256 - ـ فصل : على العامي الإيمان بالأصول .
ليس على العوام أضر من سماعهم علم الكلام .
و إنما ينبغي أن يحذر العوام من سماعه و الخوض فيه كما يحذر الصبي من شاطئ النهر خوف الغرق .
و ربما ظن العامي أنه له قوة يدرك بها هذا و هو فاسد فإنه قد زل في هذا خلق من العلماء فكيف العوام ؟ .
و ما رأيت أحمق من جمهور قصاص زماننا فإنه يحضر عندهم العوام الغشم فلا ينهونهم عن خمر و زنا و غيبة و لا يعلمونهم أركان الصلاة و وظائف التعبد بل يملأون الزمان بذكر الإستواء و تأويل الصفات و أن الكلام قائم بالذات فيتأذى بذلك من كان قلبه سليما .
و إنما على العامي أن يؤمن بالأصول الخمسة بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و يقنع بما قال السلف : القرآن كلام الله غير مخلوق و الإستواء حق و الكيف مجهول .
و ليعلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم و سلم لم يكلف الأعراب سوى مجرد الإيمان و لم تتكلم الصحابة في الجواهر و الأعراض .
فمن مات على طريقهم مات مؤمنا سليما من بدعة .
و من تعرض لساحل البحر و هو لا يحسن السباحة فالظاهر غرقه