عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن مروان . كان من ثقات العلماء وثقه ابن معين . ومات سنة سبع وأربعين ومائة على الصحيح ومروى له الجماعة وكان عنده أدب ولطف وكرم . طرقه بعض الليالي أضياف فكتب إلى زوجته : الخفيف .
إن عندي أبقاك ربك ضيفاً ... واجباً حقه كهولاً ومردا .
طرقوا جارك الذي كان قدماً ... لا يرى من غرامة الضيف بدا .
فلديه أضيافه قد قراهم ... وهم يشتهون تمراً وزبدا .
فلهذا أجرى الحديث ولكن ... قد جعلنا بعض الفكاهة جدا .
فوقف أبوه عمر Bه على هذه الأبيات فقال : يا بني لو قلت بدل هذا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله كان أعود عليك .
وروى أن عبد العزيز خرج وهو أمير المدينة ومعه عبد الله بن الحسن فنزلا تحت سرحة وتغذيا فأخذ عبد الله حجراً وكتب به على ساق السرحة : الخفيف .
خبرينا خصصت بالغيب يا سر ... ج بصدق فالصدق فيه شفاء .
فأخذ عبد العزيز الحجر وكتب تحته : .
هل يموت المحب من ألم الحب ... ويشفي من الحبيب اللقاء .
ثم أنهما ركبا دوابهما ومضيا غير بعيد فإذا السماء قد أقبلت عليهما فرجعا مسرعين إلى السرحة فأصابا تحت ما كتبا : .
إن جهلاً سؤالك السرح عما ... ليس يوماً به عليك خفاء .
ليس للعاشق المحب من العش ... قاضي القضاة سوى لذة الجماع دواء .
فتعجبا من ذلك وانصرفا .
ابن نباتة السعدي .
عبد العزيز بن عمر بن محمد بن أحمد بن نباتة بن حميد بن نباتة أبو نصر التميمي السعدي البغداذي أحد الشعراء المجودين كان يعاب لكبرٍ فيه . توفي سنة خمس وأربعمائة مدح الملوك والوزراء وله في سيف الدولة غر القصائد كان قد أعطاه فرساً أدهم أغر محجلاً فكتب إليه : الكامل .
يا أيها الملك الذي أخلافه ... من خلقه ورواؤه من رائه .
قد جاءنا الطرف الذي أهديته ... هادية يعقد أرضه بسمائه .
أولاية وليتنا فبعثته ... رمحاً سبيت العرف عقد لوائه .
نحتل منه على أغر محجل ... ماء الدياجي قطرة من مائه .
فكأنما لطم الصباح جبينه ... فاقتص منه فخاض في أحشائه .
متمهلاً والبرق من أسمائه ... متبرقعاً والحسن من أكفائه .
ما كانت النيران يكمن حرها ... لو كان للنيران بعض ذكائه .
لا تعلق الألحاظ في أعطافه ... غلا إذا كفكفت من غلوائه .
لا يكمل الطرف المحاسن كلها ... حتى يكون الطرف من أسرائه .
قلت : قد اشتهر هذا البيت الذي له أعني قوله : .
وكأنما لطم الصباح جبينه .
فيروى أن ابن حجاج أو غيره قال : الكامل .
غضبت صباح وقد رأتني قابضاً ... أيري فقلت لها : مقالة فاجر .
بالله إلا ما لطمت جبينه ... حتى يحقق فيك قول الشاعر .
ومن شعر أبي نصر بن نباتة : البسيط .
قد جدت لي باللهى حتى ضجرت بها ... وكدت من ضجري أثني على البخل .
إن كنت ترغب في أخذ النوال لنا ... فاخلق لنا أملاً أولا فلا تنل .
لم يبق جودك لي شيئاً أؤمله ... تركتني أصحب الدنيا بلا أمل .
وقال ابن نباتة : كنت يوماً قائلاً في دهليزي فدق علي الباب فقلت : من ؟ قال : رجل من أهل المشرق أنت القائل : الطويل .
ومن لم يمت بالسيف مات بغيره ... تخالفت الأسباب والداء واحد .
فقلت : نعم فقال : أرويه عنك فقلت : نعم . فلما كان آخر النهار دق علي الباب فقلت : من ؟ قال : رجل من أهل تاهرت من المغرب فقلت : ما حاجتك ؟ قال : أنت القائل : .
ومن لم يمت بالسيف مات بغيره ... تخالفت الأسباب والداء واحد .
فقلت : نعم فقال : أرويه عنك ؟ : فقلت : نعم وعجبت كيف وصل قولي إلى المشرق والمغرب . ومن شعر ابن نباتة قوله : الطويل .
فلا تجعلني كالذي رأيتهم ... ومن يجعل الأقدام الذوائب .
إذا بصروني نكسوا فكأنما ... شواربهم مضفورة بالحواجب .
قلت : هو عكس معنى قول أبي الطيب : الطويل