غير اليوم الواحد الذي يقف فيه الجميع - الحج عرفة - زمانا ومكانا .


موجبات الاتحاد الإسلامي ومعالم طريقه:
رب واحد ، كتاب واحد، رسول واحد ، قبلة واحدة وأركان وفرائض زكاة، وصوم وحجا
* في كتاب الله أمر صريح بالاتحاد ونهي واضح عن التفرق والاختلاف.
واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا.
وفيه بيان مبين لعواقب التفرق في قوله تعالي وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين) (46 الأنفال)
نتيجة التنازع الفشل وذهاب الريح
المطلوب الصبر ومن معاني الصبر
الصبر في المكاره ، الصبر عن المشتهيات
الصبر علي الأهل والأخوان - ومن باب أولي إخوة الدين
ذلك حرصا عليها .
 واقع الإختلاف
الواقع البشري ذاخر بحالات الإختلاف حتى داخل الأسرة الواحدة بل إنّ للفرد الواحد حالات تختلف عن بعضها وآراء يتعصب أو يعارضها ثم يتراجع عنهاوقد يذهب إلى نقيضها والقرآن الكريم فيه القول الفصل في ذلك (ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم)  وإذا كان على المسلم أن يدعو فمهمة الداعية تنتهي بالبلاغ المبين  لقوله تعالى لرسوله الكريم  (ليس عليك هداهم) وقوله جلّ وعلا (ما على الرسول إلا البلاغ المبين)ولا سبيل لإكراه أحد على إعتناق دين فالله تعالى يقول لرسوله (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) وهنالك القول الحكم (لا إكراه في الدين).ومهما حرص الداعية على هداية من يدعوه فالله تعالى يقول (إنك لا تهدي من أحببت) ,
دروس وقدوة من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم
في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم مواقف وأحداث هي سنن وتشريع بإقراه لها أو بفعله  منها :
الصبر علي أذي المشركين في مكة و رجاء إهتدائهم أو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبده و إلا فلو دعا عليهم لما رد الله دعاءه - و لأطبق عليهم الأخشبين .
نموذج : التعايش مع أهل الكتاب في بلد واحدة - لهم مالنا و عليهم ما علينا - نحوها من دفاع و حريات و حقوق دينية أو معاشية .
نموذج : الحرص علي الصلح - لأنه خير - و قد كان مع المشركين فكيف به مع المسلمين المؤمنين و هم إخوة .
اقول ذلك لمن يجرأون و يهرعون الي تكفير مخالفيهم .
أما معالم الاتحاد فبينها في السنة النبوية الشريفة قوله صلي الله عليه وسلم : تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وسنتي، أو قال عترتي، ولن تخالف عترته سنته.
* مساعي العولمة و أثرها علي الخصوصيات :
  إذا كانت العولمة تعني هدم الجدران الفاصلة و الهويات الخاصة ليخضع كل سكان كوكب الأرض لنظام سياسي واحد و نمط إقتصادي واحد و سلوك إجتماعي واحد وإذا كانت الدنيا الآن تعج حتي في البعد الواحد بالأديان و الثقافات و العادات ووسائل الكسب و انماط الإنفاق حتي بات من الوعي و العدل و الإعتدال أن نعترف بأن هذا البلد أو ذاك متعدد الأديان و الأعراف و الثقافات ، و إذا كان من حقائق الواقع التي لا سبيل الي المغالطة فيها أن وسائل الإنتاج منعددة و متفاوته و بالتالي تفاوتت و تتفاوت المنتجات في درجة الجودة و تتباين أنواعها - إذا كان الأمر كذلك فالدولة معناها أن تسود هوية علي غيرها و ثقافة و دين و أسلوب حياة و عادة معينة ووسائل اقتصاد معينه في الكسب و الإنفاق مما يعني أن تسود حضارة أو شعب من شعوب العالم علي كل بقية الحضارات و الشعوب إن بفعل القوة العسكرية أو التفوق الإقتصادي أو القدرة علي الإنتشار و الدعاية الإعلامية .
