المنهج النبوي في بناء الوحدة

المنهج النبوي في بناء الوحدة

 

 

المنهج النبوي في بناء الوحدة

 

 

سماحة الشيخ حسن موسى الصفار

 

كيف يمكن تحقيق الوحدة السياسية والاجتماعية في مجتمع يعيش انقسامات حادة على أساس قومي أو ديني ـ مذهبي، أو مناطقي أو قبلي؟

هل يكون ذلك بالمراهنة على تذويب الهوّيات وإلغاء مشاعر الانتماء الخاص؟

 أو بغلبة طرف وإخضاعه لسائر الأطراف؟

أم أن هناك أساليب وخيارات أصوب؟

بإمكاننا أن نقرأ في الإنجاز التاريخي الذي تحقق على يد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، بقيام الدولة والمجتمع الإسلامي الأول، تجربة ناجحة رائدة على هذا الصعيد.

حيث يجمع المؤرخون أن مجتمع الجزيرة العربية قبل الإسلام كان ممزقاً لا يجمعه كيان، ولا يلم شمله نظام، كانوا قبائل متناثرة، في أجواء علاقات مضطربة، غالباً ما تفضي إلى العداء والاحتراب، ومن يقرأ أيام العرب، وهو ما يطلق على معاركها وحروبها، تدهشه تلك المعارك الضارية، التي تنشب لأتفه الأسباب، ففي كتاب (أيام العرب في الجاهلية) الذي اشترك في إعداده ثلاثة من الباحثين، عرض لعشرات الحروب الداخلية بين القبائل العربية، فمعارك القبائل القحطانية فيما بينهم بلغت عشر معارك، وبين القحطانيين والعدنانيين عشر معارك، وفيما بين قبائل ربيعة ست معارك، وما بين ربيعة وتميم خمسة عشر معركة، وبين قبائل قيس إحدى عشرة معركة، وبين قيس وكنانة عشر معارك، وبين قيس وتميم سبع معارك، وبين قبائل ضبّة وغيرهم خمس معارك، وهناك معارك أخرى متفرقة.([1])

ويبدو أن هذه الحروب التي عرضها المؤلفون، هي ما تناقلت كتب التاريخ والأدب أخبارها، أما سائر المعارك وهي كثيرة فقد تجاوزوا ذكرها، جاء في مقدمة الكتاب: «وقد اقتصرنا على الأيام المشهورة التي وصل إلينا تفصيل حوادثها، وذكر أسبابها، ورواية أشعارها وقصائدها، أما الأيام التي لم يقع في الكتب إلا ذكر عنواناتها مجردة من الحوادث وذكر الأسباب، فقد جاوزها اختيارنا... روى صاحب كشف الظنون وغيره: أن أباعبيدة قد ألف كتاباً صغيراً حوى خمسة وسبعين يوماً (معركة)، وآخر كبيراً جمع فيه ألفاً ومائتي يوم، وأن أبا الفرج الأصفهاني ألف كتاباً جمع فيه ألفاً وسبعمائة يوم...».([2])

كان ولاء العربي أولاً وأخيراً لقبيلته، مما يعني انصهاره فيها، وتغنيه بقوتها وأمجادها، وشدته تجاه ما يخالفها. وقد لاحظ الأستاذ أحمد أمين أنه «حين تقرأ الشعر الجاهلي تشعر ـ غالباً ـ أن شخصية الشاعر اندمجت في قبيلته حتى كأنه لم يشعر لنفسه بوجود خاص، وأنك لتتبين هذا بجلاء في معلقة عمرو بن كلثوم، وقل أن تعثر على شعر ظهرت فيه شخصية الشاعر، ووصف ما يشعر به وجدانه، وأظهر فيه أنه يحسّ لنفسه بوجود مستقل عن قبيلته».([3])

في هذا المجتمع المتنوع قبلياً، والذي تسوده نزعة التطرف في الولاء للقبيلة، ويعيش حالة الصراع والاحتراب بين قبائله، بعث الله تعالى نبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، فاستطاع خلال أقل من ربع قرن من الزمن، أن يبني من تلك القبائل مجتمعاً متماسكاً، وكياناً موحداً، يحمل للعالم مشروعاً حضارياً متقدماً.

حقاً إنه إنجاز عظيم لا نظير له في تاريخ البشرية.

