بباب الصغير C واكرم مثواه وفي هذه الليلة توفيت الوالدة مريم بنت فرج بن علي من قرية كان الوالد خطيبها وهي مجيدل القرية سنة ثلاث وسبعين وستمائة وصلى عليها بعدالجمعة ودفنت بالصوفية شرقي قبر الشيخ تقي الدين بن تيمية رحمها الله تعالى .
ثم دخلت سنة تسع وعشرين وسبعمائة .
استهلت والخليفة والحاكم هم المباشرون في التي قبلها غير أن قطب الدين ابن شيخ السلامية اشتغل بنظر الجيش وفي المحرم طلب القاضي محيي الدين بن فضل الله كاتب سر دمشق وولده شهاب الدين وشرف الدين بن شمس الدين بن الشهاب محمود إلى مصر على البريد فباشر القاضي الصدر الكبير محيي الدين المذكور كتابة السر بها عوضا عن علاء الدين بن الاثير لمرض اعتراه وأقام عنده ولده شهاب الدين واقبل شرف الدين الشهاب محمود إلى دمشق على كتابة السر عوضا عن ابن فضل الله وفيه ذهب ناصر الدين مشد الاوقاف ناظرا على القدس والخليل فعمر هنالك عمارات كثيرة لملك الامراء تنكز وفتح في الاقصى شباكين عن يمين المحراب وشماله وجاء الأمير نجم الدين داود بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن يوسف بن الزيبق من شد الدواوين بحمص إلى شدها بدمشق وفي الحادي والعشرين من صفر كمل ترخيم الحائط القبلي من جامع دمشق وبسط الجامع جميعه وصلى الناس الجمعة به من الغد وفتح باب الزيادة وكان له أياما وذلك في مباشرة تقي الدين بن مراجل .
وفي ربيع الاخر قدم من مصر أولاد الامير شمس الدين قراسنقر إلى دمشق فسكنوا في دار أبيهم داخل باب الفرايدس في دهليز المقدمية وأعيدت عليهم أملاكهم المخلفة عن أبيهم وكانت تحت الحوطة فلما مات في تلك البلاد افرج عنها أو أكثرها وفي يوم الجمعة آخر شهر ربيع الآخر أنزل الأمير جوبان وولده من قلعة المدينة النبوية وهما ميتان مصبران في توابيتهما فصلى عليهما بالمسجد النبوي ثم دفنا بالبقيع عن مرسوم السلطان وكان مراد جوبان أن يدفن في مدرسته فلم يمكن من ذلك .
وفي هذا اليوم صلى بالمدينة النبوية على الشيخ تقي الدين بن تيمية C وعلى القاضي نجم الدين البالسي المصري صلاة الغائب وفي يوم الاثنين منتصف جمادي الاخرة درس القاضي شهاب الدين أحمد بن جهبل بالمدرسة البادرانية عوضا عن شيخنا برهان الدين الفزاري توفي إلى رحمة الله تعالى وأخذ مشيخة دار الحديث منه الحافظ شمس الدين الذهبي وحضرها في يوم الاربعاء سابع عشرة ونزل عن خطابة بطنا للشيخ جمال الدين المسلاتي المالكي فخطب بها يوم الجمعة تاسع عشرة وفي أواخر هذا الشهر قدم نائب حلب الامير سيف الدين أرغون إلى دمشق