الناس إزاء ذلك ثلاثة :
      1/ ساعٍ الي أن يكون القوة السائدة المهيمنة .
       2/ خاضع تابع بإعجاب و افتتان أو إستسلام .
       3/ معتد بنفسه مقاوم لمحاولة الإخضاع راغب قادر و عاجز و محتار في أن يكون
هو القوي الأعلي المتبوع لا التابع .
العولمة بذلك تذهب بآمال السلام و الإستقرار و تعدنا بتفجير حروب بين الساعين للهيمنة و الرافضين للخضوع .
الصحوة الدينية وحق التعبير عن الإلتزام الديني :
     بعد حين من الدهر خفت فية صوت المتدينين و علا صوت اللادينين من دعاة اللبرالية و الإلحاد و بعد أن وصل هؤلاء درجة التخمة في الماديات حدثت حالة انتباه عامة الي أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان و ليس بالمادة وحدها يسعد الإنسان فتحركت نوازع التدين لتلبي حاجة الروح و ظهرت صحوة دينية في كل العالم بصرف النظر عن سماوية الدين المعتقد فيه أو وضعيته ، صحته أو بطلانه ، هداه أو ضلاله ، و أمسي طبيعيا أن يحاول كل أصحاب ملة التعبير عن التزامهم الديني ، بتنظيم حياتهم و علاقاتهم و معاملاتهم علي أسااسه و تحديد مواقفهم من حين لآخر حسب رأيه فيهم وفي معتقدهم . هذا أدي الي تفجّر و تأزّم في العلاقات وهدد الإستقرار و يعيد بمزيد من الإضطراب إذا سار الأمر علي نحو مسيرة كما في الهند بين المسلمين و الهندوس .
الموقف الصحيح أن يعترف كل لغيره بحقه في أن يعتقد فيما يعتقد فيه علي قاعدة        (لا إكراه في الدين) و أن يسعي كل لإقناع الآخر ولكن علي أساس قاعدة (ادع الي سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة) فإن لم تحصل الإستجابة يبحث المتخالفان الي نقاط الإلتقاء علي أساس (تعالو الي كلمة سواء بيننا وبينكم) ليتعاونوا (علي البر و التقوي) و يعذر بعضهما بعضا فيما اختلفا عليه بحكمة (قولي صواب يحتمل الخطأ و يقول غيري خطأ يحتمل الصواب) فإن لم يكن ذلك ممكنا فآخر اسلم الخيارات هو (لكم دينكم و لي دين)، أما خيار الإكراه فهو إختيار لدرب التفاني و الإستئصال الذي لا يسنده نص قطعي و لا دليل عقلي ، بل كذبه الماضي كما يكذبه الواقع الحاضر. 
واقع المسلمين المعاصر
       الواقع الماثل هو أن العراق - أُهينت وأُهينت في شخصها الأمة التي كانت مركز قيادتها وعلمها دهراً طويلا.
أفغانستان - أم أكابر العلماء المسلمين - محتلة ويضحك علينا  ديفيد كاميرون إذ يعتبر قومه بأنه سينسحب منها بعد خمس سنوات في 5/2015م!!
- الجولان محتلة
- فلسطين محتلة
- غزة محاصرة وممنوعة منها بعض أهم أسباب الحياة
- الأقصى محتله/ الصلاة فيه بإذن اليهود
- إيران مهدد - السودان توشك أن تلتهمه نيران الحروب والاختلاف.
- بعض المساجد حرقت.
- رسول الله صلي الله عليه وسلم يسب بالألفاظ والرسومات.
وأخيراً القرآن - صرنا نرى صور بقايا ما أحرقته نيران الكفار.
