صالح بن عمر الصالحي المرجئ ؛ رأس الصالحية وهم فرقة من المرجئة . قال صالح هذا : الإيمان هو معرفة الله على الإطلاق وهو أن للعالم صانعاً فقط قال : والكفر هو الجهل به على الإطلاق ؛ قال : وقول القائل ثالث ثلاثة ليس بكفر وزعم أن معرفة الله تعالى هي محبته والخضوع له ؛ قال : ويصبح ذلك مع جحد الرسول قال : ويصح في العقل أن يؤمن بالله ويجحد الرسول ولا يؤمن به ؛ قال : والصلاة ليست عبادة الله تعالى لا عبادة له إلا الإيمان به وهو معرفته وهي خصلة واحدة لا تزيد ولا تنقص ؛ قال : وكذلك الكفر خصلة واحدة لا تزيد ولا تنقص : قال أبو شمر : إذا قامت حجة النبي صار الإقرار به من الإيمان لكنه غير داخل في الإيمان الأصلي الذي هو معرفة الله تعالى وشرط الإيمان أن يعرف أن القدر خيره وشره من العبد ولا يضاف شيء منه إلى الله D فقال بالقدر ؛ وقال غيلان الدمشقي : الإيمان هو معرفة الله تعالى ومحبته والإقرار بالرسل لكن المعرفة بالله D وأنه صانع العالم ومحبته فطرية وهذا لا يسمى إيماناً وكسبيته وهي التصديق بما جاء به الرسل فهذه هي التي تسمى إيماناً ؛ قال ذلك كله ابن أبي الدم في الفرق الإسلامية وقد تقدم في ترجمة الحسن بن محمد شيء من ذكر المرجئة .
العقيلي أمير دمشق .
صالح بن عمير العقيلي الأمير ؛ ولي دمشق نيابة للحسن بن عبد الله بن طغج سنة سبع وخمسين حين انهزم عنها فنك الكافوري فبعث إليه شيوخ دمشق وهو يومئذ متولي حوران فجاءهم وضبط البلد وبعد أيام غلب على الشام الحسن بن أحمد القرمطي واختفى صالح وولي وشاح من جهة القرامطة ؛ فلما رجع القرمطي إلى الإحساء رجع صالح إلى دمشق وتعصب معه شباب دمشق وأخرجوا وشاحاً ؛ وتوفي صالح بنوى سنة تسع وخمسين وثلاثمائة .
صالح أبو محمد .
صالح بن كيسان أبو محمد ويقال أبو الحارث مولى امرأة من دوس ويقال مولى غفار ؛ رأى ابن عمر وحدث عن سالم وسليمان وعبيد الله وعروة وابن هرمز والزهري وغيرهم وروى عنه عمرو بن دينار ومالك وعبد العزيز ابن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون ومعمر وابن عيينة وغيرهم واستقدمه الوليد ومات بعد الأربعين ومائة وكان يؤدب أولاد عمر بن عبد العزيز ورمي بالقدر ولم يصح عنه وكان ثقة كثير الحديث ؛ قال البخاري وأبو أحمد الحاكم : هو مؤدب أولاد عمر بن عبد العزيز وقال ابن معين : ليس في أصحاب الزهري أثبت من مالك ثم صالح بن كيسان ثم معمر بن يونس وابن عيينة والليث وإبراهيم بن سعد أشكال . وسئل أحمد بن حنبل عنه فقال : بخ بخ ؛ وروى له الجماعة .
الحافظ جزرة .
صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب أبو علي الأسدي الحافظ المعروف بجزرة - بالجيم والزاي والراء المفتوحات - ؛ سكن خراسان وكان قد سمع بدمشق هشام بن عمار ودحيماً والعباس بن الوليد وغيرهم . قال أبو أحمد الحاكم : سكن بخارى ارتبطه بها إسماعيل بن أحمد والي خراسان معلمه ؛ قال أبو عبد الله محمد بن أحمد الغنجار البخاري : كان نسيج وحده في زمانه في الحفظ والمعرفة والإتقان ولد سنة خمس ومائتين ببغداد وتوفي سنة أربع وتسعين ومائتين وسمع خلقاً كثيراً بمصر والشام والعراق وخراسان وما وراء النهر روى عنه مسلم وهو أكبر منه وجماعة كبار وكان ثقة عارفاً حدث من حفظه دهراً طويلاً ولم يكن يستصحب كتاباً وكان صدوقاً ثبتاً ذا مزاح ودعابة مشهوراً بذلك ؛ وقال أبو حامد ابن الشرقي : كان صالح بن محمد يقرأ على محمد بن يحيى الدهلي في الزهريات فلما بلغ حديث عائشة أنها كانت تسترقي من الخرزة فقال : من الخرزة فلقب بذلك ؛ وقال الخطيب : هذا غلط لأنه لقب بجزرة في حداثته وروى بسند عنه قال : قدم علينا بعض الشيوخ من الشام وكان عنده من جرير بن عثمان فقرأت عليه حدثكم جرير قال : كان لأبي أمامة خرزة يرقي بها المريض فقلت جزرة فلقبت جزرة ؛ وقال : الأحوال في البيت مبارك يرى الشيء شيئين ؛ وله نوادر ومجون .
الصالح ابن الناصر