أم الأمير بها ماتت فلم يوجد لها من يحملها حتى استأجروا لها أربعة أنقس وقال الحافظ أبو نعيم الأصبهانى حدثنا عبيد الله ثنا أحمد بن عصام حدثنى معدى عن رجل يكنى أبا النفيد وكان قد أدرك من هذا الطاعون قال كنا نطوف بالقبائل وندفن الموتى فلما كثروا لم نقو على الدفن فكنا ندخل الدار وقد مات أهلها فنسد بابها عليهم قال فدخلنا دارا ففتشناها فلم نجد فيها أحدا حيا فسددنا بابها فلما مضت الطواعين كنا نطوف فنفتح تلك السدد عن الأبواب ففتحنا سدة الباب الذى كنا فتشناه أو قال الدار التى كنا سددناه وفتشناها فاذا نحن بغلام فى وسط الدار طرى دهين كأنما أخذ ساعتئذ من حجر أمه قال فبينما نحن وقوف على الغلام نتعجب منه إذ دخلت كلبة من شق فى الحائط فجعلت تلوز بالغلام والغلام يحبو إليها حتى مص من لبنها قال معدى وأنا رأيت ذلك الغلام فى مسجد البصرة وقد قبض على لحيته .
قال ابن جرير وفى هذه السنة بنى عبد الله بن الزبير الكعبة البيت الحرام يعنى أكمل بناءها وأدخل فيها الحجر وجعل لها بابين يدخل من أحدهما ويخرج من الآخر .
قال ابن جرير حدثنا إسحاق بن أبى إسرائيل حدثنى عبد العزيز بن خالد بن رستم الصنعانى أبو محمد حدثنى زياد بن جبل أنه كان بمكة يوم كان عليها ابن الزبير فسمعته يقول حدثتنى أمى أسماء بنت أبى بكر أن رسول الله ص قال لعائشة لولا قرب عهد قومك بالكفر لرددت الكعبة على أساس إبراهيم فأزيد فى الكعبة من الحجر قال فأمر ابن الزبير فحفروا فوجدوا تلاعا أمثال الابل فحركوا منها تلعة أو قال صخرة فبرقت برقة فقال أقروها على أساسها فبناها ابن الزبير وجعل لها بابين يدخل من أحدهما ويخرج من الآخر .
قلت هذا الحديث له طرق متعددة عن عائشة فى الصحاح والحسان والمسانيد وموضوع سياق طرق ذلك فى كتاب الأحكام إن شاء الله تعالى .
وذكر ابن جرير فى هذه السنة حروبا جرت بين عبد الله بن حازم بخراسان وبين الحرشى ابن هلال القزيعى يطول تفصيلها قال وحج بالناس فى هذه السنة عبد الله بن الزبير وكان على المدينة مصعب بن الزبير وعلى الكوفة عبد الله بن مطيع وعلى البصرة الحارث بن عبد الله ابن أبى ربيعة المخزومى .
وممن توفى فيها من الأعيان عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل أبو محمد السهمى كان من خيار الصحابة وعلمائهم وعبادهم وكتب عن النبى ص كثيرا أسلم قبل أبيه ولم يكن أصغر من أبيه إلا باثنى عشرة سنة وكان واسع العلم مجتهدا فى العبادة عاقلا وكان يلوم أباه فى القيام مع معاوية