323 - ـ فصل : اظفر بذات الدين ترتب يداك .
من أعظم الضرر الداخل على الإنسان كثرة النساء .
إنه أولا يتشتت همه في محبتهن و مداراتهن و غيرتهن و الإنفاق عليهن و لا يأمن إحداهن أن تكرهه و تليد غيره فلا تتخلص إلا بقتله .
و لو سلم من جميع ذلك لم يسلم في الكسب لهن فإن سلم لم ينج من السآمة لهن أو لبعضهن .
ثم يطلب ما لا يقدر عليه من غيرهن حتى أنه لو قدر على نساء بغداد كلهن فقدمت إمرأة مستترة من غير البلد ظن أنه يجد عندها ما ليس عندهن .
و لعمري إن في الجدة لذة و لكن رب مستور إذا إنكشف افتضح .
و لو أنه سلم من كل أذى يتعلق بهن أنهك بدنه في الجماع فيكون طلبه للإلتذاذ مانعا من دوام الإلتذاذ .
و رب لقمة منعت لقمات و رب لذة كانت سببا في إنقطاع لذات .
و العاقل من يقتصر على الواحدة إذا وافقت غرضه و لا بد أن يكون فيها شيء لا يوافق إنما العمل على الغالب فتوهب الخلة الردية للمجيدة .
و ينبغي أن يكون النظر إلى باب الدين قبل النظر إلى الحسن .
فإنه إذ قل الدين لم ينتفع ذو مروءة بتلك المرأة و مما يهلك الشيخ سريعا الجماع فلا يغتر بما يرى من إنبساط الآلة و حصول الشهوة .
و ذلك مستخرج من قوته ما لا يعود مثله فلا ينبغي أن يغتر بحركة و سهرة و لا يقرب من النساء إن كان له رأي في البقاء