أخذ عن أبيه وتفقه عنده وسمع من أبي عبد الله محمد بن فرج الفقيه وأبي علي الغساني وأبي القاسم بن مدير المقرىء وغيرهم وتقلد القضاء بقرطبة مرتين . وكان نافذا في أحكامه جزلا في أفعاله وهو من بيته علم ودين وفضل وجلالة ولم يزل يتولى القضاء بقرطبة إلى أن توفي عشي يوم الأربعاء ودفن عشي يوم الخميس لسبع بقين من ربيع الآخر سنة إحدى وعشرين وخمسمائة . ودفن بالربض وصلى عليه ابنه أبو عبد الله . وكانت وفاته من علة خدر طاولته إلى أن قضى نحبه منها في التاريخ المذكور ومولده سنة اثنتين وسبعين وأربع مائة .
أحمد بن أحمد بن محمد الأزدي يعرف : با بن القصير من أهل غرناطة يكنى : أبا الحسن .
روى عن القاضي أبي الأصبغ عيسى بن سهل وأبي بكر محمد بن سابق الصقلي وأبي عبد الله بن فرج وأبي علي الغساني وغيرهم . وكان فقيها حافظا حاذقا شوور ببلده واستقضى بغير موضع . وتوفي C في صدر ذي الحجة من سنة إحدى وثلاثين وخمس مائة .
أحمد بن محمد بن أحمد بن مخلد بن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي بن مخلد بن يزيد : من أهل قرطبة يكنى : أبا القاسم .
سمع : من أبيه بعض ما عنده وسمع بإشبيلية من أبي عبد الله محمد بن أحمد بن منظور القيسي وصحب أبا عبد الله محمد بن فرج الفقيه وانتفع بصحبته وأخذ عنه بعض روايته وكتب إليه أبو العباس العذري المحدث بإجازة ما رواه عن شيوخه وشوور في الأحكام بقرطبة فصار صدرا في المفتين بها لسنه وتقدمه وهو من بيته علم ونباهة وفضل وصيانة وكان ذاكرا للمسائل والنوازل دربا بالفتوى بصيرا بعقد الشروط وعللها مقدما في معرفتها أخذ الناس عنه واختلفت إليه وأخذت عنه بعض ما عنده وأجاز لي بخطه غير مرة .
أخبرنا شيخنا أبو القاسم بقراءتي عليه غير مرة وقرأته أيضا على أخيه الحاكم أبي الحسن قالا : أنا أبونا القاضي محمد بن أحمد عن أبيه أحمد وعمه أبي الحسن عبد الرحمن قالا : أنا أبونا مخلد بن عبد الرحمن عن أبيه عبد الرحمن بن أحمد بن بقي قال : أخبرني أسلم بن عبد العزيز قال : أخبرني أبو عبد الرحمن بقي بن مخلد قال : لما وضعت مسندي جاءني عبيد الله بن يحيى وأخوه إسحاق فقالا لي : بلغنا أنك وضعت مسندا قدمت لأبي المصعب الزهري وابن بكير وأخرت أبانا فقال أبو عبد الرحمن : أما تقديمي لأبي المصعب فلقول رسول الله A : " قدموا قريشا ولا تقدموها " وأما تقديمي لابن بكير فلقول رسول الله A : " كبره كبره " يريد السن ومع أنه سمع الموطأ من مالك سبع عشرة مرة ولم يسمعه أبوكما إلا مرة واحدة . قال : فخرجا من عندي ولم يعودا إلي بعد ذلك وخرجا إلى حد العداوة .
وسألت شيخنا أبا القاسم عن مولده فقال : ولدت في شعبان سنة ست وأربعين .
أحمد بن محمد بن عبد العزيز اللخمي : من أهل إشبيلية يكنى : أبا جعفر . صحب أبا علي حسين بن محمد الغساني واختص به وأخذ عنه معظم ما عنده وكان أبو علي يصفه بالمعرفة والذكاء ورفع بذكره وأخذ أيضا عن أبي الحجاج الأعلم الأديب وأبي مروان بن سراج وأبي بكر المصحفي وغيرهم .
وكان : من أهل المعرفة بالحديث وأسماء رجاله ورواته منسوبا إلى فهمه مقدما في إتقانه وضبطه مع التقدم في اللغة والأدب والأخبار ومعرفة أيام الناس .
سمع الناس منه وأخذت عنه وجالسته قديما . وتوفي C ليلة الجمعة ودفن عشي يوم الجمعة لثمان بقين من ربيع الأول من سنة ثلاث وثلاثين وخمس مائة . ودفن بمقبرة أم سلمة بقرطبة .
أحمد بن محمد بن موسى بن عطاء الله الصنهاجي : من أهل المرية يكنى : أبا العباس ويعرف : بابن العريف