ورغم ذلك أكثر فعلينا أن نتكلم - وبعضنا رغم ذلك يسعي بيننا بالفرقة :
يكفر الشيعة
ويكفر المتصوفة
ويكفر من يخالفه الرأي
ويُنَفِّرُون ويسخرون ويسبون كأنهم ما قرأوا قول الله تعالى: (ولا يسخر قوم من قومٍ عسى أن يكونوا خيراً منهم)  ولاقرأوا قول النبي صلى الله عليه وسلّم: (بشِّروا ولا تنفروا يسروا ولا تعسروا)! كأنهم لا يسمعون ، كأنهم لا يبصرون أم أنهم لا يعقلون ولا يتعظون بل كأنهم لم يعلموا نفي النبي عن المؤمن أن يكون طعانا ولا لعانا ولا فاحشا ولا بذي .
لا أقول كلهم ولكن ان مزايا وفرائض أخلاق السلوك الجماعي في النصيحة والتناهي عن المنكر.
وهي مناسبة لأن نشيد بالمرشد الأعلي آية الله السيد علي الخامينئي (حفظه الله) الذي أفتي بحرمة سب الصحابة جزاه الله عن أمة الإسلام خير الجزاء.
واقع الخصوم
أمريكا متحدة - بضع وخمسون دولة يسمونها ولايات - متحدة
أوربا - دول عديدة - قديمة التكوين - اتحدت والعداء للإسلام صار شعاراً انتخابيا جاذباً في بعض بلدانها.
* ونحن مفترقون مع موجبات اتحادنا.
حالات الاتحاد والافتراق
من بعد بلوغ درجة أن يربط المسلمون السنة بين (إذا جاء نصر الله) وحسن نصر الله مما دعاة الفرقة.
* في الحواكير الصغيرة التي رسم اغلبها المستعمرون وسموها دولا وسميناها أوطانا الناس مقسمون إلي فرق وأحزاب إذ لم يكن بعضهم في خانة القبائل والعشائر والمسلمون منهم منقسمون إلي :-
* فرق وطرق وجماعات
* أحزاب ومذاهب
* أكثر حالات التماسك والاجتماع تتم علي أسس العشائرية والقبلية وأخيرا الجهوية يجتمعون فيها وينسفون واقل حالات التماسك أن يجتمعوا الجماعات وفرق وطرق إسلامية، وحني لو اجتمع هؤلاء فاظهر ما يحرصون عليه هم التمايز والتباين تذكروا مشهد الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ومباريات التمايز بدل التشابه في المظهر والمناشط بل حتى في الذكر والفكر وبعضهم ينتهزها فرصة للخطب النارية ضد الآخرين الذين يسمعونه!!
(الأحزاب: اقرب ما تكون أحزابنا للتنسيق مع الأحزاب غير الإسلامية وكأنها تخجل أو تخشي أن تجتمع كأحزاب إسلامية.
والحال كذلك بالنسبة للمنظمات الإقليمية والقارية والأممية.
الاتحاد الإفريقي - تنظيم جهوي
جامعة الدول العربية
 اتحاد التعاون الخليجي
 دول عدم الانحياز
 رابطة العالم الإسلامي - تنظيم إسلامي ضعيف الفاعلية.
منظمة الأمم المتحدة - منظمة لفرض إدارة القوي الكبرى
المنظمة التي يُفترض أن تجمعنا إسلامياً كأمة ومجتمع توحده القيم الأعلي والأهداف الجامعة الاسمي التي تحقق سعادة الدارين منظمة المؤتمر الإسلامي تسكت وتختفي حتى تكاد تنسي وإذا ما أعلنت عن نفسها ففي استحياء يفوق استحياء بنت شعيب وبصوت خفيض وحيلة قليلة ضعيفة.
في بعض بلداننا تنتهك حقوق الإنسان ولا تلاحقها منظمات باسم الإسلام نيابة عنه
لكن لتلاحقها منظمات لا تلاحق السودانيين.
- بريطانيا فيما فعلت في سجن أبي غريب وغوانتناموا.
