ليت شعري ما الذي زهدكم ... في وصالي أدلالٌ أم نفار .
أم لأن كنتم بدوراً وضحاً ... في دجى عيشي والعيش سرار .
وله : من الطويل .
أأحبابنا أما حياتي بعدكم ... فموتٌ وأما مشربي فمنغص .
وأسعد شيء في قلبي لأنه ... لديكم وجسمي بالبعاد مخصص .
عسى الله أن يقضي اجتماعاً معجلاً ... يرد جناح البين وهو مخصص .
وكتب إليه أبو المعالي محمد بن مسعود القسام فتيا وهي : من البسيط .
يا من تساهم فيه الفضل والشرف ... ومن به قذفات العز تأتلف .
قد حل في مدرج العلياء مرتبةً ... مطامح الشهب عن غاياتها تقف .
أغرى بوصف معاليه الورى شغفاً ... لكنه والمعالي فوق ما وصفوا .
إن ناصبته العدى والدهر معتذرٌ ... وأنكروا فضله فالمجد معترف .
تشاجر الناس في تحديد عشقهم ... شتى المذاهب فالآراء تختلف .
فاكشف حقيقته واستجل غامضه ... يا من به شبه الآراء تنكشف .
فكتب الجواب بديهةً : من البسيط .
حد الهوى إنه يا سائلي شغفٌ ... أدنى نكايته في أهله التلف .
نارٌ تأجج في الأحشاء جاحمها ... وماء عين تراه دائما يكف .
وقد يجن الفتى منه لشدته ... فكم أناسٍ به في قيده رسفوا .
يشب نيرانه فكرٌ ويطفئه ... وطءٌ كذا قاله القوم الأولى سلفوا .
فهاك ما رمت من عندي حقيقته ... فإنه واضح كالشمس تنكشف .
بديهةً لم أنقح لفظه فأتى ... كالدر ينشق عن لألائها الصدف .
قلت : ما رأيت من حد العشق نظماً أعجز ولا أوجز من أبي الطيب فإنه قال : الحب ما منع الكلام الألسنا .
وقد تقدم ذكر والد مفتي الفريقين . وهو محمد بن الحسن في المحمدين . وسيأتي ذكر أخي هذا المذكور وهو الحسين بن محمد في مكانه إن شاء الله تعالى .
أبو محمد البصري .
الحسن بن محمد بن علي بن محمد بن بابشاذ أبو محمد البصري . سمع بها إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان وتمام بن الحسن بن علي القرشي وطاف وحل وكتب الكثير بالحجاز وبغداد وواسط وأصبهان . وكانت له معرفة بالأدب .
ومن شعره : من الكامل .
من كان يفخر باللباس تجملاً ... فجمال مثلي ليس في ملبوسه .
ولخير ما لبس الفتى ثوب التقى ... إن كان في نعماه أو في بوسه .
ابن رئيس الرؤساء .
الحسن بن محمد بن علي بن الحسن بن أحمد بن المسملمة أبو محمد بن أبي نصر ابن الوزير أبي القاسم الملقب برئيس الرؤساء .
سمع من عم جده أبي جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة وحدث باليسير وكان أديباً فاضلاً شاعراً . وله اختصاص بالمستظهر وبأولاده : أبي منصور وأبي الحسن وأبي عبد الله يزورهم ويزورونه وينبسطون . وتوفي سنة إحدى وعشرين وخمسمائة .
ومن شعره : من البسيط .
وليلةٍ بت أجلو في غياهبها ... عروس خدر ثوت في الدن مذ حين .
من كف أهيف ساجي الطرف معتدل ... كالخيزرانة في قدٍّ وفي لين .
يظل يشدو وقد مال النعاس به ... شدواً ضعيفا بتطريب وتلحين .
مشوا إلى الراح مشي الرخ وانصرف ... وا والراح تمشي بهم مشي الفرازين .
ومنه : من الخفيف .
هب دموعي سترتها بردائي ... نفسي يا معذبي كيف يخفى .
قسم الوجد في المحبين نصفي ... ن فأعطوا نصفاً وأعطيت نصفا .
فإذا رمت سلوةً قال قلبي ... ليس ذا فعل من يواصل إلفا .
قلت : شعر نازل .
أبو محمد النقيب .
الحسن بن محمد بن علي بن أبي الضوء أبو محمد العلوي الحسني نقيب المشهد بباب التين ببغداد .
روى عنه أبو سعد بن السمعاني . وتوفي سنة سبع وثلاثين وخمسمائة .
ومن شعره : من الكامل .
من لي بإيناس الرقاد النافر ... فأبيت أنعم بالخيال الزائر .
ولقد أبيت النوم لولا أنه ... سببٌ إلى وصل الحبيب الهاجر .
أشتاق علوة أن يمر خيالها ... بالعين بعض مروره بالخاطر