وليس من هذا الباب إشباع الحركات في نحو منزاح وأنظور والمطافيل لأن الحركة في نحو هذا لم تحذف وأنيب الحرف عنها بل هي موجودة ومزيد فيها لا منتَقص منها . باب في هجوم الحركات على الحركات .
وذلك على ضربين : أحدهما كثير مقِيس والآخر قليل غير مقيس .
الأوّل منهما وهو قسمان : أحدهما أن تتّفق فيه الحركتان . والآخر أن تختلفا فيه فيكون الحكم للطارئ منهما على ما مضى .
فالمتفِقتان نحو قولك : هم يغزون ويَدْعُون . وأصله يغزوون فأسكِنت الواو الأولى التي هي اللام وحذفت لسكونها وسكون واو الضمير والجمع بعدها ونقلت تلك الضمة المحذوفة عن اللام إلى الزاي التي هي العين فحذفت لها الضمة الأصليّة في الزاي لطروء الثانية المنقولة من اللام إليها عليها . ولابدّ من هذا التقدير في هجوم الثانية الحادثة على الأولى الراتبة اعتبارا في ذلك بحكم المختلفتين ألا تراك تقول في العين المكسورة بنقل الضمة إليها مكان كسرتها وذلك نحو يرمون ويقضون ألا ( تراك ) نقلت ضمّة ياء يرمِيون إلى ميمها فابتزَّت الضمةُ الميمَ كسرتَها وحلّت