السائب أبو العبّاس الشاعر الأعمى المكّي وهو والد العلاء . سمع عبد الله بن عمرو . وعنه عطاء وعمرو بن دينار وحبيب بن أبي ثابت . وثّقه أحمد وروى له الجماعة وتُوُفّي في حدود المائة . وقال المرزباني في معجمه في حقّه : هو ابن فرّوخ مولى لبني جذيمة بن عديّ بن الدئل وكان هَجَّاءً خبيثاً فاسقاً مُبغِضاً لآل رسول الله A مائلاً إلى بني أُميّة مدّاحاً لها . وهو القائل لأبي الطُفيل عامر بن واثلة - وكان شيعياً - من الوافر : .
لعمْرك إنّني وأبا طفيلٍ ... لمخْتِلفان والله الشهيدُ .
لقد ضلّوا بحبّ أبي تراب ... كما ضلّت عن الحق اليهودُ .
واستفرغ شعره في هجاء آل الزبير غير مصعب لأنّه كان محسناً إليه وهو القائل يهجو مواليه من الطويل : .
وما قُرب مولى السوء إلاّ كبعده ... بل البُعْدُ خيرٌ من عَدوٍّ تُقارِبُهْ .
وإنّي وتأميلي جذيمةَ كالذي ... يُؤَمِّلُ ما لا يدرك الدهرَ طالبُهْ .
فأمّا إذا استغنيتُمُ فَعَدُوُّكم ... وأُدْعَى إذا ما غصَ بالماء شاربهْ .
وقال صاحب الأغاني : مولى بني ليث وقيل : بل الدئلي من شعراء بني أميّة ومتعصّبيهم . حكى عنه مسلم نب الوليد قال : سمعْتُ يزيد بن مزيد يقول : سمعْتُ هارون الرشيد يقول : سمعْتُ المهديّ يقول : سمعْتُ المنصور يقول : خرجْتُ أُريد الشأم في أيّام مروان بن محمّد . فصحبني في الطريق رجل ضرير فسألْتُهُ عن مقصده فقال : إنّي أُريد مروان بشعرٍ امتدحْتُهُ به فاستنشدْتُهُ إيّاه فأنشدني من الخفيف : .
ليت شعري أفاح رائحة المس ... ك وما إن إخال بالخَيفِ أُنسي .
حين غابت بنو أميّة عنه ... والبهاليل من بني عبد شمسِ .
خُطباء على المنابر فُرس ... نُ عليها وقالةٌ غيرُ خُرْسِ .
لا يُعابون صامِتِينَ وإن قا ... لوا أصابوا ولم يقولوا بلبسِ .
بحلوم إذا الحلومُ استُخفَّت ... ووجوهٍ مثل الدنانير مُلْسِ .
قال : فوالله ما فرغ من إنشاده حتى توهّمت أن العمى قد أدركن وافترقْنا .
فلمّا أفّضَت إلي الخلافةُ خرجْتُ حاجّاً فنزلت أمشي بجبلي زرود فبصُرْتُ بالضرير فقرّقْتُ من كان معي ثم دنوتُ منه فقلتُ له : أتعرفني ؟ فقال : لا ؟ ! .
قلتُ : أنا رفيقُك وأنت تُريد الشأم أيّام مروان فقال : أوّه ! .
من الكامل .
أمْست نِساءُ بني أميّةَ مِنْهم ... وبناتهم بمضيعةٍ أيتامُ .
نامت جدودهُمُ وأُسقط نجمهم ... والنجم يسقط والجدود تنامُ .
خلت المنابر والأسرِة منهم ... فعليهمُ حتّى الممات سلامُ .
قلت : فما كان مروان أعطاك بأبي أنت ؟ قال : أغناني أن أسأل أحداً بعده ! .
فهممْتُ بقتله ثم ذكْرتُ حقّ الاسترسال والصحبة فأمسكت عنه وغاب عن عيني فبدا لي فأمرْتُ بطلبه فكأنّما البيداءُ بادت به قلت : وهذه الحكاية تدلّ على أنّ أبا العبّاس عاش إلى سنة سبع وثلاثين لأنّ المنصور ولي الخلافة سنة ستّ وثلاثين .
الألقاب .
ابن السائح : الوكيل اسمه بركة بن عليّ .
قاضي القضاة أبو السائب : عتبة بن عبيد الله .
ابن السائق : الكاتب اسمه عليّ بن عثمان .
السبأيّية : منسوبون إلى عبد الله بن سبأ .
ابن السبّاك : عليّ بن سنجر السبتي : ابن الرشيد أحمد بن هارون .
الحاجب السعيد