داود بن أحمد بن يحيى بن الخضر الملهمي أبو سليمان الضرير الدّاودي البغدادي . قرأ القرآن بالروايات على أبي الفضل أحمد بن محمد بن شنيف وأبي الحسن على بن عساكر البطائحي وتفقّه على مذهب أهل الظّاهر وقرأ الأدب وبرع فيه . وكان مولعاً بشعر أبي العلاء المعرِّي ويحفظ منه كثيراً . قال محب الدين ابن النجار : كنت أراه كثيراً يصلي في الجماعة وما سمعت منه كلمة أنقمها عليه . وكان الناس يسيئون الثناء عليه ويرمونه بسوء العقيدة . توفي سنة خمس عشرة وست مائة ببغداد وقد قارب السبعين . ومن شعر الملهمي : من الوافر .
إلى الرحمن أشكو ما ألاقي ... غداة غدوا على هوج النِّياق .
نشدتكم بمن زمَّ المطايا ... أمرَّ بكم أمرُّ من الفراق .
وهل داءٌ أمرُّ من التَّنائي ... وهل عيشٌ ألّذُ من التَّلاقي .
الدّاراني الزّاهد .
داود بن أحمد بن عطيّة العنسي أخو أبي سليمان الدّاراني الزّاهد . دمشقي سكن بغداد . قال السُّلمي : له كلام مثل كلام أخيه في الرياضات والمعاملات . قال أحمد بن أبي الحواري : قلت لداود الدّاراني : ما تقول في القلب يسمع الصوت الحسن فيؤثر فيه ؟ فقال : كل قلب يؤثر فيه الصَّوت الحسن ضعيف يداوى كما تداوى النفس المريضة .
أبو ليلى الصّحابي .
داود بن بلال بن أحيحة بن الجلاح أبو ليلى والد عبد الرحمن بن أبي ليلى . روى عنه ابنه عبد الرحمن وفي اسم داود خلاف قيل : اسمه يسار وسيأتي ذكره . وداود في عداد الصّحابة Bهم .
الأمويّ .
داود بن بشر بن مروان بن الحكم الأموي قيل أنه هوى فاطمة بنت عبد الملك وهويته وكانت تحت عمر بن عبد العزيز فلما مات قالت لأخيها مسلمة : إني قد اشتهيت أن أجد رائحة الولد قال : ويحك بعد عمر ؟ ! .
! .
قالت : لا بد من ذلك قال : لا جرم لأتسوَّرن بك الأزواج قالت : قد تسوّرت داود وكان أعور قبيح المنظر فقال في ذلك الأحوص : من المتقارب .
أبعد الأغرِّ ابن عبد العزيز ... قريع قريشٍ إذا يذكر .
تزوجت داود مختارةً ... ألا ذلك الخلف الأعور .
وقيل أنها تزوجت سليمان بن داود بن مروان بن الحكم وهو الخلف الأعور وقيل أن الذي خلف عليها بعد عمر داود بن يحيى بن الحكم بن أبي العاص بن أمية وكان يسكن دير البخت من أعمال دمشق .
الجيلي الشافعي .
داود بن بندار بن إبراهيم الجيلي أبو سليمان الفقيه الشافعي . قدم بغداد في صباه وأقام بها . وقرأ الفقه والخلاف على يوسف الدمشقي حتى برع . وتولَّى الإعادة بالمدرسة النِّظامية ثم التدريس بالمدرسة البهائية . وكان فاضلاً كثير المحفوظ متديِّناً سديد الفتاوى متعصباً لطّلاب العلم . سمع الحديث من أبي الوقت عبد الأول السِّجزي وغيره وتوفي سنة ثمان عشرة وستّ مائة .
نجم الدين ابن الزَّيبق .
داود بن أبي بكر بن محمد هو الأمير نجم الدين المعروف بابن الزَّيبق . عاش من العمر ستاً وسبعين سنةً ولم يكن في وجهه من الشَّيب إلا ما قلَّ . كان من رجال المباشرات وأصحاب السياسات . له الحرمة الوافرة والهيبة الوافية . وفيه عبسةٌ وإطراق وصمت إذا كان في دسته ومنصبه . وإذا خلا بأصحابه زال ذلك جميعه . وكان يرعى صاحبه ولا ينساه ويخدم الناس وفيه تجمُّل وودّ وحسن سياسة . باشر ولاية نابلس وفتك فيهم وأراق دماءهم وبعد ذلك لما انتقل عنهم وولي شدَّ الداووين بدمشق وغضب عليه الأمير سيف الدين تنكز C وأمسكه ثم طلب منه مائة ألف درهمٍ فجاء أكابر جبل نابلس وقالوا : نحن نزنها عنه ويعود إلينا فكان ذلك من أسباب الرضى عنه