هبة الله بن الحسن بن منصور الحافظ أبو القاسم الرازي الطَّبَري الأصل المعروف باللاَّلِكائي الفقيه الشافعي نزيل بغداد تفقه على الشيخ أبي حامد وسمع من جماعة قال الخطيب : كان يفهم ويحفظ صنَّف كتاباً في السُّنّة و " كتاب رجال الصحيحين " وكتاباً في السُّنَن وعاجَلَته المنية فمات بالدَينَوَر في شهر رمضان سنة ثمان عشرة أربعمائة قال علي بن الحسين بن جدّ العُكبَري : رأيت هبة الله الطبري في النوم فقلت : ما فعل الله بك ؟ قال : غفر لي قلت : بماذا ؟ قال كلمةً خفيةً : بالسُّنَّة .
الأشقر المقرىء .
هبة الله بن الحسن بن أحمد بن أبي المعالي أبو القاسم الخياط المقرىء المعروف بالأشقر من ساكني دار الخلافة ببغداد من القرّاء المشهرين بالإجادة وحُسن الأداء ومعرفة وجوِه القراءات بالروايات ويفهم طرفاً حسناً من النحو قرأ بالروايات على محمد بن خالد الرزّاز الضرير وعلى عبد الله بن عبد الله الجوهري وعَرفة بن علي البقلي والنحو على الأسعد بن نصرٍ العبرني وسمع من مسعود بن علي بن النادر وعمر بن أبي بكر بن التبان وغيرهما وقرأ عليه جماعة وكان يصلي إماماً بالإمام الظاهر وتجهّر على مذهب الشافعي وتوفي سنة أربع وثلاثين وستمائة .
الجُرَذ الكاتب .
هبة الله بن الحسن بن محمد بن هبة الله بن محمد بن علي بن الحسن المطلب أبو المعالي الملقب بالجُرذ من بيت الوزارة والتقدم . كان أديباً فاضلاً شاعراً يكتب خطاً حسناً ونسخ بخطه الكثير للناس توريقاً وكان ظريفاً لطيفاً وجمع في الهزل مجاميع مطبوعة وأسنّ وعجز عن الحركة وتوفي سنة ست وتسعين وخمسمائة ومن شعره : .
قديتُ مَن في وجهها سُنّة ... أشهَى إلى قلبي من الفَرض .
تنسى عُهوداً سَلفت بيننا ... كأنما قد أكلَت قَرصي .
اشار إلى أن أكلَ الطعام الذي أكل منه الفأرُ يروِث النسيان فيما يزعمه اصحاب التجارب وحسن هذا لأنّ اسمه الجُرَذ . ومنه : .
ألا قبح الله هذي الوجوه ... وبدّ لنا غيرُها أوجُها .
فلا أُفقُها مؤذِنٌ بالنَّدى ... ولا بالعُلى مُؤذِنٌ اوجُها .
ومنه قوله في ابن دينارٍ كاتب الوزير وكان أحاله عليه فمَطَلَه : .
مولايَ في مَنركُمُ كاتبٌ ... يزيدُ في ظُلمي غفراطا .
مُضَيِّعٌ للمال لكنه ... أضحى على شؤمي مُحتاطا .
ظنّ اباه من عطاياك ... لي فليس يعطيني قيراطا .
ومنه في ذم الغَيم : .
ما أقبحَ الغيمَ ولو أنه ... يُمطِرُنا دُرا وياقوتا .
فكيف والآفاق مغبّرةٌ ... شوهاء لا ماءً ولا قوتا .
ومنه : .
نَفضُ التراب عقوقٌ عن مناكبنا ... لأنه نَسَبُ الآباءِ في القِدَم .
أبو القاسم السكاكيني .
هبة الله بن الحسن بن المظفر بن الحسن بن السبط ابو القاسم الهمذاني البغدادين من أولاد المحثين حدث هو وأبوه وجدّه أسمعه والده في صباه تبكيراً وعُمِّر حتى حدث بالكثير وانفرد بأكثر مسموعاته وانتشرت الرواية عنه وكان شيخاً ذكياً فهماً متأدباً حُفظةً للحكايات والأشعار والنوادر وكان في شبابه يعمل السكاكين وآلات الكتابة صناعةً بديعةً عمل شطرنجاً كاملاً من عاج وآبنوس وَزنُه حَبتان وأرزَّة وكان ينقله بشِفتِ الصائغ لأن الأنامل تعجِز عن نقله وكان مثل الخَردَل وأشكاله ظاهرةٌ وأهداد لبنَفشا مولاة المستضيء بالله ثم كبر وافتقر فساءت حاله وصار قذِراً وَسِخاً لا يستنزِه عن النجاسات قال محب الدين بن النجار : ولم يكن في دينه بذاك وكان عسِراً في التحديب سمع أباه وأحمد بن عبد الله بن رضوان وأحمد بن عبد الله بن كادِش وهبة الله بن محمد بن الحُصَين ومحمد بن محمد بن الحسين بن الفراء وغيرهم وتوفي سنة ثلاث عشرة وخمسمائة .
الصائن ابن عساكر الشافعي .
هبة الله بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين الدمشقي بن عساكر أخو الحافظ بن عساكر أبي القاسم وكان الأكبر وكان يعرف بالصائن حَفَظ القرىن في صباه وقرأه بروايات على أبي الوَحش سُبيع بن قيراط وأبي العباس أحمد بن محمد بن خَلف بن مُحرِزٍ