روى عنه أبو الوليد بن الفرضي وذكر أنه لقيه بمدينة التراب في ربيع الأول سنة أربع مئة . وفي هذا التاريخ كان ابن الفرضي قاضيا ببلنسية .
قال أبو عمرو المقرىء : وتوفي في ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وأربع مئة وهو ابن اثنتين وتسعين سنة ودخل بالأندلس تاجرا سنة خمسين وثلاث مائة : قال حكم بن محمد : وقال لي : ولدت في رجب سنة عشرين وثلاث مائة .
عبد العزيز بن علي الشهرزوري يكنى : أبا عبد الله .
قدم الأندلس سنة ست وعشرين وأربع مئة .
وكان شيخا جليلا آخذا من كل علم بأوفر نصيب وكانت علوم القرآن وتعبير الرؤيا أغلب عليه .
روى عن أبي زيد المروزي وأبي إسحاق القرطبي وأبي بكر الأبهري وأبي بكر الباقلاني وأبي تمام صاحب الأصول وأبي بكر الأذفوي وأبي أحمد السامري والحسن بن رشيق والدارقطني وابن الورد . ودخل دانية وركب البحر منصرفا منها إلى المشرق فقتلته الروم في البحر سنة سبع وعشرين وأربع مئة .
وقد قارب المائة سنة . ذكره أبو محمد الخزرجي وذكر أنه أجاز له ما رواه بخطه بدانية في التاريخ المتقدم .
عبد العزيز بن عبد الوهاب بن أبي غالب المقرىء يكنى : أبا القاسم .
روى بمكة عن القاضي أبي الحسن بن صخر . فوائده وعن أبي القاسم بن بندار الشيرازي وغيرهما . حدث عنه جماعة من شيوخنا منهم : أبو الحسن علي بن أحمد المقرىء وقال : كان شيخا جليلا وله روايات عالية وسماع قديم . قدم علينا غرناطة وكتب إلى أبو علي الغساني يقول : أنه قدم عليكم رجل صالح عنده روايات فخذ عنه ولا يفوتنك .
وتوفي في ذي القعدة سنة خمس وتسعين وأربع مئة . قال لي ذلك النميري .
عبد العزيز التونسي الزاهد ؛ يكنى : أبا محمد .
أخذ عن أبي عمران الفاسي الفقيه وأبي إسحاق التونسي وغيرهما . ومال إلى الزهد والتقشف . وسكن مالقة وغيرها من بلاد الأندلس واستقر أخيرا بأغمات ودرس الناس الفقه عليه ثم تركه لما رآهم نالوا بذلك الخطط والعمالات وقال : صرنا بتعليمنا لهم كبائع السلاح من اللصوص . وكان ورعا متقللا من الدنيا هاربا عن أهلها . وتوفي C بأغمات سنة ست وثمانين وأربع مائة . أفادنيه القاضي أبو الفضل وكتبه لي بخطه .
من اسمه عبد الصمد : عبد الصمد بن موسى بن هذيل بن محمد بن تاجيت البكري : قاضي الجماعة بقرطبة ؛ يكنى : أبا جعفر .
روي عن أبيه وعن أبي القاسم حاتم بن محمد وغيرهما . وناظر عند أبي عمر بن القطان الفقيه وأجاز له أبو عمر بن عبد البر وتقلد القضاء بقرطبة بعد أبي بكر ابن أدهم .
وكان قبل ذلك مشاورا في الأحكام بقرطبة . وكان له حظ من الفقه ومعرفة جيدة بالشروط وله فيها مختصر حسن بأيدي الناس . وكان من أهل الفضل والمشاركة وحفظ العهد . وكان يؤم الناس في مسجده ويلتزم الأذان فيه . واستمر على ذلك مدة قضائه . وكان وقورا مسمتا متصاوتا من بيته علم ونباهة وفضل وجلالة ثم صرف عن القضاء ولزم بيته إلى أن هلك على أجمل أحواله يوم الأربعاء أول يوم من ربيع الآخر من سنة خمس وتسعين وأربع مئة من غير علة دارت عليه . ودفن يوم الأربعاء بمقبرة ابن عباس مع سلفه وصلى عليه ابنه أبو الحسن وبلغ من السن نحو السبعين عاما . وكان مولده سنة ثلاث وثلاثين وأربع مئة .
عبد الصمد بن سعدون الصدفي المعروف : بالركاني . من أهل طليطلة ؛ يكنى : أبا بكر .
روي بطليطلة عن أبي محمد بن هلال وغيره . وله رحلة إلى المشرق حج فيها وسمع من أبي محمد بن الوليد وأبي العباس أحمد بن نفيس المقرىء وأبي نصر الشيرازي وغيرهم . وكان شيخا صالحا يعلم القرآن