في االضفادع فتبلغ إلى حلقه فإذا أراد أن يتكلم يشب الضفدع فيدخل في فيه وكانت تشب في قدورهم فتفسد عليهم طعامهم وتطفيء نيرانهم وإذا اضطجع أحدهم ركبته حتى تكون عليه ركاما فلا يستطيع أن ينقلب وإذا أراد أن يأكل سبقته إلى فيه ولا يعجن عجينا إلا امتلأ منها ففزعوا إليه عليه السلام وتضرعوا فأخذ عليهم العهود والمواثيق ودعا فكشف الله تعالى عنهم ذلك فنقضوا العهد فأرسل الله تعالى عليهم الدم فسال النيل عليهم دما عبيطا وصارت مياههم دماء فكان فرعون يجمع بين القبطي والإسرائيلي في إناء واحد فيكون مايلي الإسرائيلي ماء وما يلي القبطي دما ويقومان إلى الجرة فيها الماء فيخرج للقبطي دم وللإسرائيلي ماء حتى إن المرأة من آل فرعون تأتي المرأة من بني إسرائيل فتقول لها اسقيني ماء فتصب لها من قربتها فيصير في الإناء دما حتى كانت تقول : اجعليه في فيك ثم مجيه في في فتفعل ذلك فيصير دما .
وقال ابن أسلم : إن الدم الذي سلط عليهم كان الرعاف آيات حال من الأشياء المتقدمة .
مفصلات مبينات لايشك عاقل أنها آيات إلهية لاسحر كما يزعمون أو مميزا بعصها من بعض منفصلة بالزمان لأمتحان أحوالهم وكان بين كل اثنين منها شهر وكان امتداد كل واحدة منها شهرا كما أخرج ذلك ابن المنذر عن ابن عباس وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم قال : كانت الآيات التسع في تسع سنين في كل سنة آية وأخرج أحمد في الزهد وغيره عن نوف الشامي قال : مكث موسى عليه السلام في آل فرعون بعد ماغلب السحرة عشرين سنة يريهم الآيات الجراد والقمل الخ فأبوا أن يسلموا .
وفي رواية أبي الشيخ عن ابن عباس أنه مكث عليه السلام بعد أن غلب أربعين سنة يريهم ماذكر ورأيت في مسامرات الشيخ ابن العربي قدس سره أن موسى عليه السلام مكث ينذر آل فرعون ستة عشر شهرا إلى أن أغرقوا فأدخلوا نارا ولم ينتفعوا بما رأوا من الآيات فاستكبروا عن الإيمان بها .
وكانوا قوما مجرمين .
331 .
- جملة معترضة مقررة لمضمون ماقبلها ولما وقع عليهم الرجز أي العذاب المذكور على التفصيل كما روي عن الحسن وقتادة ومجاهد و لما لاتنافي التفصيل والتكرير كما لايخفى .
وعن أبي عبدالله رضي الله تعالى عنه أنه أصابهم ثلج أحمر لم يروه قبل فهلك منهم كثير وعن ابن جبير أنه الطاعون وقد ورد إطلاقه عليه في حديث إسامة بن زيد المرفوع وهو الطاعون رجز أرسل على طائفة من بني إسرائيل أو على من كان قبلكم فإذا سمعتم به في أرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : أمر موسى عليه السلام بني إسرائيل فقال : ليذبح كل منكم كبشا ثم ليخضب كفه في دمه ثم ليضرب على بابه ففعلوا فقال القبط لهم : لم تجعلوا هذا الدم على أبوابكم قالوا : إن الله تعالى يريد أن يرسل عليكم عذابا فنسلم وتهلكون قال القبط : فما يعرفكم الله تعالى إلا بهذه العلامة قالوا : هكذا أمرنا نبينا فأصبحوا وقد طعن من قوم فرعون سبعون ألفا فأمسوا وهم لا يتدافنون والمعنى على الأول أنهم كلما وقع عليهم عقوبة من العقوبات المذكورة .
قالوا ياموسى في كل مرة على القول بأن المراد بالرجز غير ماتقدم أنه لما وقع عليهم الثلج المهلك أو الطاعون الجارف قالوا ادع لنا ربك بما عهد عندك أي بعهده سبحانه عندك وهو النبوة كما قال أبو مسلم فما مصدرية