إن كان أوردها مريدا بها حطَّ رتبته والغَضّ من فِضيلتِه . وذلك لِكُلْفة هذا الأمر وبعد أطرافه وإيعار أكنافه أن يُحاط بها أو يشتمِل تحجّر عليها . وإن إنسانا أحاط بِقاصي هذه اللغات المنتشِرة وتحجّر أذراءها المترامية على سعة البلاد وتعادي ألسنتها اللِداد وكثرة التواضع بين أهليها من حاضر وباد حتى اغترق جميع كلام الصُرَحاء والهُجَناء والعبيد والإماء في أطرار الأرض ذات الطول والعرض ( ما بين ) منثور إلى منظومٍ ومخطوب به ( إلى مسجوع ) حتى لغات الرعاة الأجلاف والرواعي ذوات صِرَار الأخلاف وعقلائهم والمدخولين وهُذاتهم الموسوسين في جِدّهم وهَزْلهم وحربهم وسَلْمهم وتغاير الأحوال عليهم فلم يُخلِل من جميع ذلك - على سعته وانبثاثه وتناشره واختلافه - إلا بأحرف تافهة المقدار متهافتةٍ على البحث والاعتبار - ولعلها أو أكثرها مأخوذة عمَّن فسدت لغته فلم تلزم عهدته - لجدير أن يعلم بذلك توفيقه وأن يُخَلَّى له إلى غايته طريقه