وإن قرأ الأول وحبسه فلم يدفعه إلى يزيد فاحبس الكتابين الآخرين .
فقدم الرسول إلى سليمان وعنده يزيد فدفع إليه الكتاب الأول فقرأه ودفعه إلى يزيد فدفع إليه الكتاب الثاني فقرأه ودفعه إلى زيد فدفع إليه الثالث فقرأه وتغير لونه ثم دعا بطين فختمه وأمسكه وأمر بإنزال الرسول دار الضيافة فلما أمسى دعا به سليمان وأعطاه صرة فيها ذهب وقال : هذه جائزتك وهذا عهد صاحبك فسر وهذا رسولي معك فخرجا فلما كانا بحلوان تلقاهما الناس بخلع قتيبة سليمان من الخلافة .
فرجع رسول سليمان ودفع العهد إلى رسول قتيبة فوصل إليه فقال اخوة قتيبة لقتيبة : إن سليمان لا يثق بك بعد هذه .
ولم يلبث أن قتل كما ذكرته أول الترجمة .
وقد تقدم ذكر ولده مسلم أبو سعيد وذكر عمرو بن سعيد بن مسلم في مكانيهما .
ذكر أولاد قتيبة : وهم مسلم وإبراهيم وقطن وكثير والحجاج وعبد الرحمن ومسلم ويوسف وعمر .
فأما مسلم فولي البصرة مرتين لابن هبيرة ومرة لأبي جعفر المنصور وكان سيد قومه ومات بالري وكنيته أبو قتيبة .
وكان له أولاد : سعيد وإبراهيم وعمر وقطن .
فأما سعيد بن مسلم فولي أرمينية والموصل والسند وطبرستان والجزيرة وله عقب كثير .
وأما إبراهيم بن مسلم فولي اليمن لموسى الهادي . وأما عمر بن مسلم فولي الري وبلخ .
وأما قطن بن مسلم فولي سمرقند وغيرها من كور خراسان وله بها عقب .
وأما كثير بن قتيبة فولي سجستان وقتل مع أبيه .
وأما اخوة قتيبة فهم : عبد الرحمن وعبد الله وصالح وحصين وعبد الكريم وضرار وبشار وزياد وحماد وزريق وعمر ومعبد وكلهم أشراف سادات أجواد وكان سيدهم بشار .
أبو حفص البخاري القاص .
قتيبة بن أحمد بن سريج أبو حفص البخاري القاص صاحب التفسير الكبير : توفي سنة ست عشرة وثلاثمائة سكن نسف وحدث عن سعيد بن مسعود المروزي وأبي يحيى بن أبي مسرة سمع منه نصوح بن واصل وكان شيعياً .
قتيلة .
قتيلة .
قتيلة بنت النضر بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار : كانت تحت عبد الله بن الحارث الأصغر ابن عبد شمس فولدت له علياً والوليد ومحمداً وأم الحكم .
كانت شاعرة محسنة قتل رسول الله A أباها يوم بدر صبراً فلما انصرف من بدر كتبت إليه قبل إسلامها : .
يا راكباً إن الأثيل مظنةً ... من صبح خامسةٍ وأنت موفق .
بلغ به ميتاً بأن تحيةً ... ما إن تزال بها الركائب تخفق .
مني إليه وعبرةً مسفوحةً ... جادت لماتحها وأخرى تخنق .
هل يسمعن النضر إن ناديته ... بل كيف يسمع ميت لا ينطق .
ظلت سيوف بني أبيه تنوشه ... لله أرحام هناك تشقق .
قسراً يقاد إلى المنية متعباً ... رسف المقيد وهو عانٍ مطلق .
أمحمد ولأنت ضنء نجيبةٍ ... من قومها والفحل فحلٌ معرق .
ما كان ضرك لو مننت وربما ... من الفتى وهو المغيظ المحنق .
فالنضر اقرب من تركت قرابةً ... وأحقهم إن كان عتقٌ يعتق .
أو كنت قابل فديةٍ فلينفقن ... بأعز ما يغلو به ما ينفق .
فبكى رسول الله A حتى اخضلت لحيته وقال : لو بلغني شعرها قبل أن أقتله لعفوت عنك .
زوج النبي A .
قتيلة ابنة قيس بن كرب الكندية أخت الأشعث بن قيس ويقال : قيله والصواب قتيلة : تزوجها رسول الله A في سنة عشر ثم اشتكى في نصف صفر ثم قبض وقيل : تزوجها في مرضه وقيل : قبل مرضه بشهرين وقيل : إنه أوصى أن تخير فإن شاءت ضرب عليها الحجاب وتحرم على المؤمنين وإن شاءت طلقها فلتنكح من شاءت فاختارت النكاح فتزوجها عكرمة بن أبي جهل بحضرموت فبلغ أبا بكر فقال : لقد هممت أن أحرق عليهما بيتهما فقال له عمر : ما هي من أمهات المؤمنين ولا دخل عليها ولا ضرب عليها الحجاب .
قال الجرجاني : زوجها منه أخوها فمات A قبل خروجها من اليمن فخلف عليها عكرمة بن أبي جهل