رأيت زيادة الإسلام ولت ... جهاراً حين ودعنا زياد .
فقال الفرزدق : من الطويل .
أمسكين أبكى الله عينيك إنما ... جرى في ضلال دمعها إذ تحدرا .
بكيت امرءاً من آل ميسان كافراً ... ككسرى على عدانه أو كقيصرا .
أقول لهم لما أتاني نعيه ... به لا بظبي بالصريمة أعفرا .
وإنما سمي مسكين مسكيناً لأنه قال : من الرمل .
أنا مسكين لمن أنكرني ... ولمن يعرفني جد نطق .
لا أبيع الناس عرضي إنني ... لو أبيع الناس عرضي لنفق .
وقال صاحب الأغاني ووهو شاعر شريف هاجى الفرزدق ثم كافه .
أخت الناصر والعادل .
ربيعة خاتون بنت نجم الدين أيوب بن شادي أخت الناصر والعادل . تزوجت أولاً بالأمير سعد الدين مسعود بن الأمير معين الدين أنر .
فلما مات تزوجت بالملك المظفر صاحب إربل فبقيت بإربل دهراً معه . فلما مات قدمت إلى دمشق . وخدمتها العالمة أمة اللطيف بنت الناصح بن الحنبلي . فأحبتها وحصل لها من جهتها أموال عظيمة وأشارت عليها ببناء المدرسة بسفح قاسيون . فبنتها ووقفها على الناصح والحنابلة . وتوفيت بدمشق سنة ثلاث وأربعين وست مائة في دار العقيقي التيي صيرت المدرسة الظاهرية ودفنت بمدرستها تحت القبو . ولقيت العالمة بعدها شدائد من الحبس ثلاث سنين بالقلعة والمصادرة .
ثم تزوج بها الأشرف صاحب حمص بن المنصور وسافر بها إلى الرحبة فتوفيت هناك سنة ثلاث وخمسين وست مائة .
ولربيعة عدة محارم سلاطين وهي أخت ست الشام الآتي ذكرها إن شاء الله تعالى في حرف السين . واستولى الصاحب معين الدين بن الشيخ على موجودها فلم يمتع وعاش بعدها أياماً قلائل .
قال ابن خلكان C تعالى : كانت وفاتها بدمشق وغالب ظني أنها جاوزت ثمانين سنة .
وأدركت من محارمها من الملوك من إخوتها وأولادهم وأولاد أولادهم أكثر من خمسين رجلاً .
فإن إربل كانت لزوجها مظفر الدين والموصل لأولاد بنتها وخلاط وتلك الناحية لابن أخيها وبلاد الجزيرة الفراتية للأشرف ابن أخيها وبلاد الشأم لأولاد إخوتها والديار المصرية والحجاز واليمن لأخوتها وأولادهم .
قلت أنا : فهي مثل عاتكة بنت يزيد بن معاوية أم المؤمنين زوجة عبد الملك بن مروان وسيأتي ذكرها في حرف العين مكانه إن شاء الله تعالى ومثل فاطمة بنت عبد الملك وسوف يأتي ذكرها في حرف الفاء إن شاء الله تعالى .
الهندي المعمر .
رتن الهندي . نقلت من خط علاء الدين علي بن مظفر الكندي : حثنا القاضي الأجل العالم جلال الدين أبو عبد الله محمد بن سليمان بن إبراهيم الكاتب من لفظه في يوم الأحد خامس عشر ذي الحجة سنة إحدى عشرة وسبع مائة بدار السعادة بدمشق المحروسة قال : أخبرنا الشريف قاضي القضاة نور الدين أبي عبد الله محمد بن الحسين الحسيني الأثري الحنفي من لفظه في العشر الآخر من جمادى الأولى عام إحدى وسبع مائة بالقاهرة قال : أخبرني جدي الحسين بن محمد قال : كنت في زمن الصبا وأنا ابن سبع عشرة سنة أو ثماني عشرة سنة سافرت مع أبي محمد وعمي عمر من خراسان إلى بلد الهند في تجارة .
فلما بلغنا أوائل بلاد الهند وصلنا إلى ضيعة من ضياع الهند فعرج أهل القفل نحو الضيعة ونزلوا بها وضج أهل القافلة . فسألناهم عن الشأن فقالوا : هذه ضيعة الشيخ رتن اسمه بالهندية وعربه الناس وسموه بالمعمر لكونه عمر عمراً خارجاً عن العادة . فلما نزلنا خارج الضيعة رأينا بفنائها شجرة عظيمة تظل خلقاً عظيماً وتحتها جمع عظيم من أهل الضيعة فتبادر الكل نحو الشجرة ونحن معهم .
فلما رآنا أهل الضيعة سلمنا عليهم وسلموا علينا . ورأينا زنبيلاً كبيراً معلقاً في بعض أغصان الشجرة فسألنا عن ذاك فقالوا : هذا الزنبيل فيه الشيخ رتن الذي رأى النبي A مرتين ودعا له بطول العمر ست مرات . فسألنا جميع أهل الضيعة أن ينزل الشيخ ونسمع كلامه وكيف رأى النبي A وما يروي عنه