ولا إسرائيل فيما ظلت تفعل من ستين عاما من انتهاكات للحريات والحقوق والكرامة والإنسانية.
سوريا تحاصر بتهمة اغتيال الحريري ولا يعدو الأمر أن يكون اتهاما ولا يصيب أمريكا رشاش بماء فحين فشلت في أفغانستان العراق وألان في باكستان.
إيران تحاصر لتبعد من تخصيب اليورانيوم خشية أن تصنع سلاحاً نووياً وإسرائيل صنعته وصنعت الكيمائي وحاربت وحرقت بالفسفور الأبيض .. ولا يعدو الموقف منها أن يكون في أحسنه تقرير لا يقدم وكل يؤخر.
مفارقـات:
مع فريضة الوحدة ودواعيها وموجباتها نقلا وعقلا
إلا وان أكثر الجماعات نشاطات وأعلاها صوتا وأكثرها إمكانيات وفعاليات هي التي تدعو إلي التفرق ومنها :-
1- الذين يصرون علي تقسيم  الأمة إلي سنة وشيعة
2- وهم نفسهم الذين يكفرون
ويكفرون الشيعة كثير من السنة لا سيما بعض الفرق ويكفرون وفي السودان ،يكفرون حتى الذي برأس سياسي مخالف لما يعتقدونه.
من يوافق علي تقرير المصير ومن يصوت للحركة الشعبية
يخالفون بذلك دعوة الإسلام ولا طلاق العقول وحرية التعبير وتخالفون أمره بان تكون الدعوة إلي الله بالحكمة والموعظة الحسنة ويخالفون الصفات وحتى الممدوحة  اللين الرحمة بين المؤمنين ويتصفون بصفة الغلظة المذمومة ويخالفون الحديث الذي يقول من كفر من قال                        
* العقل يقول من يحرص علي التصنيف المفرق يخصم من الأمة  ويخدم خطة أعدائها ولا استبعد أن يكون بعض هؤلاء مدسوسين مجندين لجهة .
* أضعاف المسلمين تمهيدا لا جهاز وهم عليهم.
الفتوي الجماعية والفتوى الفردية
 الروايات والسير تقول إن السلف كانوا يتدافعون الفتوى ، هذا يدفعها لذاك ويروى عن الإمام مالك أنه أجاب على بعض أسئلة السائلين بقوله (لا أدري) فقال له أحدهم :"نضرب إليك أكباد الإبل وتقول لا أدري !) فأجابه مالك : " أضرب أكباد الإبل وقل قال مالك لا أدري ." أما في زماننا هذا فهنالك جرأة على الفتوى بل ربما يخجل البعض من أن يقول (لا أدري) مع أنه أبعد ما يكون عن الدراية بقلة علمه !
  مثل هؤلاء المتجرئين متهمون بأنهم سبب كثيرمن الفتن والمشاكل بما أضلوا وضللوا من  الأتباع  والمعجبين البسطاء . المخرج المناسب هو قيام كيان  أومجلس فتوى جامع لألوان الطيف الإسلامي بمختلف مذاهبه ومدارسه الفكرية ومجتهديه إهتداء بقوله صلى الله عليه وسلم :" لا تجتمع أمتي على ضلالة ." 
المثال السوداني:
السودان بلد الذكر ونيران القرآن والإكثار من الاستغفار والصلاة علي النبي المختار.
وهذا ما كان عليه عامة الناس إتباعا واقتداء بعلمائهم ومشايخهم الذي وفدوا إليهم من الأندلس وغرب إفريقيا وشمالها أو من بخاري وسمرقند والحجاز، ثم إتباعا واقتداء بعلمائهم ومشايخهم وأئمتهم الذين ظهروا فيهم.
المتتبع لسير هؤلاء جميعا يجد أن وراء اجتهادهم وجهادهم نية في جمع الأمة علي الصراط المستقيم ولكن الواقع البشري جعل من كل دعوة للاتحاد فرقة جديدة، جماعة، أو طريقة أو حزب.
