324 - ـ فصل : العاقل المغلوب بالهوى ترجى هدايته .
إذا رأيت قليل العقل في أصل الوضع فلا ترج خيره .
فأما إن كان وافر العقل لكنه يغلب عليه الهوى فارجة .
و علامة ذلك أنه يدبر أمره في جهلة فيستتر من الناس إذا أتى فاحشة و يراقب في بعض الأحوال و يبكي عند الموعظة و يحترم أهل الدين فهذا عاقل مغلوب بالهوى .
فإذا إنتبه بالندم إنقبض شيطان الهوى و جاء ملك العقل .
فأما إذا كان قليل العقل في الوضع و علامته ألا ينظر في عاقبة عاجلة و لا آجلة و لا يستحي من الناس أن يروه على فاحشة و لا يدبر أمر دنياه فذاك بعيد الرجاء .
و قد يندر من هؤلاء من يفلح و يكون السبب فيه خميرة من العقل غطى عليها الهوى ثم تكشف قليلا ليعود فمثلهم كمثل مصروع أفاق