وألف كتبا مفيدة حسنة كثيرة الفوائد من ذلك كتاب الاحكام ولم يتمه وكتاب المختارة وفيه علوم حسنة حديثية وهي أجود من مستدرك الحاكم لو كمل وله فضائل الاعمال وغير ذلك من الكتب الحسنة الدالة على حفظه واطلاعه وتضلعه من علوم الحديث متنا وإسنادا وكان C في غاية العبادة والزهادة والورع والخير وقد وقف كتبا كثيرة عظيمة لخزانة المدرسة الضيائية التي وقفها على اصحابهم من المحدثين والفقهاء وقد وقفت عليها أوقاف أخر كثيرة بعد ذلك .
الشيخ علم الدين أبو الحسن السخاوي .
علي بن محمد بن عبدالصمد بن عبدا لاحد بن عبد الغالب الهمذاني المصري ثم الدمشقي شيخ القراء بدمشق ختم عليه ألوف من الناس وكان قد قرأ على الشاطبي وشرح قصيدته وله شرح المفصل وله تفاسير وتصانيف كثيرة ومدائح في رسول الله .
ص وكانت له حلقة بجامع دمشق وولى مشيخة الاقراء بتربة أم الصالح وبها كان مسكنه وبه توفي ليلة الاحد ثاني عشر جمادي الاخرة ودفن بقاسيون وذكر القاضي ابن خلكان ان مولده في سنة ثمان وخمسين وخمسمائة وذكر من شعره قوله .
... قالوا غدا نأتي ديار الحمى ... وينزل الركب بمغناهم ... وكل من كان مطيعا لهم ... اصبح مسرورا بلقياهم ... قلت فلى ذنب فما حيلتي ... بأي وجه أتلقاهم ... قالوا أليس العفو من شأنهم ... لا سيما عمن ترجاهم ... ربيعة خاتون بنت أيوب .
أخت السلطان صلاح الدين زوجها أخوها أولا بالأمير سعدالدين مسعود بن معين الدين وتزوج هو بأخته عصمة الدين خاتون التي كانت زوجة الملك نور الدين واقفة الخاتونية الجوانية والخانقاه البرانية ثم لما مات الامير سعدالدين زوجها من الملك مظفر الدين صاحب إربل فأقامت عنده باربل أزيد من أربعين سنة حتى مات ثم قدمت دمشق فسكنت بدار العقيقي حتى كانت وفاتها في هذه السنة وقد جاوزت الثمانين ودفنت بقاسيون وكانت في خدمتها الشيخة الصالحة العالمة أمة اللطيف بنت الناصح الحنبلي وكانت فاضلة ولها تصانيف وهي التي أرشدتها إلى وقف المدرسة بسفح قاسيون على الحنابلة ووقفت أمة اللطيف على الحنابلة مدرسة أخرى وهي الان شرقي الرباط الناصري ثم لما ماتت الخاتون وقعت العالمة بالمصادرات وحبست مدة ثم أفرح عنها وتزوجها الأشرف صاحب حمص وسافرت معه إلى الرحبة وتل راشد ثم توفيت في سنة ثلاث وخمسين ووجد لها بدمشق دخائر كثيرة وجواهر ثمينة تقارب ستمائة ألف درهم غير