@ 225 @ .
بسم الله الرحمن الرحيم .
( ^ لا أقسم بهذا البلد ( 1 ) وأنت حل بهذا البلد ( 2 ) $ تفسير سورة البلد $ .
وهي مكية .
قوله تعالى : ( ^ لا أقسم بهذا البلد ) معناه : أقسم ، و ' لا ' صلة . .
قال الفراء : وهو على مذهب كلام العرب يقولون : لا والله لا أفعل كذا . .
أي : واالله ، وكذلك لا والله لأفعلن كذا ، أي : والله ، فيجوز أن تكون ' لا ' صلة ، ويجوز أن يكون ردا لقول سابق ، وابتداء القسم من قوله والله ، فكذلك قوله : ( ^ لا أقسم ) يجوز أن يكون ' لا ' صلة ، ويجوز أن يكون ردا لزعمهم من إنكار البعث أو إنكار نبوة الرسول ، والقسم من قوله : ( ^ أقسم ) وقال الفراء : هذا الثاني أولى . .
وقوله : ( ^ بهذا البلد ) هو مكة في قول الجميع ، ذكره مجاهد وسعيد بن جبير وقتادة وغيرهم . .
وقوله : ( ^ وأنت حل بهذا البلد ) فيه ثلاثة أقوال : أحدها : أي : حلال لك أن تقاتل في هذا البلد ، ولم يحل لأحد قبلك ، وقد ثبت أن النبي قال : ' إن مكة حرام ، حرمها الله يوم خلق السموات والأرض ، لم تحل لأحد قبلي ، ولا تحل لأحد بعدي ، وإنما أحلت لي ساعة من نهار ' . .
والقول الثاني : أن قوله : ( ^ وأنت حل بهذا البلد ) أي : استحلوا منك ما حرمه الله من الأذى ، وإيصال المكروه إليك مع اعتقادهم حرمة الحرم ، ذكره القفال . .
والقول الثالث : ( ^ وأنت حل بهذا البلد ) أي : نازل بهذا البلد ، وهو إشارة إلى زيادة حرمة وشرف للبلد لمكان النبي فيه .