باب في أن العلَّة إذا لم تتعدَّ لم تصِحَّ .
من ذلك قول من اعتلّ لبناء نحوكَمْ ومَنْ وما وإِذْ ونحوِ ذلك بأنّ هذه الأسماء لمّا كانت على حرفين شابهت بذلك ما جاء من الحروف على حرفين نحو هَلْ وبل وقد قال فلمَّا شابهت الحرف من هذا الموضع وجب بناؤها كما أن الحروف مبنيَّة وهذه علَّة غير متعدّية وذلك أنه كان يجب على هذا أن يُبنى ما كان من الأسماء أيضا على حرفين نحو يدٍ وأخ وأبٍ ودمٍ وفمٍ وحِرٍ وهَنٍ ونحو ذلك .
فإن قيل هذه الأسماء لها أصل في الثلاثة وإِنما حذف منها حرف فهو لذلك معتدّ فالجواب أَنّ هذه زيادة في وصف العلّة لم تأت بها في اوّل اعتلالك وهَبْنا سامحناك بذلك قد كان يجب على هذا أن يبنى باب يدٍ وأخٍ وأبٍ ونحو ذلك لأنه لمّا حُذِف فنقص شابه الحرف وإن كان أصله الثلاثة ألا ترى أن المنادى المفرد المعرفة قد كان أصله أن يعرب فلمّا دخله شَبَهُ الحرف لوقوعه موقع المضمر بُنِي ولم يَمنع من بنائه جَرْيه معرَبا قبل حال البناء وهذا شَبَه