39 - ـ فصل : السخط على البلايا .
من نزلت به بلية فأراد تمحيقها فليتصورها أكثر مما هي تهن .
و ليتخايل ثوابها و ليتوهم نزول أعظم منها يرى الربح في الاقتصار عليها و ليتلمح سرعة زوالها فإنه لولا كرب الشدة ما رجيب ساعات الراحة .
و ليعلم أن مدة مقامها عنده كمدة مقام الضيف فليتفقد حوائجه في كل لحظة فيا سرعة انقضاء مقامه و يا لذة مدائحه و بشره في المحافل و وصف المضيف بالكرم .
فكذلك المؤمن في الشدة ينبغي أن يراعي الساعات و يتفقد فيها أحوال النفس .
و يتلمح الجوارح مخافة أن يبدو من اللسان كلمة أو من القلب تسخط فكأن قد لاح فجر الأجر فانجاب ليل البلاء و مدح الساري بقطع الدجي فما طلعت شمس الجزاء إلا و قد وصل إلى منزل السلامة