روى عن أبي خالد يزيد مولى المعتصم وأبي بكر عمر بن أحمد بن رزق وأبي محمد عبد القادر بن محمد القروي وأبي القاسم خلف بن محمد بن العربي . وسمع من جماعة من شيوخنا وكانت عنده مشاركة في أشياء من العلم وعناية بالقراءآت وجمع الروايات واهتمام بطرقها وحملتها وقد استجاز مني تأليفي هذا وكتبه عني وكتبت إليه بإجازته مع سائر ما عندي واستجزته أنا أيضا فيما عنده فكتب لي بخطه ولم ألقه وخاطبني مرات . وكان متناهيا في الفضل والدين منقطعا إلى الخير وكان العباد وأهل الزهد في الدنيا يقصدونه ويألفونه فيحمدون صحبته وسعى به إلى السلطان فأمر بإشخاصه إلى حضرة مراكش فوصلها وتوفي بها ليلة الجمعة صدر الليل ودفن يوم الجمعة الثالث والعشرين من صفر من سنة ست وثلاثين وخمس مائة . واحتفل الناس لجنازته وندم السلطان على ما كان منه في جانبه وظهرت له كرامات .
أحمد بن محمد بن عمر التميمي يعرف : با بن ورد : من أهل المرية يكنى : أبا القاسم .
كان فقيها حافظا عالما متفننا . أخذ العلم عن أبي علي الغساني وأبي محمد بن العسال وغيرهما وناظر عند الفقهيين أبوي الوليد بن رشد وابن العواد وشهر بالعلم والحفظ والإتقان والتفنن في العلوم .
أخذ الناس عنه واستقضى بغير موضع من المدن الكبار وكتب إلينا بمولده مع إجازة ما رواه عن شيوخه بخطه . وقال : ولدت ليلة الثلاثاء لثلاث بقين من جمادى الآخرة من سنة خمس وستين وأربع مائة وتوفي C : ببلده في شهر رمضان المعظم من سنة أربعين وخمس مائة .
أحمد بن علي بن أحمد بن خلف الأنصاري : من أهل غرناطة يكنى : أبا جعفر .
روى عن أبيه وأبي علي الصدفي ومن جماعة من شيوخنا . وكان : من أهل العلم والمعرفة والذكاء والفهم كثير العناية بالعلم . من أهل الرواية والدراية وخطب ببلده . وتوفي C : سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة .
أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الباري الحافظ يكنى : أبا جعفر ويعرف : بالبطروجي .
أخذ عن أبي عبد الله محمد بن فرج وأبي علي الغساني وأبي الحسن العبسي وغيرهم . وكان : من أهل الحفظ للفقه والحديث والرجال والتواريخ والمولد والوفاة مقدما في معرفة ذلك وحفظه على أهل عصره . وتوفي C ودفن صبيحة يوم السبت لثلاث بقين من محرم سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة . وصلى عليه أبو مروان بن مسرة بمقبرة ابن عباس .
أحمد بن بقاء بن مروان بن نميل اليحصبي : من أهل شنتمرية نزل مرسية يكنى : أبا جعفر .
روى عن أبي علي بن سكرة كثيرا وعن غيره من شيوخنا وكان له اعتناء بالحديث وكتبه ورواته ونقله . وتوفي C : سنة أربع وأربعين وخمس مائة ودفن بمقبرة ابن عباس مع سلفه . صلى ابنه عليه أبو الحسن وكان الجمع في جنازته كثيرا .
أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد قاضي قرطبة يكنى : أبا القاسم .
أخذ عن أبيه كثيرا ولازمه طويلا . وسمع من شيخنا أبي محمد بن عتاب وغيره . وأجاز له أبو عبد الله بن فرج وأبو علي الغساني وغيرهما وكان خيرا فاضلا عاقلا ظهر بنفسه وبأبوته محببا إلى الناس طالبا للسلامة منهم بارا بهم . وتوفي C يوم الجمعة ودفن يوم السبت الرابع عشر من رمضان من سنة ثلاث وستين وخمس مائة ودفن بمقبرة ابن عباس مع سلفه . وكان مولده في سنة سمع وثمانين وأربع مائة .
ومن الغرباء القادمين من المشرق على الأندلس .
ممن اسمه أحمد .
أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد التميمي التاهري البزاز يكنى : أبا الفضل .
قدم قرطبة صغيرا وروى بها عن قاسم بن أصبغ وأبي بكر أحمد بن الفضل الدينوري وأبي عبد الملك بن أبي دليم ومحمد بن معاوية القرشي ومحمد بن عيسى بن رفاعة وغيرهم . ذكره الخولاني وقال : كان شيخا صالحا زاهدا في الدنيا منقبضا عن الناس مائلا إلى الخمول .
وقرأت بخط أبي إسحاق بن شنظير مولد أبي الفضل هذا وخبره ووفاته فقال : مولده يوم الثلاثاء عند انصداع الفجر في أول ربيع الأول سنة تسع وثلاث مائة . وولد بتاهرت وأتى مع أبيه إلى قرطبة وهو ابن ثمان سنين وكان سكناه بقرطبة بمسجد مسرور واسماعه في مسجد سريج . وكان أبوه محدثا