سورة الحجر إحدى التائين ورفع الملائكة بفعلهم والحجة لمن ضم التاء أنه دل بذلك على نقل الفعل عن بنائه للفاعل إلى ما لم يسم فاعله ورفع به الملائكة لأن الفعل صار حديثا عنهم لما اختزل الفاعل وكل من حدثت عنه بحديث رفعته بذلك الحديث والحجة لمن قرأبالنون أنه أخبر بذلك عن إخبار الله بالفعل عن نفسه ونصب الملائكة بتعدي الفعل إليهم .
قوله تعالى سكرت أبصارنا يقرأ بتشديد الكاف وتخفيفها فالحجة لمن شدد أنه أراد سدت وغطيت والحجة لمن خفف أنه أراد سحرت ووقفت كما تقول سكرت الماء في النهر إذا وقفته .
وقال الكسائي هما لغتان وإن اختلف تفسيرهما .
قوله تعالى فبم تبشرون يقرأبتشديد النون وتخفيفها مع الكسر وبتخفيفها مع الفتح فالحجة لمن شدد أنه أراد تبشرونني بنونين الأولى علامة الرفع والثانية مع الياء اسم المفعول به فأسكن الأولى وأدغمها في الثانية تخفيفا ودل بالكسرة على الياء فكفت منها والحجة لمن خفف النون وكسرها أنه حذف إحدى النونين تخفيفا من غير إدغام واجتزأ بالكسرة من الياء ويستشهد له بقول الشاعر ... رأته كالثغام يعل مسكا ... يسوء الفاليات إذا فليني ... .
قال البصريون أراد فلينني فحذف إحدى النونين وقال الكوفيون أدغم النون ثم حذفها واحتجوا بقوله تعالى وكادوا يقتلونني و أتعدانني قالوا لما ظهرت