من رأس القتيل إذا لم يؤخذ بثأره . وهو أيضا الرجل الجيِّد الرِعية للمال في قولهم : هو صَدَى مالٍ وخائلُ مالٍ وخالُ مال وسُرْ سُور مالِ وإزاء مالٍ و ( نحو ذلك من ) الشَوَى ونحوه مما اتفق لفظه واختلف معناه . وكما وقعت الأفعال مشتركة نحو وجدت في الحزن ووجدت في الغضب ووجدت في الغِنى ووجدت في الضالّة ووجدت بمعنى علمت ونحو ذلك فكذلك جاء نحو هذا في الحروف . وليست كذلك النون لأنها وُضعت لتوكيد ما قد أخذ مأخذه واستقرّ من الكلام بمعانيه المفادة من أسمائه وأفعاله وحروفه . فليست لتوكيد شيء مخصوص من ذلك دون غيره ألا تراها للشيء وضدّه نحو اذهبنّ ولا تذهبنّ والإثبات في لتَقومنّ والنفي في قَلّما تقومَنْ . فهي إذًا لمعنى واحد وهو التوكيد لا غير .
ومِن الاحتياط إعادة العامل في العطف والبدل . فالعطف نحو مررت بزيد وبعمرو فهذا أوكد معنى من مررت بزيد وعمرو . والبدل كقولك : مررت بقومك بأكثرهم فهذا أوكد معنى من قولك : مرت بقومك أكثرِهم .
ووجوه الاحتياط في الكلام كثيرة و ( هذا طريقها ) ( فتنبه عليها ) . باب في فَك الصِيَغ .
اعلم أن هذا موضع من العربيّة لطيف ومغفول عنه وغير مأبوه له . وفيه من لُطْف المأخذ وحسن الصنعة ما أذكره لِتعجب منه وتأنَق له