وهو ما لفت نظر الدكتور (مايكل هارت) من أمريكا، عند تأليفه لكتاب عن المئة الأوائل في تاريخ البشرية، فوضع شخصية النبي محمد على رأس القائمة كأهم شخصية في تاريخ البشر، وكتب عن هذا الاختيار قائلاً: «إن اختيار المؤلف لمحمد ليكون على رأس القائمة التي تضم الأشخاص الذين كان لهم أعظم تأثير عالمي في مختلف المجالات، إن هذا الاختيار ربما أدهش كثيراً من القراء، إلى حد أنه قد يثير بعض التساؤلات، ولكن في اعتقاد المؤلف: أن محمداً كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي نجح بشكل أسمى وأبرز في كلا المستويين الديني والدنيوي».([4])

فكيف استطاع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تحقيق هذا الإنجاز العظيم؟

وما هي الخطة التي اعتمدها لتوحيد ذلك المجتمع المتناثر الأشلاء؟

الهويّة المشتركة

في حالة الانقسام الاجتماعي تتضخم الهويّة الخاصة عند كل طرف من الأطراف، فهي حدود الدفاع عن ذاته، وخندق مقاومته، وعنوان وجوده، ومن أجل أن يتوحد المجتمع، لابد أن تنخفض درجة الغليان في الهويّات الخاصة، لصالح هويّة مشتركة يتمثل فيها وجود كل الأطراف، وترى من خلالها ذاتها بدرجة متماثلة.

وهنا لا يمكن أن تقوم هويّة أحد الأطراف بهذا الدور، لأن بروزها يستثير تحدي بقية الهويّات، وإعلانها يعني غلبتها واعتراف الآخرين بالهزيمة أمامها.

فإذا كان المجتمع منقسماً على أساس قومي، فلا يمكن أن تشكل إحدى قومياته إطاراً لوحدته، وتصبح هوية جامعة له، وكذا الحال لو كان متعدد الأديان أو المذاهب، فإن أحدها لن يقوم بدور الجامع المشترك.

فلا بد من عنصر مشترك بين أجزاء المجتمع، يتم إبرازه والتركيز عليه كهويّة جامعة، أو تنمو حالة فكرية سياسية جديدة تتمحور حولها فئات المجتمع، وتصبح هدفاً مشتركاً وإطاراً جامعاً.

وهذا ما تحقق على يد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومن خلال دعوته الإسلامية المباركة، والتي أصبحت حالة سريعة النمو تخترق أوساط مختلف القبائل، وتبشر بتوجه جديد يحفّز نحو أهداف سامية، ويتبنى قيماً إنسانية حضارية، تتجاوز أنانية الأفراد، وعصبية القبائل، وعبثية الحياة.

لقد أخذ الإيمان موقعه في نفوس أبناء تلك القبائل المتصارعة، وتمحور حوله ولاؤهم، وتوثق له انتماؤهم، على حساب الولاء القبلي، والانتماء العشائري، فأصبح إطاراً جامعاً وهويّة مشتركة، يفخر به الجميع بدرجة متساوية على اختلاف قبائلهم وتفاوت مكانتها وقوتها.

ثقافة الوحدة

حالة الانقسام والفرز الاجتماعي، تحفر آثارها في النفوس والمشاعر، بتضخيم الذات الفئوية، والحط من شأن المنافسين، والتعبئة تجاههم، كما تنتج ثقافة تبرر التمايز، وتكرّس المفاصلة، وقد تدفع إلى سلوكيات عدائية، وممارسات استفزازية.

وحين يحصل تطلع للوحدة في المجتمع، لا بد من ثقافة جديدة تعالج آثار ثقافة الانقسام، وتواجه مفاعيلها النفسية والسلوكية.

لقد كان الصراع والتنافس القبلي في الجزيرة العربية، دافعاً لتربية الأبناء على الفخر والاعتزاز بانتمائهم للقبيلة، وتنمية مشاعر التميّز وأحاسيس الأفضلية على الآخرين، وهذا ما تنضح به قصائد شعرائهم، وخطب زعمائهم.

إن الحماسة والفخر هو من الأغراض الأساسية في الشعر العربي الجاهلي، حيث يتفنن الشعراء في تمجيد قبائلهم وإظهار مكانتها، وفي شعر عمرو بن كلثوم نموذج صارخ لمثل هذا التوجه، حيث يقول في إحدى قصائده:

ملأنا البر حتى ضاق عنا

 

وماء البحر نملاؤه سفينا

ونشرب إن وردنا الماء صفواً

 

ويشرب غيرنا كدراً وطينا

إذا بلغ الفطام لنا وليد

 

تخر له الجبابر ساجدينا

لنا الدنيا ومن أضحى عليها

 

ونبطش حين نبطش قادرينا

والوجه الآخر لهذا اللون من الأدب الجاهلي هو أدب الهجاء، حيث يبالغ الشعراء في الحط من شأن القبائل المنافسة لقبيلتهم، ووصفها بأسوأ النعوت، وأقبح الصفات.

