95 - ـ فصل : لا نأمن مكر الله .
سبحان الملك الغظيم الذي من عرفه خافه و ما أمن مكره قط ما عرفه .
لقد تأملت أمرا عظيما إنه D يمهل حتى كأنه يهمل فترى أيدي العصاة مطلقة كأنه لا مانع .
فإذا زاد الإنبساط و لم ترعو العقول أخذ أخذ جبار .
و إنما كان ذلك الإمهال ليبلو صبر الصابر و ليملي في الإمهال للظالم فيثبت هذا على صبره و يجزي هذا بقبيح فعله .
مع أن هنالك من الحلم في طي ذلك ما لا نعلمه .
فإذا أخذ عقوبة رأيت على كل غلطة تبعة .
و ربما جمعت فضرب العاصي بالحجر الدامغ .
و ربما خفي على الناس سبب عقوبته فقيل فلان من أهل الخير فما وجه ماجرى له ؟ .
فيقول القدر : حدود لذنوب خفية صار إستيفاؤها ظاهرا .
فسبحان من ظهر حتى لا خفاء به و إستتر حتى كأنه لا يعرف .
و أمهل حتى طمع في مسامحته و ناقش حتى تحيرت العقول من مؤاخذته لا حول و لا قوة إلا با الله