الإمام المهدي سمي إتباعه الأنصار استلهاما للنداء الرباني القران (يا أيها الذين امنوا كونوا أنصار الله) واضح أن النداء لكل الذين امنوا ولكن كثيرين لم يستجيبوا بل إذاً من دعاة الأنصارية من بجريرها حصرية - فكراً علي بعض من ورثوها عن إبائهم وأجدادهم.
* الإمام عبد الرحمن المهدي
انطلاقا من إيمانه بهدف توحيد أهل القبلة كوسيلة أساسية لتحقيق أهداف الأمة الإسلامية - قال قولته المأثورة (لا شيع ولا طوائف ولا أحزاب ديننا الإسلام ووطننا السودان) وحتى عندما اضطرته السياسة لتكوين حزب سياسي كان اسمه (حزب الأمة) مستظلاً بظل القران في قوله تعالي(وان هذه أمتكم امة واحدة وأنا ربكم فاتقون) 92 (الأنبياء)
لكن الواقع البشري جعل من هذه الدعوة الجامعة حزباً.
النتيجة : 
 فرقة وفقر عميم، وجهل مع كثرة وسائل العلم كتبا وجامعات، وضعف مع كثرة العدد لربما العتاد وذهاب كرامة ، واستباق الأرض واحتمال ان يكون وراء ذلك احتياج للبلاد واستعباد للعباد كل العباد .
القضايا التي تفرض علي المسلمين أن يأتمروا (الحاجة إلي مؤتمر حقيقي وليس مجازي).
* الوحدة، وحدة المسلمين تحت قيادة واحدة .
* الخروج من حالة الاستضعاف إلي حالة القوة والعزة.
* مواجهة الواقع والبحث عن حلول ومخارج من مشكلة تراجع الالتزام الديني سياسيا قبول الأمر الواقع المزور المفروض بالقوة.
أخلاقيا : علي مستوي الفرد والجماعة والدولة.
معيشيا : التهاون في ضوابط الكسب والصرف.
* مشكلة التخلف، العلمي ، الاقتصادي
* الواقع الاجتماعي الراهن الانحرافات السلوكية العزوف عن الزواج كثرة الطلاق، وشيوع الزنا وكثرة نتائجه ،الايدز طاعون العصر والمخدرات مدمرة الشباب.
مقترحات فكرية :
تعميق المنهج الوسطي
العقل و النقل تتفقان علي ترجيح التوسط علي الغلو و التطرف و التجارب البشرية تؤكد ذلك .. فما من تطرف إلا وكانت عاقبته خسر وندامة بينما التوسط أقل نتائجه السلامة . هذه الأمة ممدوحة ومميزة علي الأمم بأنها أمة وسط و قد جاء ذلك في قوله تعالي (و كذلك جعلناكم أمة وسط لتكونوا شهداء علي الناس) ... الآيه
وفي السنة النبوية (إن هذا الدين فأوغلوا فيه برفق ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه) صحيح مسلم.
الجماعات التي تطرفت في الماضي أصبحت خبرا و ابتلعها التاريخ رغم أن أصحابها كانوا يرونها الحق المحض و ما سواها الباطل البيّن و جماعات التطرف المعاصرة تفتأ تتراجع أفرادا و جماعات و تثوب الي رشدها و تعود بعد الإندفاع الي الهدوء و بعد المنازلة الي المهادنة و بعد الإنكار الي الإعتراف و بعد الحرب الي السلم . 
