الشافعي الشيخ نور الدين بن الصارم المحدث على السدة تجاه المحراب وقرا تقليد قاضي القضاة جمال الدين بن السراج الحنفي الشيخ عماد الدين بن السراج المحدث أيضا على السدة ثم حكما هنالك ثم جاء أيضا إلى الغزالية فدرس بها قاضي القضاة بهاء الدين أبو البقاء وجلس الحنفي إلى جانبه عن يمينه وحضرت عنده فأخذ في صيام يوم الشك ثم جاء معه إلى المدرسة النورية فدرس بها قاضي القضاة جمال الدين المذكور وحضر عنده قاضي القضاة بهاء الدين وذكروا أنه أخذ في قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط الآية ثم انصرف بهاء الدين إلى المدرسة العادلية الكبيرة فدرس بها قوله تعالى إن الله يأمرك أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل الآية وفي صبيحة يوم الأربعاء ثامن شهر رمضان دخل القاضي المالكي من الديار المصرية فلبس الخلعة يومئذ ودخل المقصورة من الجامع الاموي وقرئ تقليده هنالك بحضرة القضاة والأعيان قرأه الشيخ نور الدين بن الصارم المحدث وهو قاضي القضاة شرف الدين أحمد بن الشيخ شهاب الدين عبدالرحمن بن الشيخ شمس الدين محمد بن عسكر العراقي البغدادي قدم الشام مرارا ثم استوطن الديار المصرية بعد ما حكم ببغداد نيابة عن قطب الدين الاخوي ودرس بالمستنصرية بعد أبيه وحكم بدمياط أيضا ثم نقل إلى قضاء المالكية بدمشق وهو شيخ حسن كثير التودد ومسدد العبارة حسن البشر عند اللقاء مشكور في مباشرته عفة ونزاهة وكرم الله يوفقه ويسدده .
مسك الأمير طرغتمش أتابك الامراء بالديار المصرية .
ورد لخبر إلينا بمسكه يوم السبت الخامس والعشرين من رمضان هذا وأنه قبض عليه بحضرة السلطان يوم الاثنين العشرين منه ثم اختلفت الرواية عن قتله غير أنه احتيط على حواصله وأمواله وصودر أصحابه وأتباعه فكان فيمن ضرب وعصر تحت المصادرة القاضي ضياء الدين ابن خطيب بيت الابار واشتهر أنه مات تحت العقوبة وقد كان مقصدا للواردين إلى الديار المصرية لا سيما أهل بلدة دمشق وقد بشار عدة وظائف وكان في آخر عمره قد فوض اليه نظر جميع الاوقاف ببلاد السلطان وتكلم في أمر الجامع الاموي وغيره فحصل بسبب ذلك قطع أرزاق جماعات من الكتبة وغيرهم ومالأ الامير صرغتمش في أمور كثيرة خاصة وعامة فهلك بسببه وقد قارب الثمانين انتهى .
إعادة القضاة .
وقد كان صرغتمش عزل القضاة الثلاثة بدمشق وهم الشافعي والحنفي والمالكي كما تقدم وعزل قبلهم ابن جماعة وولى ابن عقيل فلما مسك صرغتمش رسم السلطان باعادة القضاة على ما كانوا عليه ولما ورد الخبر بذلك إلى دمشق امتنع القضاة الثلاثة من الحكم غير أنهم حضروا ليلة العيد لرؤية