ولما بعث أبو مسلم الخراساني قحطبة بن شبيب الطائي لمحاربة يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري عامل مروان على العراق كان خالد بن برمك معه . فنزلوا في طريقهم بقرية فبينما هم على سطح بعض دورها يتغدُّون إذ اقبلوا على الصحراء وقد أقبلت أقاطيع الوحش من الظباء وغيرها حتى كادت تخالط العسكر . فقال خالد لقحطبة : أيها الأمير ناد في الناس ومرهم أن يسرجوا ويلجموا قبل أن تهجم الخيل عليهم . فقام قحطبة مذعوراً فلم ير شيئاً يروعه فقال : يا خالد ما هذا الرأي ؟ فقال : قد نهد إليك العدو أما ترى أقاطيع الوحش قد أقبلت ؟ إن وراءها جمعاً كثيراً . فما ركبوا حتى رأوا الغبار ولولا خالد لهلكوا .
ابن البكير اللَّيثيّ .
خالد بن البكير بن عبد ياليل اللّيثي أخو إياس بن البكير وعامر بن البكير وعاقل ابن البكير . شهد هو وإخوته بدراً . قال ابن عبد البّر : ولا أعلم لهم رواية . وقتل خالد بن البكير يوم الرَّجيع في صفر سنة أربع من الهجرة مع عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح ومرثد بن أبي مرثدٍ الغنوي . قاتلوا هذيلاً ورهطاً من عضل والقارة حتى قتلوا ومعهم أخذ خبيببن عدي وصلب . وله يقول حسّان بن ثابت : من الطويل .
ألا ليتني فيها شهدت ابن طارقٍ ... وزيداً وما تغني الأماني ومرثدا .
فدافعت عن حيَّي خبيبٍ وعاصمٍ ... وكان شفاءً لو تداركت خالدا .
الحافظ الهجيمي .
خالد بن الحارث الهجيمي التميمي البصري الحافظ أحد الأئمة . قال أحمد بن حنبل : إليه المنتهى في التثُّبت بالبصرة . وقال أبو حاتم : إمام ثقة وروى له الجماعة وتوفي سنة ست وثمانين ومائة .
صاحب الحرس لبني أميَّة .
خالد بن الريَّان المحاربي مولاهم . ولي أبوه الحرس لعبد الملك بن مروان وولي هو الحرس لعبد الملك والوليد وسليمان . كان حروري قد شتم سليمان فقال لعمر : ماذا ترى عليه ؟ قال : أن تشتمه كما شتمك . فأمر سليمان به فضربت عنقه وقام سليمان وخرج عمر فتبعه خالد فقال : يا أبا حفص تقول لأمير المؤمنين ما أرى عليه إلا أن تشتمه كما شتمك ؟ والله لقد كنت متوقِّعاً أن يأمرني بضرب عنقك . فقال عمر : لو أمرك فعلت ؟ قال أي والله . فلما أفضت الخلافة إلىعمر بن عبد العزيز جاء خالد وقام مقام صاحب الحرس فقال عمر : يا خالد ضع هذا السيف عنك . اللهم إني قد وضعت لخالد بن الريَّان اللَّهم لا ترفعه أبداً ثم أعلى السيف عمرو بن مهاجر الأنصاري وولاَّه الحرس لأنه رآه يحسن الصلاة . قال نوفل بن الفرات : فما رأيت شريفاً خمل ذكره حتى لا يذكر مثله إن كان الناس ليقولون ما فعل خالد أحيّ أم قد مات .
أبو أيُّوب الأنصاري .
خالد بن زيد بن كليب أبو أيُّوب الأنصاريّ النَّجَّاري مضيف رسول الله A لما قدم المدينة نزل عليه في داره . وشهد العقبة الثانية وبدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله A . ولم يزل مجاهداً حتى مات في غزاة قسطنطينية سنة خمس وخمسين للهجرة وكان أمير الجيش يزيد بن معاوية من قبل أبيه . فلما مرض أبو أيوب دخل يزيد يعوده وسأله حاجةً فأوصاه إذا مات أن يتقدم به إلى أرض العدو ما استطاع من غير مشقَّةٍ على أحدٍ من المسلمين ثم يوطأ قبره حتى لا يعرف . فأخبر يزيد الناس بذلك فاستسلم الناس وانطلقوا بجنازته إلى جانب حائط القسطنطينيَّة فدفن ثم صلى عليه يزيد . وكان الروم يتعاهدونه ويرمُّونه ويستسقون إذا قحطوا . وآخرى رسول الله A بينه وبين مصعب بن عمير وحضر مع علي حرب الخوارج بالنَّهروان . وحرس النبي A ليلى بنى بصفية فقال له النبي A : رحمك الله يا أبا أيوب مرتين . ونزع من لحية النبي A أذىً فقال : لا يصيبك السوء يا أبا أيوب . وكان من أحب الصحابة إليه وهو الذي كذَّب ما قيل في عائشة فنزلت : لولا إذ سمعتموه... . الآية أي فعلتم كما فعل أبو أيوب وروى له الجماعة .
أبو القاسم الأندلسيّ