* مراعاة مقاصد الشريعة القطعية و خصائص الإسلام العامة :
جاء الإسلام رحمة مهداة من خالق الخلق ليخرج الناس من الظلمات الي النور ومن شقاء الدارين الي سعادة الدارين وهكذا كافة الناس بل و للثقلين ولكن بعض يضّق الواسع فيقف عند المهظهر و لا يبحث عن الجوهر المخبؤ فيكتفي بظاهر معاني الكلمات و العبارات و النصوص و لا يجهد ذهنه أو يعمل عقله في التأمل و التدبر . حتي القرآن يقرؤه مرورا علي الألفاظ دون وقوف علي مقاصده مع أن من بين ما يقرؤه ذم صريح لمثل طريقته في التعامل مع النص القرآني و قد جاء ذلك صريحا في قوله تعالي : (أفلا يتدبرون القرآن أم علي قلوبهم أقفالها) .
يحدث هذا في العبادات و المعاملات و السلوك كما يحدث في ما يتعلق بشئون الجماعة و الدولة و علاقات بعض المتمذهبين مع الآخر المذهبي و يحدث الشئ نفسه مع الكبار و المنسوبين الي العلماء في الموقف من الآخر المذهبي و الآخر الملي و الآخر الدولي . يقف منه موقف الرافض للتعامل معه ، المصنف في خانة العداء ، لا ينتبه الي أنه بذلك إنما يقفل طريق التواصل فيحرم بذلك نفسه و يمنعها من سماع الآخر حجته بل من إسماعه كلام الله . و بذلك لا  يمتثل للأمر الإلهي القائل : (إدع الي سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن) .
* مطلوب من العلماء و المفكرين الإنتباه و التنبيه الي مقاصد الشرع القطعية . تلك المقصودة بالنصوص و الأحكام فيعرفوا العامة بأن من مقاصد الشريعة .
1- دعوة الكافة الي الدين و ليس التميّز عليهم به و تصنيف مخالفيه . مخالفين علي التأبيد و الدوام .. بل المطلوب من المهتدي أن يحذو حذو الرسل في الصبر علي من لم يصدق و الإصرار علي هدايته بتحمل أذاه و تقديم النوذج الأمثل و بالحكمة و اللين يحاوره و يحاول اقناعه مسترشدا في ذلك بسير الأنبياء من لدن نوح الي خاتمهم محمد عليهم جميعا صلوات الله و سلامه .
2- المقصود من كل عباده هو حكمها و فوائدها و ثمارها و ليس فقط ظاهرها سواء كان فعلا كما الصلاة و الحج و الزكاة و الأضحية أو امتنانا كما في الصيام .. و قد جاء التنبيه الي ذلك في قوله تعالي  : ( لن ينال الله لحومها و لا دماؤها و لكن يناله التقوي ....) 
إن المسلمين كلهم و خاصة الدعاة منهم مطلوب منهم أن ياخذوا في الإعتبار خصائص الشريعة الإسلامية حتي يعاملو مع بعضهم و مع من يدعونهم اليها علي أساسها و من ذلك
  1/ شمولها لكل الذي يجعلها منهجا كاملا لكل الحياة ليشمل الأفراد و الجماعات من الناس بل موافق غيرهم من المخلوقات ، جمادات ، كانت أو حيوانات أو غازات
        2/ تدرجها من الأول الي الثاني و الأهم الي الذي يليه ، من الذروة الي ما بعدها ، علي نحو توصية النبي صلي الله عليه و سلم لمبعوثيه الي القبائل .
3- التيسير و التحقيق و ليس التعسير و الإثقال فالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بقول (بشروا و لا تنفروا ، يسروا ولا تعسروا) و في القرآن الكريم : (يريد الله بكم اليسر و لا يريد بكم العسر) و (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)
4- التدرج .
الي غير ذلك من الخصائص التي علي الدعاة أخذها في الإعتبار .  
