@ 274 @ ( ^ الروح قل الروح من أمر ربي ) * * * * جنس بني آدم لهم أيدي وأرجل ليسوا من الملائكة . . وذكره أبو صالح أيضا ، وروي عن علي - رضي الله عنه - أنه قال : الروح ملك ذو سبعون ألف وجه ، لكل وجه سبعون ألف لسان - وفي رواية سبعون لسانا يسبح الله بألسنته كلها . .
وعن الحسن البصري : إن الروح ها هنا : هو القرآن . وقيل : إنه عيسى عليه السلام . ومعناه أنه ليس كما قال اليهود ولا كما قال النصارى ، ولكنه روح الله وكلمته تكون بأمره . .
وأصح الأقاويل : أن الروح ها هنا هو الروح الذي يحيا به الإنسان ، وعليه أكثر المفسرين . واختلفوا فيه : منهم من قال : هو الدم ؛ ألا ترى أن الإنسان إذا مات لم يغب منه إلا الدم ، ومنهم من قال : هو تنفس الإنسان من الهواء ؛ ألا ترى أن المخنوق يموت لاحتباس النفس عليه ، ومنهم من قال : إنه عرض ، وقال بعضهم : جسم لطيف يشبه الريح ، يجري في تجاويف الإنسان . واستدل من قال إنه جسم [ إن ] الله تعالى قال : ( ^ بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله ) وإنما يتصور رزق الأجسام لا رزق الأعراض وتدل عليه أن النبي قال : ' أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تعلف من ثمر الجنة أو تأكل ' . .
وروي عن النبي أنه قال : ' إن الله تعالى خلق الأرواح قبل الأجساد بأربعة آلاف سنة ' وهذا كله دليل على أن الروح جسم وليس بعرض ، وهذا أولى القولين .