وفي يوم الخميس حضر القاضي فتح الدين بن الشهيد كاتب السر مشيخة السميساطية وحضر عنده القضاة والاعيان بعد الظهر وخلع عليه لذلك أيضا وحضر فيها من الغد على العادة وخلع في هذا اليوم على وكيل بيت المال الشيخ جمال الدين بن الرهاوي وعلى الشيخ شهاب الدين الزهري بفتيا دار العدل أنتهى .
ثم دخلت سنة خمس وستين وسبعمائة .
استهلت هذه السنة وسلطان الديار المصرية والشامية والحرمين وما يتبع ذلك الملك الاشرف ناصر الدين شعبان بن سيدي حسين بن السلطان الملك الناصر محمد بن المنصور قلاوون الصالحي وهو في عمر عشر سنين ومدبر الممالك بين يديه الامير الكبير نظام الملك سيف الدين يلبغا الخاصكي وقضاة مصرهم المذكورون في السنة التي قبلها ووزيرها فخر الدين بن قزوينه ونئاب دمشق الأمير سيف الدين منكلي بغا الشمس وهو مشكور السيرة وقضاتها هم المذكورون في السنة التي قبلها وناظر الدواوين بها الصاحب سعد الدين ماجد وناظر الجيس علم الدين داود وكاتب السر القاضي فتح الدين بن الشهيد ووكيل بيت المال القاضي جمال الدين بن الرهاوي .
استهلت هذه السنة وداء الفناء موجود في الناس إلا أنه خف وقل ولله الحمد وفي يوم السبت توجه قاضي القضاة وكان بهاء الدين أبو البقاء السبكي إلى الديار المصرية مطلوبا من جهة الامير يلبغا وفي الكتاب إجابته له إلى مسائل وتوجه بعده قاضي القضاة تاج الدين الحاكم بدمشق وخطيبها يوم الاثنين الرابع عشر من المحرم على خيل البريد وتوجه بعدهما الشيخ شرف الدين ابن قاضي الجبل الحنبلي مطلوبا إلى الديار المصرية وكذلك توجه الشيخ زين الدين المنفلوطي مطلوبا .
وتوفي في العشر الاوسط من المحرم صاحبنا الشيخ شمس الدين العطار الشافعي كان لديه فضيلة واشتغال وله فهم وعلق بخطه فوائد جيدة وكان إماما بالسجن من مشهد على بن الحسين بجامع دمشق ومصدرا بالجامع وفقيها بالمدارس وله مدرسة الحديث الوادعية وجاوز الخمسين بسنوات ولم يتزوج قط وقدم الركب الشامي إلى دمشق في اليوم الرابع والعشرين من المحرم وهم شاكرون مثنون في كل خير بهذه السنة أمنا ورخصا ولله الحمد .
وفي يوم الاحد حادي عشر صفر درس بالمدرسة الفتحية صاحبنا الشيخ عماد الدين إسماعيل بن خليفة الشافعي وحضر عنده جماعة من الاعيان والفضلاء وأخذ في قوله تعالى إن عدة الشهور عند الله اثني عشر شهرا وفي يوم الخميس خامس عشره نودي في البلد على أهل الذمة بالزامهم بالصغار وتصغير العمائم وأن لا يستخدموا في شيء من الاعمال وأن لا يركبوا الخيل ولا البغال ويركبون الحمير بالأكف بالعرض وان يكون في رقابهم ورقاب نسائهم في الحمامات أجراس وأن يكون أحد النعلين أسود