التوصيات
انطلاقا من مشروعية و ضرورة و موجبات و حدة الأمة المسلمة و علي طريق دعم أسباب قوتها و زيادة ترابطها يوصي المؤتمرون بما يلي :  
1- أن يعمل جميع الأئمة و الدعاة و المفكرين و الكتّاب منهم و المدرسين و كل من لديه اثارة من العلم وقدرة علي الدعوة و التبليغ ، يعملون علي بيان أن : -
        1/ كل مسلم يجب عليه الإلتزام بمقتضي كل نص صريح الدلالة من القرآن الكريم و كل نص صريح صحيح الورود عن رسول الله صلي عليه و سلم .
        2/ من ديننا ومن عوامل تماسكنا كأمة  و تواصلنا مع الآخرين أن نعلي قيم الحوار و التسامح من غير تنابز و لا تشهير و لاعصبية مع الإلتزام بهدي الكتاب و السنة و استحضار إجتهادات السلف الصالح .
       3/ مشروعية الإجتهاد في الإسلام تمثل سعة تحتمل الإختلاف و التنوع .
        4/ حمل آراء الآخرين علي المحمل الحسن سواء في أمر الدين أو شؤون الحياة بإعتبار ذلك طريقة شرعية علي نهج المصطفي صلي الله عليه وسلم ، بقدر ما يكون التأويل سائغا و له وجه لغوي أو شرعي .
       5/ من الحكمة العمل بمبدأ خير الخيرين و أخف الضررين كضرورة واقعة .
        6/ من اللازم الإنتباه الي أن المتربصين بالأمة لا بفرقون بين جماعات الأمة و فرقها إلا بغرض الفتنه أو من قبيل أخذ الجميع بترتيب في الأسبقية يقدرونه حسب تقديرهم .
     7/ الحكمة تقتضي التنسيق و التعاون علي ما اتفق علي أنه بر وإنكار ما اتفق علي أنه منكر و ترجمة ذلك في مشاريع مشتركة إعمالا لمبدا التعاون علي البر و التقوي و اداء لواجب التناصح و عملا بحكمة الصبر و المصابرة و الإعذار التزاما بأ دب الإختلاف .
    8/ الإنتقال من القول الي العمل يعني تكوين مجلس تنسيق مشترك يجمع كافة الوان الطيف المذهبي و الفكري . يعمل علي تنفيذ ما يتفق عليه بتحويله الي خطط و برامج مشتركة ، و في ذات الوقت يضع آلية لمعالجة نقاط الإختلاف و فض النزاعات التي قد تقع بين بعض المسلمين .
  9/ الجميع جماعات و دعوة يلزمهم و يفيدهم دعم وسائل تحقيق الأمن و السلام و التعاون و التعايش السلمي بين الجماعات و الشعوب في كل أرجاء المعمورة .
 10/ من مصلحة أهل الأرض ومما يعينهم علي عمارتها أن يواصل الجميع حوار الحضارات و يعملوا علي تكاملها فيما إتفقت علي أنه يخدم مصالح الإنسانية .
11/ توفر الوسائط الإعلامية التقليدية و الحديثة و تنوعها فرصة يجب أن يستخدمها المسلمين في نشر ثقافة التوسط و الإعتدال و الدعوة بالتي هي أحسن .
12/ يتبني الدعوة الي الموقف المستنير الوسط المعتدل و يجند قدرلت اعضائه علي الريادة و القيادة الفكرية و الموقفية لتنوير الشعوب و نصيحة الحكام و تحقيق التطلعات و صون الحقوق و الدعوة لأسباب السلام و الإستقرار و الكرامة الإنسانية أو الحفاظ عليها و الدفاع عنها بسلاح الكلمة وقوة الحجة و إيضاح الدليل دون خوف من فتك  موقفه ووضوح بيانه و انحيازه للحقيقة دون علّة مرض أو دافع غرض .
الخاتمة :
لابد  من مراجعة حالنا بعرضه علي وثائق مميزاتنا الأساسية ، الكتاب والسنة بالامتثال لأوامر الاتحاد. واجتناب ما صح النهي عنه صريحا من اختلاف وافتراق - لتجنب نتائجه الوخيمة - الاستضعاف وذهاب الريح.