بعيدة ما بين الجفون كأنما ... عقدتم أعالي كل جفن بحاجب .
ومن شعره ابن نباتة السعدي في مصلوب : الطويل .
على الجذع موف لا يزال كأنه ... سليماً دعا قوماً إليه فأقبلوا .
فقام يماريهم وقد مد باعه ... يقول لهم عرضي أم الطول أطول .
ومنه : الوافر .
رفعن ذلاذل الظلماء حتى ... بدا منهن ورد ذو ابنلاج .
إذا مرت ركائبها بقاع ... خلعن عليه أردية العجاج .
ومنه في الحية : الطويل .
وصل صفا بالسن دون سميره ... له في عقول الناظرين وجار .
يخادع الباب الرجال كأنه ... إذا ما تطوى للأكف سوار .
ومنه : المتقارب .
غبطت الذي لامني فيكم ... ولم أدر أني حسدت الحسودا .
فليت العيون وجدن الدموع ... وليت الدموع وجدن الخدودا .
ومنه : الخفيف .
قيل إن الهوى فراغ جهول ... وكفى بالهوى لذي اللب شغلا .
ما استحق الفراق نجد فيشتا ... ق ولا استأهل الحمى أن يملا .
ومنه في السهام : الطويل .
سهامي من خطي سهام أعدها ... عطارف نبع لحمهن نيال .
يردن وأطراف الرماح حوائم ... وهن قصار والرماح طوال .
ومنه في السيف والرمح : المنسرح .
وصارم في الضراب نفحته ... يتبعها المنكبان والعنق .
ومن نطاق الجوزاء مطرد ... كأنها في كعوبه نسق .
وقال مهيار الديلمي يرثي ابن نباتة : الكامل .
حملوك لو علموا من المحمول ... لارتاض معتاص وخفف ثقيل .
واستودعوا بطن الثرى بك هضبة ... فاقلها إن الثرى لحمول .
هالوا التراب على دقيق شخصه ... معنى التراب وقد حواه جليل .
منها : .
يا ناشد الكلم الغرائب أعوصت ... شبهاً فليس لآيها تأويل .
قم ناد في النادي هل ابن نباتة ... أذن فتسمع أو فم فيقول .
فاسأل غطارف من تميم أمهم ... يوم انطوى عبد العزيز ثكول .
لو أغمدت أسيافكم عن نصره ... ولسانه من دونكم مسلول .
أوما لبستم ما كسى أعراضكم ... شرفاً يعرض نسجها ويطول .
ضيعتم رحماً رعاها برهة ... ويبيسها بكلامه مبلول .
منها : .
مني أخ إن ينأ عنك ولاؤه ... فوداده بك لاصق موصول .
أسيان طابت نفسه عن نفسه ... لك بالفداء لو أنه مقبول .
عقل السلو عن العيون وأن لي ... عيناً عليك وكاؤها محلول .
تجد الدموع المقذيات جلاءها ... حتى كأن الدمع فيها الميل .
ابن عمران الأعرج .
عبد العزيز بن عمران المدني الأعرج اتصل بيحيى البرمكي . قال ابن معين : ليس بثقة إنما كان صاحب شعر . وقال النسائي : متروك . وقال أحمد بن حنبل : لم أكتب عنه . توفي في حدود الستين و في حدود السبعين ومائة .
عبد العزيز الطائي .
عبد العزيز بن عمران بن عمرو بن حسان بن سليمان الطائي كان عمران ابن عمرو من جلة قواد المنصور وصحابته وقد تقلد له فارس وأما عبد العزيز فإن المأمون أحضره في جملة من اتهمه بقتلة الفضل بن سهل وزيره . وقال المأمون لعبد العزيز : تنسى مقدمك من خراسان داخلاً علي وأنت آخذ بلحيتك لا ترى للخلافة مهابة ولا توقيراً ؟ فقال : يا أمير المؤمنين إن كنت فعلت ذاك فبغير استخفاف مني وما يبلغ هذا استحلال الدم فاتق الله في . فقال المأمون : اتقاؤه فيك إقامة الحد عليك فهلا اتقيتموه في المظلوم المرحوم المضرج بالدم ؟ يا غلام اضرب عنقه . فقال عبد العزيز : صبراً لأمر الله فقال المأمون : كذبت بل صبراً لأمري . فضربت عنقه وصلب في سواده والله أعلم بالباطن . وكان ذلك في سنة ثلاث ومائتين أو اثنتين ومائتين .
أبو محمد البابصري