روى عن ابن عباس والسائب بن يزيد وحنظلة بن قيس الزرقي وسعيد بن المسيب والقاسم بن محمد وطائفة . وروى عنه الأوزاعي وسفيان الثوري ومالك وسليمان بن بلال وجماعة كبار .
قال الزهري : ما ظننت أن بالمدينة مثل ربيعة الرأي . وقال ربيعة مثل ذلك عن الزهري .
قال أحمد بن صالح : حدثنا عنبسة عن يونس قال : شهدت أبا حنيفة في مجلس ربيعة وكان مجهود أبي حنيفة أن يفهم ما يقول ربيعة .
وقال : العلم وسيلة إلى كل فضيلة . وقيل إنه أنفق على إخوانه أربعين ألف دينار .
قال ابن معين : مات ربيعة بالأنبار كان السفاح جاء به للقضاء .
قال ابن سعد : كان ثقة وكانوا يتقونه للرأي وتوفي سنة ست وثلاثين ومائة . وروى له الجماعة .
وكان يكثر الكلام ويقول : الساكت بين النائم والأخرس . ووقف عليه أعرابي وهو يتكلم فأطال الوقوف والإنصات إلى كلامه .
فظن ربيعة أنه أعجبه كلامه فقال له : يا أعرابي ما البلاغة ؟ فقال : الإيجاز مع إصابة المعنى . فقال : وما العي ؟ قال : ما أنت فيه مذ اليوم . وقال مالك بن أنس : ذهبت حلاوة الفقه منذ مات ربيعة الرأي .
وحكي عن أبيه أنه خرج إلى خراسان غازياً وخلف ربيعة حملاً . ثم قدم المدينة بعد سبع وعشرين سنة فأتى منزله ففتح الباب وخرج ربيعة وقال : يا عدو الله أتهجم علي منزلي ؟ فقال أبوه : يا عدو الله أنت رجل دخلت على حرمتي .
فتواثبا فسمعت أم ربيعة صوت زوجها فعرفته فخرجت فعرفت بينهما فاعتنقا وبكيا .
وكان قد خلف عندها ثلاثين ألف دينار فأنفقتها على ربيعة حتى تعلم العلم . فخرج ربيعة إلى المسجد وجلس في حلقته . وأتاه مالك بن أنس والحسن بن زيد وأشراف أهل المدينة وأحدق الناس به فرآه أبوه فقال لأمه : لقد رأيت ولدك في حالة ما رأيت أحداً من أهل العلم عليها .
قالت : أيما أحب إليك : ثلاثون ألف دينار أو هذا الذي هو فيه من الجاه ؟ قال : لا والله إلا هذا .
قالت : فإني قد أنفقت المال كله عليه . فقال : والله ما ضيعته .
ابن الهدير .
ربيعة بن عبد الله بن الهدير . ولد في حياة رسول الله A .
روى عن طلحة وعمر بن الخطاب . وتوفي سنة أربع وتسعين . وروى له البخاري وأبو داود .
ربيعة الرقي الغاوي .
ربيعة بن ثابت بن لجأ بن العيزار بن لجأ الأسدي أبو شبانة ويقال أبو ثابت من أهل الرقة شاعر كان ضريراً يلقب بالغاوي .
أشخصه المهدي إليه فمدحه بعدة قصائد وأثابه عليها ثواباً كثيراً .
وهو الذي يقول في العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس قصيدته التي لم يسبق إليها حسناً . ومنها : من الكامل .
لو قيل للعباس يا ابن محمد ... قل لا وأنت مخلد ما قالها .
ما إن أعد من المكارم خصلة ... إلا وجدتك عمها أو خالها .
وإذا الملوك تسايروا في بلدة ... كانوا كواكبها وكنت هلالها .
إن المكارم لم تزل معقولة ... حتى حللت براحتيك عقالها .
وهو القائل أيضاً : من الطويل .
لشتان ما بين اليزيدين في الندى ... يزيد سليم والأغر ابن حاتم .
فهم الفتى الأزدي إتلاف ماله ... وهم الفتى القيسي جمع الدراهم .
ولما مدح العباس بن محمد بالقصيدة المذكورة أولاً بعث إليه بدينارين . فقال : من الوافر .
مدحتك مدحة السيف المحلى ... لتجري في الكرام كما جريت .
فهبها مدحة ذهبت ضياعاً ... كذبت عليك فيها وافتريت .
فأنت المرء ليس له وفاء ... كأني إذ مدحتك قد رثيت .
ولما وقف العباس عليها غضب وتوجه إلى الرشيد وكان أثيراً عنده يعظمه وقد هم أن يخطب إليه ابنته فقال : إن ربيعة الرقي هجاني . فأحضره الرشيد وهم بقتله .
فقال : يا أمير المؤمنين مره بإحضار القصيدة . فأحضرها فلما رآها استحسنها وقال : والله ما قال أحد في الخلفاء مثلها فكم أثابك ؟ قال دينارين . فغضب الرشيد على العباس وقال : يا غلام أعط ربيعة ثلاثين ألف درهم وخلعة واحمله على بغلة . وقال له : بحياتي يا ربيعة لا تذكره بشيء في شعرك لا تعريضاً ولا تصريحاً . وفتر الرشيد عما كان به من أن يزوجه بابنته وأطرحه وجفاه .
مسكين الدارمي .
ربيعة بن أنيف ويلقب مسكيناً الدارمي شاعر شجاع وفد على معاوية وعلى ابنه يزيد . ورثى زياداً بقوله : من الوافر