ودخل مصعب يوماً عليها وهي نائمة مضمخة ومعه ثماني لؤلؤات قيمتها عشرون ألف دينار فأنبهها ونثر اللؤلؤ في حجرها فقالت له : نومتي كانت أحب إلي من هذا اللؤلؤ . وكان مصعب لا يقدر عليها إلا بتلاح ينالها منه ويضربها فشكا ذلك إلى ابن أبي فروة كاتبه فقال له : أنا أكفيك هذا إن أذنت لي قال : نعم افعل ما شئت فإنها أفضل شيء نلته في الدنيا فأتاها ليلاً ومعه أسودان فاستأذن عليها فقالت له : أفي مثل هذه الساعة ؟ قال : نعم فأدخلته فقال للأسودين : احفرا ها هنا بئراً فقالت له جاريتها : وما تصنع بالبئر ؟ قال : شؤم مولاتك امرني هذا الفاجر أن أدفنها حية وهو أسفك خلق الله لدم حرام فقالت عائشة : فأنظرني أذهب إليه قال : لا سبيل إلى ذلك وقال للأسودين : احفرا . فلما رأت الجد منه بكت وقالت : يا ابن أبي فروة إنك لقاتلي ما منه بد ؟ قال : نعم وإني لأعلم أن الله سيجزيه بعدك ولكنه قد غضب وهو كافر الغضب قالت : وفي أي شيء غضبه ؟ قال : في امتناعك عليه وقد ظن أنك تبغضينه وتطلعين إلى غيره فقد جن ! .
فقالت : أنشدك الله إلا عاودته قال أخاف أن يقتلني فبكت وبكى جواريها فقال : قد رققت لك وحلف أنه يغرر بنفسه ثم قال لها : ماذا أقول ؟ قالت : تضمن عني أن لا أعود أبداً قال : فما لي عندك ؟ قالت : قيام بحقك ما عشت قال : فأعطيني المواثيق فأعطته فقال للأسودين : مكانكما وأتى مصعباً فاخبره فقال له : استوثق منها بالأيمان ففعلت وصلحت بعد ذلك .
وتزوجها عمر بن عبيد الله وحمل إليها ألف ألف درهم وقال لرسولها : أنا أملأ بيتها خيراً وحرها أيراً ودخل بها من ليلته وأكل الطعام الذي عمل له على الخوان كله وصلى صلاة طويلة وخلا بها ودخل المتوضأ سبع عشرة مرة فلما أصبح قالت له جاريتها : والله ما رأيت مثلك أكلت أكل سبعة وصليت صلاة سبعة ونكت نيك سبعة فضحك وضرب بيده على منكب عائشة وقال : كيف رأيت ابن عمك ؟ فضحكت وغطت وجهها وقالت : .
قد رأيناك فلم تحل لنا ... وبلوناك فلم نرض الخبر .
القرشية الجمحية .
عائشة بنت قدامة بن مظعون القرشية الجمحية ؛ هي وأمها ريطة بنت سفيان من المبايعات تعد في أهل المدينة .
القرشية التيمية .
عائشة بنت الحارث بن خالد بن صخر القرشية التيمية ؛ ولدت هي وأختاها فاطمة وزينب بأرض الحبشة وقيل إنهن متن في إقبالهن من الحبشة وقيل إن فاطمة وحدها نجت منهن .
بنت عبد المدان .
عائشة بنت عبد المدان امرأة عبيد الله بن العباس ؛ كان علي بن أبي طالب قد استعمل زوجها عبيد الله بن العباس على اليمن أيام صفين فلما ولى معاوية بسر بن أرطاة اليمن وأحس به عبيد الله هرب منه فأخذ بسر بن أرطأة ولديه عبد الرحمن وقثم وهما من عائشة هذه وكانا صغيرين فذبحهما قبالة أمهما عائشة فأصابها من ذلك أمر عظيم وقالت : .
ها من أحس بنيي الذين هما ... كالدرتين تشظى عنهما الصدف .
ها من أحس بنيي الذين هما ... سمعي وعقلي فقلبي اليوم مختطف .
حدثت بسراً وما صدقت ما زعموا ... من قيلهم ومن الإفك الذي اقترفوا .
أنحى على ودجي ابني مرهفة ... مشحوذة وكذاك الإثم يقترف .
ثم إنها وسوست فكانت تقف في الموسم فتنشد هذا الشعر وتهيم على وجهها ويقال إنه قتلهما بالمدينة فالله أعلم .
بنت الزبيدي .
عائشة بن إسماعيل بن محمد بن يحيى الزبيدي ؛ كانت تلقب بالمهدية وكانت فاضلة تعقد مجلس الوعظ ببغداد سمعت من أحمد بن بنيمان الهمذاني ويحيى بن موهوب بن المبارك بن السدنك ومحمد بن أحمد بن الظاهري وغيرهم قال محب الدين ابن النجار : وكتبنا عنها وكانت صادقة وتوفيت سنة أربع عشرة وستمائة .
بنت جعفر .
عائشة بنت جعفر المتوكل ؛ قالت فضل الشاعرة : دخلت على المتوكل يوماً فوجدته قاعداً على كرسي وابنته عائشة تجلى عليه في : هذا الغلام غلامي فقال : يا فضل من الذي قول : .
بأبي من إذا رآها أبوها ... قال يا ليتنا بدين المجوس