@ 275 @ ( ^ وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ( 85 ) ) * * * * .
وذكر بعض أهل المعاني : أن الروح معنى اجتمع فيه النور والطيب والعلم والعلو والبقاء ، ألا ترى أنه إذا كان موجودا رأت العين وسمعت الأذن ، فإذا ذهب الروح فات السمع والبصر ، وإذا كان موجودا فالإنسان طيب فإذا خرج أنتن وإذا كان موجودا فيوجد في الإنسان العلم بالأشياء ، فإذا فات صار جاهلا ، وكذلك توجد فيه الحياة فإذا فات صار الإنسان ميتا ، ويوجد فيه العلو واللطافة فات تسفل وكنف . .
وأولى الأقاويل في الروح أن يوكل علمه إلى الله . .
ويقال : هو معنى يحيا به الإنسان لا يعلمه إلا الله . وذكر القرآن أن الله تعالى لم يخبر أحدا بمعنى الروح ، ولا يعلمه غيره . وعن عبد الله بن بريدة أنه قال : إن الله تعالى لم يطلع على معنى الروح ملكا مقربا ، ولا نبيا مرسلا ، وخرج رسول الله من الدنيا ، ولم يعلم معنى الروح ، والله أعلم . .
وقوله : ( ^ قل الروح من أمر ربي ) معناه : من علم ربي ، وقد قال بعضهم : إن رسول الله علم معنى الروح إلا أنه لم يخبرهم به ؛ لأن ترك إخبارهم به كان علما على نبوته . وأيضا لم يخبرهم به ؛ لئلا يكون إخباره ذريعة إلى سؤالهم عما لا يعنيهم . .
وقوله : ( ^ وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) يعني : في جنب علم الله ، ويقال : إن هذا خطاب لليهود على معنى أنه قال للنبي : قل لليهود . .
وقيل : إنه خطاب للرسول . وقد روي أن اليهود قالوا : قد أوتينا التوراة ، وفيها العلم الكثير ؛ فأنزل الله تعالى : ( ^ قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي ) الآية معناه : أن ما أوتيتم من العلم الذي في التوراة قليل في جنب علم الله .