وجاء الإسلام ليوحد تلك القبائل، فاهتم بمواجهة تلك الثقافة التمييزية السائدة، باجتثاث جذورها النفسية والفكرية، ومقاومة آثارها السلوكية، حيث أكدت آيات القرآن الكريم، على الأصل الواحد لبني البشر: {الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ}([5])، ونسفت كل مبررات التفاضل الزائفة بين الناس، إلا على أساس كسبهم الاختياري للصفات الفاضلة: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}([6]).

وشدد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في خطاباته وأحاديثه على مبادئ الوحدة بين أبناء المجتمع الإسلامي، وشّن حرباَ ضارية على الأفكار والتصورات الجاهلية، بالتفاخر بالأنساب والأحساب، أو التفاضل بالانتماء القبلي أو العرقي.

كقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية».([7])

وروي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم): أنه خطب يوم فتح مكة فقال: «أيها الناس ليبلغ الشاهد الغائب: إن الله قد أذهب عنكم بالإسلام نخوة الجاهلية، والتفاخر بآبائها وعشائرها، أيها الناس إنكم من آدم وآدم من طين، ألا وإن خيركم عند الله وأكرمكم عليه اليوم أتقاكم وأطوعكم له».([8])

وعن جابر بن عبدالله الأنصاري قال: خطبنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في أوسط أيام التشريق خطبة الوداع فقال: «يا أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند الله أتقاكم».([9])

وفي إحدى الغزوات حصل سوء تفاهم بين مهاجري وأنصاري فصاح أحدهما يا للمهاجرين ونادى الآخر: يا للأنصار، فلما سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أدان هذا المنطق قائلاً: «ما بال دعوى الجاهلية؟ دعوها فإنها منتنة».([10])

بالطبع فإن المرفوض هو تفعيل الانتماء القبلي سلبياً، وتضخيمه على حساب الولاء للمبدأ، دون أن يعني ذلك رفض الاعتراف بالانتماءات، والإقرار بالكيانات القبلية في مضمونها الإيجابي.

الشراكة الفعلية

لا شيء يحقق وحدة المجتمع كالشراكة الفعلية بين أطرافه في البناء واتخاذ القرار وإدارة الأمور، فذلك هو ما يشعر الجميع بمصلحتهم المشتركة في الحفاظ على كيان الوحدة، ورفض ما يمسّ بها، كما يجسد واقع المساواة في الحقوق والواجبات، أما إذا استأثرت بعض الأطراف بذلك، فإن الآخرين سيتملكهم الإحساس بالغبن والظلامة، وسيدفعهم شعورهم بالإقصاء والتهميش إلى القيام بردود فعل ليست في صالح الوحدة واستقرار المجتمع.

إن إقصاء أي طرف يحرم المجتمع من فاعليته وعطائه، ويفتح ثغرة في جدار وحدة المجتمع وأمنه.

ومن مفاخر الإسلام العظيمة سبقه إلى إقرار مبدأ المشاركة الشعبية، والشراكة الاجتماعية، وفي وقت كانت ترزح فيه المجتمعات البشرية في ظل أنظمة الاستبداد والعنصرية والطبقية البغيضة.

كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يمارس الشورى على الصعيد الاجتماعي العام، ليدلي كل مسلم برأيه، كبيراً كان أو صغيراً، من الأحرار أو الموالي، من المهاجرين أو الأنصار، ومن أية قبيلة كان، وحتى العناصر غير العربية أخذت موقعها دون أي تفاوت، بل احتل بعضها موقعاً متميزاً بجدارته كصهيب الرومي وسلمان الفارسي.

وفي مجال الوظائف والمهام القيادية، كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يسندها إلى الأكفاء المؤهلين من مختلف القبائل، ولو أُعطي هذا الجانب من السيرة النبوية حقه من الدراسة، لتجلت لنا وللبشرية روعة تعاليم الإسلام، وعظمة القيادة النبوية.

إن قائمة أمراء الجيوش والسرايا، وكذلك السفراء المبتعثين للملوك والزعماء، والشخصيات التي عينها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في مواقع القضاء والمسؤوليات الدينية، هذه القوائم حين نفحصها نرى التنوع في الانتماء القبلي والمناطقي لأشخاصها.

وبعض التعيينات كانت تشكل صدمة وإثارة للرأي العام الذي كان يعاني من رواسب الحقبة الجاهلية، لكن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان حازماً في تحقيق مبدأ الشراكة واحترام الكفاءة.

