البيت اجتنبْتَ ضعف الإعراب وإن اشفقْتَ من كسره ألبتَّة دخلت تحت كسر الإعراب .
باب في الإعتراض .
اعلم أن هذا القبيل من هذا العلم كثير قد جاء في القرآن وفصيح الِشْعر ومنثور الكلام وهو جارٍ عند العرب مجرى التأكيد فلذلك لا يَشْنُع عليهم ولا يُستنكَر عندهم أن يُعتَرض بهِ بين الفعل وفاعله والمبتدأ وخبره وغير ذلك ممَّا لا يجوز الفصل فيِه بغيره إلا شاذّا أو متأوَّلا قال الله سبحانه وتعالى ( فَلاَ أُقْسِمُ بِمواقِع النُّجُومِ وَإنّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيِمٌ إنّهُ لَقُرْآنٌ كَريِمٌ ) فهذا فيه اعتراضان احدهما قوله ( وإنّه لَقَسمٌ لو تعلمون عظيم ) لأنه اعترُاِض بِه بين القَسَم الذي هو قوله ( فلا أُقسِم بِمواقِعِ النجوم ) وبين جوابه الذي هو قوله ( إنه لقرآنٌ كريمٌ ) وفي نفسِ هذا الاعتراض اعتراض آخَر بين الموصوف الذي هو ( قَسَم ) وبين صفته التي هي ( عظيم ) وهو قوله ( لو تعلمون ) فذانك اعتراضان كما ترى ولو جاء الكلام غير معترَض فيِه لوجب أن يكون فلا أقسِم بمواقِع النجوِم إنه لقرآن كريم وإنه لقَسَم عظيم لو تعلمون .
ومن ذلك قول امرىء القيس .
( أَلا هل أتاها والحوِادثُ جَمَّةٌ ... بِأن امرأَ القيس بن تَمِلَكْ بيَقْرا )