صفية بنت حيي بن أخطب من ولد هارون أخي موسى عليهما السلام ؛ هي أم المؤمنين زوج رسول الله A وأمها برة بنت سموأل وكانت أولاً عند سلام بن مشكم وكان شاعراً ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق وهو شاعر فقتل يوم خيبر وتزوجها رسول الله A سنة سبع من الهجرة . قال ابن عبد البر : روى حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن النبي A اشترى صفية بنت حيي بسبعة أرؤس وخالفه عبد العزيز بن صهيب وغيره عن أنس فقال فيه : إن رسول الله A لما جمع سبي خيبر جاءه دحية فقال : اعطني جارية من السبي قال : اذهب فخذ جارية فأخذ صفية بنت حيي فقيل : يا رسول الله A إنها سيدة قريظة والنضير ما تصلح إلا لك فقال النبي A : خذ جارية غيرها . قال ابن شهاب : كانت مما أفاء الله عليه فحجبها وأولم عليها بتمر وسويق وقسم لها ؛ وكانت إحدى أمهات المؤمنين . قال أبو عمر ابن عبد البر : استصفاها رسول الله A وصارت في سهمه ثم أعتقها وجعل عتقها صداقها ولا يختلفون في ذلك وهو خصوص عند أكثر الفقهاء له A إذ كان حكمه في النساء مخالفاً لحكم أمته . ويروى أن النبي A دخل على صفية وهي تبكي فقال لها : ما يبكيك ؟ قالت : بلغني أن عائشة وحفصة ينالان مني ويقولان : نحن خير من صفية نحن بنات عم رسول الله A وأزواجه قال : ألا قلت لهن كيف تكن خيراً مني وأبي هارون وعمي موسى وزوجي محمد . وكانت صفية عاقلة حليمة فاضلة . وروينا أن جارية لها أتت عمر بن الخطاب فالت له : إن صفية تحب السبت وتصل اليهود فبعث إليها عمر فسألها فقالت : أما السبت فإني لم أحبه منذ أبدلني الله به الجمعة وأما اليهود فإن لي فيهم رحماً فأنا أصلها ثم قالت للجارية : ما حملك على ما صنعت ؟ قالت : الشيطان قالت : فاذهبي فأنت حرة . وتوفيت صفية في رمضان زمن معاوية سنة خمسين وقد روى لها الجماعة .
عمة النبي A .
صفية ابنة عبد المطلب بن هاشم عمة رسول الله A أمها هالة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة وهي شقيقة حمزة Bه والمقوم وحجل بني عبد المطلب ؛ وكانت في الجاهلية تحت الحارث بن حرب بن أمية بن عبد شمس ثم هلك عنها وتزوجها العوام بن خويلد فولدت له الزبير والسائب وعبد الكعبة وعاشت زماناً طويلاً وتوفيت في خلافة عمر سنة عشرين ولها ثلاث وسبعون سنة ودفنت بالبقيع بفناء دار المغيرة وقيل إن العوام كان عليها قبل وليس بشيء .
العبدرية .
صفية بنت شيبة بن عثمان الحجبي العبدرية ؛ يقال إنها رأت النبي A ووهى ذلك الدارقطني ؛ روت عن النبي A وعن عائشة وأم حبيبة وأم سلمة وروى عنها عبيد الله ابن أبي ثور وميمون ابن مهران وتوفيت في حدود التسعين للهجرة وروى لها الجماعة .
أخت المختار .
صفية بنت أبي عبيد الثقفي أخت المختار الكذاب زوجة ابن عمر ؛ روى عن عمر وحفصة وعائشة وتوفيت في حدود التسعين للهجرة وروى لها مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه .
بنت الملك العادل .
صفية خاتون الصاحبة بنت الملك العادل الكبير زوج الملك الظاهر غازي ابن صلاح الدين صاحب حلب وأم العزيز صاحب حلب وجدة الناصر صاحب الشام ؛ كانت ملكة جليلة عاقلة توفيت في جمادى الأولى سنة أربعين وستمائة بحلب وولادتها سنة إحدى وثمانين وخمسمائة ؛ وكان الظاهر قد تزوج قبلها أختها غازية . وملما مات ولدها العزيز تصرفت تصرف السلاطين ونهضت بالملك أتم نهوض بعدل وشفقة وبذل وصدقة أزالت المظالم والمكوس في جميع بلاد حلب وكانت تؤثر الفقراء وتحمل إليهم الصدقات الكثيرة وغلقت لموتها أبواب حلب ثلاثة أيام . ثم أشهد الناصر صلاح الدين على نفسه بالبلوغ وله يومئذ ثلاث عشرة سنة فأمر ونهى وجلس في دار العدل والرأي إلى جمال الدولة إقبال والوزير القفطي .
الكاتبة البغدادية .
صفية بنت عبد الرحمن بن محمد بن علي بن يعيش الكاتبة البغدادية ؛ كانت واعظة أديبة فاضلة توفيت سنة عشرين وستمائة وسمعت هذا البيت : .
إذا ما خلت من أرض نجد أحبتي ... فلا سال واديها ولا اخضر عودها .
فأجازته بقولها :