ففي يوم فتح مكة أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بلالاً الحبشي الأسود، الذي كان عبداً يباع ويشترى في مكة، وأوقع به أسياده القرشيون صنوف الإهانة والتنكيل، حتى أغروا صبيانهم وسفهاءهم أن يقتادوه بحبل ليسخروا منه ويؤذوه، هذا الرجل اختاره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليكون أول مؤذن على ظهر الكعبة، مما أثار حفيظة الكثير من القرشيين، حتى قال أحدهم لصاحبه: لقد أكرم الله أبي أن مات وألا يكون سمع هذا!! وكان الحارث بن هشام وصفوان بن أمية قاعدين فقال أحدهما للآخر: انظر إلى هذا الحبشي!! فقال الآخر: إن يكرهه الله يغيّره.([11])

وحينما عين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) زيد بن حارثة وهو عبد اشتراه حكيم بن حزام ثم وهبه لعمته خديجة بنت خويلد، فوهبته لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، عينه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على رأس جيش المسلمين إلى الروم في غزوة مؤته إلى جانب جعفر الطيار وعبدالله بن رواحة، اعترض البعض على هذا التعيين، فردّ عليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم عين ولده الشاب أسامة ابن زيد على رأس آخر بعث عسكري له (صلى الله عليه وآله وسلم)، وجعل تحت إمرته كبار المهاجرين والأنصار.

قال ابن سعد في الطبقات: لما كان يوم الإثنين لأربع ليال من صفر سنة إحدى عشرة للهجرة، أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الناس بالتهيؤ لغزو الروم، فلما كان من الغد دعا أسامة ابن زيد فقال: سر إلى موضع مقتل أبيك فأوطئهم الخيل، فقد وليتك هذا الجيش... فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين الأولين والأنصار إلا انتدب في تلك الغزوة، فيهم أبوبكر الصديق، وعمر ابن الخطاب، وأبوعبيدة بن الجراح، وسعد بن أبي وقاص... فتكلم قوم وقالوا: يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين؟ فغضب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) غضباً شديداً، فخرج وقد عصب على رأسه عصابة، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد أيها الناس فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة، ولئن طعنتم في إمارتي أسامة لقد طعنتم في إمارتي أباه من قبله! وأيم الله إن كان للإمارة لخليقا وإن ابنه من بعده لخليق للإمارة...([12])

نهج الوحدة والحضارة

هذا النهج الوحدوي الذي اعتمده رسول الله في بناء الأمة، بتركيز الهويّة المشتركة، وهي الإسلام، لتكون فوق سائر الهويّات والانتماءات، والتي لم يتنكر الإسلام لوجودها، كالقبيلة والوطن والقوم، وإنما حارب التوجهات السلبية فيها، وضخّ في المجتمع الجديد ثقافة وحدوية، تعالج آثار المفاصلة القبلية السائدة، وكذلك الحرص على تحقيق الشراكة الاجتماعية بين مختلف الأطراف في البناء واتخاذ القرار وإدارة الأمور.. هذا النهج هو ما يؤدي إلى الوحدة الحقيقية، وهو ما يؤهل المجتمع للرقي الحضاري.

وما تنتهجه الآن المجتمعات الغربية المتقدمة، من اعتماد الوطن كهويّة مشتركة، ومن احترام التنوع في مجتمعاتها، وتجريم الطروحات العنصرية، والممارسات التمييزية بين المواطنين، وتحقيق الشراكة والمشاركة عبر النظام الديمقراطي، إنما يمثل إدراكاً لأفضل سبل التقدم والحضارة التي سبق إليها الإسلام بقرون، ومع تلافي الكثير من الثغرات والسلبيات التي تعاني منها الحضارة الغربية.

والمسلمون اليوم هم الأولى بمثل هذا النهج السليم، النابع من تعاليم دينهم، والمنسجم مع تاريخهم وثقافتهم الأصيلة.

 

 

([1]) جاد المولى: محمد أحمد وآخرون، أيام العرب في الجاهلية.

([2]) المصدر السابق ص: ك، ل.

([3]) أمين: أحمد، فجر الإسلام ص59.

([4]) هارت: مايكل، دراسة في المائة الأوائل.

([5])سورة النساء: آية 1.

([6])سورة الحجرات: آية 13.

([7])السجستاني: الحافظ أبوداود، سنن أبي داود، حديث رقم 5121.

([8])المجلسي: محمد باقر، بحار الأنوار، ج70 ص293.

([9])المتقي الهندي: علي، كنز العمال، حديث رقم 8502.

([10]) القشيري النيسابوري: مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، حديث رقم 2584.

([11]) ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج3 ص235.

([12]) المصدر السابق، ج2 ص190.