سورة آل عمران فخم أنه أتى بالكلام على أصله والحجة لمن أمال أنه دل بالامالة على الياء المنقلبة ومجيء الراء في الكلمة لأن الأصل وورية وأبدلت الواو الأولى تاء والثانية ياء وقلب الياء ألفا لأنها مأخوذة من ورى الزند ومن قرأبين ذلك أتى بأعدل اللفظين وقارب بين اللغتين .
قوله تعالى ستغلبون وتحشرون و ترونهم يقرأن بالتاء والياء فالحجة لمن قرأهن بالتاء أنه أراد قل لهم يا محمد مواجها بالخطاب ستغلبون وهذا من أدل دليل على نبوته صلى الله عليه وسلّم لأنه أخبرهم عن الغيب بما لم يكن أنه سيكون فكان كما قال والحجة لمن قرأ بالياء أنه خاطب نبيه بذلك وهم غيب فكانت الياء أولى لمكان الغيبة والاختيار في ترونهم التاء كقوله قد كان لكم ولم يقل لهم لأن الرؤية للكفار والهاء والميم كناية عن المسلمين .
قوله تعالى ورضوان من الله يقرأ بكسر الراء وضمها فالحجة لمن كسرها أنه مصدر والأصل فيه رضيت رضى ثم زيدت الألف والنون فردت الياء الى أصلها كما كان الأصل في كفران كفرا .
ولمن ضم حجتان أحداهما أنه فرق بين الاسم والمصدر والثانية أن الضم في المصادر مع زيادة الألف والنون أكثر وأشهر كقوله فلا كفران لسعيه والشمس والقمر بحسبان .
فان قيل فان من قرا بالضم ها هنا قرأ بالكسر في قوله من اتبع رضوانه فقل انما أتى باللغتين ليعلمك جوازهما