فى حجرى وهو يقضى فبكيت فقال ما يبكيك يا بنى والله إن الله لا يعذبنى أبدا وإنى من أهل الجنة إن الله يدين للمؤمنين بحسناتهم فاعملوا لله وأما الكفار فيخفف عنهم بحسناتهم فاذا نفدت قال ليطلب كل عامل ثواب عمله ممن عمل له وقال الزهرى لما حضرت سعدا الوفاة دعا بخلق جبة فقال كفنونى فى هذه فانى لقيت فيها المشركين يوم بدر وإنما خبأتها لهذا اليوم .
وكانت وفاة سعد بالعقيق خارج المدينة فحمل إلى المدينة على أعناق الرجال فصلى مروان وصلى بصلاته أمهات المؤمنين الباقيات الصالحات ودفن بالبقيع وكان ذلك فى هذه السنة سنة خمس وخمسين على المشهور الذى عليه الأكثرون وقد جاوز الثمانين على الصحيح قال على بن المدينى وهو آخر العشرة وفاة وقال غيره كان آخر المهاجرين وفاة رضى الله عنه وعنهم أجمعين وقال الهيثم بن عدى سنة خمسين وقال أبو معشر وأبو نعيم مغيث بن المحرر توفى سعد سنة ثمان وخمسين زاد مغيث وفيها توفى الحسن بن على وعائشة وأم سلمة والصحيح الأول خمس وخمسين قالوا وكان قصيرا غليظا شثن الكفين أفطس أشعر الجسد يخضب بالسواد وكان ميراثه مائتى ألف وخمسين ألفا .
فضالة بن عبيد الأنصارى الأوسي .
أول مشاهده أحد وشهد بيعة الرضوان ودخل الشام وتولى القضاء بدمشق فى أيام معاوية بعد أبى الدرداء قال أبو عبيد مات سنة ثلاث وخمسين وقال غيره سنة سبع وستين وقال ابن الجوزى فى المنتظم توفى فى هذه السنة والله أعلم .
قثم بن العباس بن عبد المطلب .
كان أشبه الناس برسول الله ص تولى نيابة المدينة فى أيام على وشهد فتح سمرقند فاستشهد بها .
كعب بن عمرو أبو اليسر .
الأنصارى السلمى شهد العقبة وبدرا وأسر يومئذ العباس بن عبد المطلب وشهد ما بعد ذلك من المشاهد كلها مع رسول الله ص قال أبو حاتم وغيره مات سنة خمس وخمسين زاد غيره وهو آخر من مات من أهل بدر .
ثم دخلت سنة ست وخمسين .
وذلك فى أيام معاوية ففيها شتى جنادة بن أبى أمية بأرض الروم وقيل عبد الرحمن بن مسعود ويقال فيها غزا فى البحر يزيد بن سمرة وفى البر عياض بن الحارث وفيها اعتمر معاوية فى رجب وحج بالناس فيها الوليد بن عتبة بن أبى سفيان وفيها ولى معاوية سعيد بن عثمان بلاد خراسان وعزل عنها عبيد الله بن زياد فسار سعيد إلى خراسان والتقى مع الترك عند صغد سمرقند فقتل