ولعل ذكر ذلك بعد ذكر جعلهم انبياء للايذان بأن النبوة من باب الرحمة التي يختص بها من يشاء وقال الكلبى : هي المالى والولد قيل هو الكتاب والأظهر انعا عامة لكل خير ديني ودنيوي اوتوه ممالم يؤت احد من العالمين وجعلنا لهم لسان صدق عليا .
50 .
- تفتخر بهم الناس ويثنون عليهم استجابة لدعوته عليه السلام بقوله واجعل لي لسان صدق في الأخرين وزيادة على ذلك والمراد باللسان ما يوجد به من الكلام فهو مجاز بعلاقة السببية كاليد في العطية ولسان العرب لغتهم ويطلق على الرسالة الرائعه كما في قول اعشى باهلة : انى اتتنى لسان لا اسر بها .
ومنه قول الآخر .
ندمت على لسان كان منى .
واضافته إلى الصدق ووصفه بالعلو للدلالة على أنهم احقاء بما يثنون عليهم وان محامدهم لا تخفى كانها نار على علم على تباعد الأعصار وتبدل الدول وتغير الملل والنحل وخص بعضهم لسان الصدق بما يتلى في التشهد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم والعموم أولى واذكر في الكتاب موسى قيل قدم ذكره على اسمعيل عليهما السلام لئلا ينفصل عن ذكر يعقوب عليه السلام وقيل : تعجيلا لاستجلاب أهل الكتاب بعدما فيه استجلاب العرب انه كان مخلصا موحدا اخلص عبادته عن الشرك والرياء او اسلم وجهه لله D واخلص عن سواه .
وقرأ الكوفيون وابو رزين ويحيى وقتاده مخلصا بفتح اللام على أن الله تعالى اخلصه وكان رسولا مرسلامن جهة الله تعالى إلى الخلق بتبليغ ما شاء من الأحكام نبيا .
51 .
- رفيع القدر على كثير من الرسل عليهم السلام او على سائر الناس الذين ارسل اليهم فالنبى من النبوه بمعنى الرفعه ويجوز أن يكون من النبأ واصله نبئ أي المنبئ عن الله تعالى بالتوحيد والشرائع ورجح الأول بأنه ابلغ قيل : ولذلك قال صلى الله عليه وسلّم لست بنبئ الله تعالى بالهمزة ولكن نبى الله تعالى لمن خاطبه بالهمز واراد أن يغض منه والذي ذكره الجوهري أن القائل اراد أنه E أخرجه قومه من نبأ فاجابه A بما يدفع ذلك الأحتمال ووجه الاتيان بالنبى بعد الرسول على الأول ظاهر ووجه ذلك على الثاني موافقة الواقع بناء على أن المراد ارسله الله تعالى إلى الخلق فانبأهم عنه سبحانه .
واختار بعضهم أن المراد من كلا اللفظين معناهما اللغوي وان ذكر النبى بعد الرسول لما أنه ليس كل مرسل نبيا لأنه قد يرسل بعطية او مكتوب اونحوهما وناديناه من جانب الطور الايمن الطور جبل بين مصر ومدين والايمن صفه لجانب لقوله تعالى في آية اخرى جانب الطور الايمن بالنصب أي ناديناه من ناحيته اليمنى من اليمين المقابل لليسار : والمراد به يمين موسى عليه السلام أي الناحيه التي تلي يمينه اذ الجبل نفسه لا ميمنه له ولا ميسره ويجوز أن يكون الايمن من اليمين وهو البركة وهو صفه لجانب أيضا أي من جانبه الميمون المبارك .
وجوز على هذا أن يكون صفة للطور والأول أولى والمراد من نداءه من ذلك ظهور كلامه تعالى من تلك الجهه والظاهر أنه عليه السلام انما سمع الكلام اللفظي وقال بعض : أن الذي سمعه كان بلا حرف ولا